وقع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، في عمان أمس، اتفاقية الدفاع عن القدس والمقدسات بشهادة وزيري الأوقاف والشؤون الإسلامية الفلسطيني محمود الهباش والأردني محمد نوح القضاة.
وقال الهباش لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن الاتفاقية تنص على التنسيق والتعاون بين الأردن وفلسطين المحتلة من أجل حماية ورعاية المسجد الأقصى المبارك وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية المحتلة. وأضاف أنها أكدت «الدور الأردني التاريخي» في رعاية المقدسات، كما أكدت السيادة الفلسطينية على كل أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بأن عباس والملك عبدالله الثاني بحثا أيضاً آخر مستجدات القضية الفلسطينية وسبل وزيادة التنسيق المشترك بين الجانبين، خاصة بعد اجتماع القمة العربية الأخير في الدوحة وزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى فلسطين والأردن.
ميدانياً، واصل جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اليهود المتطرفون تدنيس حرمة المسجد الأقصى المبارك حيث أقاموا احتفالات بمناسبة عيد الفصح اليهودي في ساحاته ومرافقه. اعتقلت عناصر أمس الأحد عددا من المصلين وطلبة حلقات العلم إثر اقتحام باحات المسجد الأقصى. وقال شهود عيان مقدسيون إن 6 جنود إسرائيليين مستعربين و280 مستوطناً اقتحموا ساحات المسجد بحماية جنود من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال. وذكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين إن أحد المستوطنين شرب الخمر داخل المسجد وحاول آخر التبوَّل فيه.
وتصدى حراس المسجد وطلبة حلقات العلم والمصلون المرابطون فيه وطلبة عدد من مدارس القدس لعصابات المستوطنين بتلاوة القرآن الكريم في ساحات المسجد المبارك، فتدخلت شرطة الاحتلال لقمعهم واندلعت اشتباكات ومواجهات بالأيدي بين الجانبين. ثم استخدمت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والصعق الكهربائي والهراوت لتفريقهم ما أسفر عن إصابة عدد من المصلين وأحد الحراس بحالات اختناق. كما اعتقلت 10 مصلين بدعوى محاولتهم الاعتداء على مجموعة من الزوار اليهود.
وبعد تدخل مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب ورئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب وموظفي الدائرة، انسحبت قوات الشرطة الخاصة الإسرائيلية من ساحات المسجد وأغلقت باب المغاربة أمام المستوطنين والزوار اليهود المتطرفين.
وقال الشيخ حسين، في بيان أصدره في القدس «إن هذا الاعتداء الآثم من قبل المستوطنين يتنافى مع التعاليم السمحة التي تدعو إليها الديانات السماوية، ويشير إلى مدى الحقد والكراهية والعنصرية التي يكنها المستوطنون لأهل فلسطين من خلال الاعتداء على أماكن عبادتهم ومقدساتهم وأرضهم وأرواحهم». وأضاف «هذه الاعتداءات قد تؤدي إلى حرب دينية تتحمل السلطات الإسرائيلية عواقبها».
وقال مدير المسجد الدكتور ناجح بكيرات، في تصريح صحفي، «ان الفلسطينيين يواجهون فعلاً عنصرياً صهيونياً ويتعرضون للأذى والاقصى يتعرض لخطر، فإسرائيل تريد أن تدنس قدسية المسجد الاقصى وتحويل القدسية العربية والاسلامية الى قدسية يهودية وهذا من المستحيلات».
وقال نبيل أبو ردينة، في بيان أصدره في رام الله، «إن اقتحام جماعات المستوطنين للمسجد الأقصى يمس بعقيدة المؤمنين ويدفع باتجاه توتير الأوضاع في المنطقة». وأضاف «نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يهدد فرص السلام»، داعياً المجتمع الدولي للتحرك لوقف الاعتداءات على الأهالي والمقدسات في الأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، اقتحم 200 مستوطن متشدد منطقة «برك سليمان» الأثرية في بلدة ارطاس جنوب بيت لحم الخاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة، للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق أوسلو للسلام المرحلي بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993. وقاموا بتأدية طقوس دينية وتلمودية تحت حماية قوات إسرائيلية. وقال منسق لجنة مقاومة جدار الفصل العنصري الإسرائيلي والاستيطان في بلدة الخضر جنوب بيت لحم أحمد صلاح إن الأهالي وأعضاء اللجنة رشقوا المستوطنين بالحجارة وطردوا عشرات منهم على الرغم من وجود قوات الاحتلال.
وتدعي السلطات الإسرائيلية أن «برك سليمان» الثلاث أقيمت على يد الملك هيروديس قبل 3 آلاف عام كجزء من مشروع المياه الذي نفذه لتزويد القدس بالمياه، فيما تؤكد المصادر التاريخية العربية والإسلامية أن السلطان العثماني سليمان القانوني هو من أقامها لتزويد القدس بمياه الشرب
وصرح عضو مجلس قرية حوسان غرب بيت لحم طه حمامرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية واعتقلت الشابين محمد سميح سعيد شوشة (26 عاماً) وحسام إبراهيم محمود حمامرة (30 عاماً) بعد تفتيش منزليهما. وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة بيت أُمَّر شمال الخليل محمد عياد عوض إن قوات الاحتلال اعتقلت الفتى عيسى إبراهيم أحمد اخليل (15 عاماً) على مدخل البلدة.
في المقابل، أفرجت سلطات الاحتلال عن وزير الحكم المحلي الفلسطيني الأسبق عيسى خيري الجعبري، القيادي في حركة «حماس»، بعد قضائه 23 شهراً رهن الاعتقال الإداري، علما بأنها اعتقلته مرات عديدة أمضى خلالها 8 أعوام في سجون الاحتلال.
من جانب، آخر بدأ 17 أسيراً فلسطينياً من ناشطي «حماس» في سجن «أيشل» الإسرائيلي إضراباً عن الطعام تضامنا مع زميلهم المريض ميسرة أبو حمدية الذي نقل إلى قسم العناية المكثفة في مستشفى «سوروكا» في بئر السبع بعد تدهور حالته الصحية بشدة أمس الأول. وذكر «مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان» الفلسطيني أن رقعة التضامن مع الأسير أبو حمدية ستتسع خلال الأيام المقبلة ما لم تفرج عنه إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية حيث بات وضعه غاية في الخطورة وبحاجة إلى رعاية أكبر بعدما أصيب بسرطان في حنجرته .
– الاتحاد