أطلت الفتنة الطائفية في مصر أمس من نافذة جديدة عبر صداماتٍ، أسقطت جرحى، تخللت تشييع آلاف الأقباط قتلى أحداث مدينة الخصوص في محافظة القليوبية، التي تجددت اشتباكاتها هي الأخرى وإن على مستوى محدود، في وقت أصيبت شبكة سكك الحديد بشلل تام اثر إضراب سائقي القطارات احتجاجاً على أوضاعهم المعيشية.

وتجددت الاشتباكات، وإن على مستوى محدود، أمس بين المسلمين والأقباط في مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية لليوم الثاني على التوالي، فيما قامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المشتبكين. وحاولت قوات الأمن المركزي القبض على مطلقي النيران، في حين انتشرت عدة مجموعات من الشباب الأقباط وشكل عدد منهم دروعًا بشرية حول كنيسة، حيث وضعوا العديد من الحواجز الحديدية بمحيط الكنيسة تجنباً لتجدد الاشتباكات مع المسلمين، فيما قام البعض الآخر منهم بإشعال النيران بالشوارع الجانبية المؤدية إلى الكنيسة لمنع تقدم المسلمين نحوها.

تشييع وصدامات

وبالتوازي، توافد آلاف الأقباط على مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية لتشييع جثامين أربعة أقباط لقوا مصرعهم في أحداث الخصوص. وامتلأت القاعة الكبرى في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث ردد الأقباط هتافات: «ارحل» و«يسقط حكم المرشد»، لتندلع صدامات امام الكاتدرائية اثناء خروج المشيعين منها، اذ فوجئوا بمجهولين يلقون الحجارة عليهم.

ونقلت تقارير اعلامية عن شهود عيان ان «عدداً من المشيعين الأقباط اصيبوا بعد ان تعرضوا لهجوم من مجهولين بطلقات خرطوش (من بنادق صيد) وهجوم بقنابل يديوية الصنع لدى خروجهم من الكاتدرائية»، مشيرين الى اصابة 25 شخصاً بجروح خلال الصدامات، التي تبعها تدخل قوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الموقف.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية في بيان انه «أثناء تشييع الجنازة وسيرها بشارع رمسيس (الذي تطل عليه الكاتدرائية) قام بعض المشيعين بإتلاف عدد من السيارات مما أدى إلى حدوث مشاحنات ومشاجرات مع أهالي المنطقة».

شلل قطارات

إلى ذلك، بدأ عدد كبير من سائقي القطارات في مصر أمس إضراباً مفتوحاً عن العمل، مطالبين بالحصول على مستحقاتهم المالية لدى هيئة السكك الحديدية.
وقرَّر سائقو القطارات بدء الإضراب المفتوح عن العمل الى حين حصولهم على مستحقاتهم المالية لدى هيئة السكك الحديدية، لتتوقف حركة القطارات من وإلى مراكز محافظات الدلتا: الدقهلية، والمنوفية، والغربية، والشرقية، والبحيرة، ودمياط، وكفر الشيخ شمالي القاهرة، ومحافظة الإسكندرية الساحلية، ومحافظات القناة: السويس، والاسماعيلية، وبورسعيد، إلى جانب خط القطارات بين القاهرة ومحافظتي بني سويف والمنيا جنوب العاصمة المصرية. ودفعت قوات الجيش الثاني الميداني بقوات ومركبات لتأمين محطة قطارات الإسماعيلية بعد وقوع اشتباكات بين مواطنين مصريين وسائقي القطارات المضربين، حيث قامت قوة من الشرطة العسكرية والجيش بإقامة خيمة أمام محطة الإسماعيلية الرئيسية ودفعت بالعشرات من أفرادها في محيط مداخل المحطة.

ويطالب السائقون بالحصول على حوافز الراتب بواقع 100 في المئة من الراتب الأساسي البالغ 370 جنيه لدرجة سائق القطار، أي حوالي 55 دولاراً، فيما كانت وزارة النقل بحثت مشكلات السائقين من خلال اجتماع عُقد بين وزير النقل حاتم عبداللطيف وبين ممثلين عن السائقين أسفر عن موافقة الوزارة على صرف 10 في المئة من أساسي الراتب. يُشار إلى أن هيئة السكك الحديدية هي أكثر المؤسسات المصرية تعرضاً لمشكلات فنية أدت إلى وقوع حوادث راح ضحيتها العشرات على مدى الأعوام الماضية.

استطلاع
37%

كشف استطلاع للرأي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام ونشر أمس تراجع الموافقين على أداء الرئيس محمد مرسي إلى 47 في المئة، مقارنة بـ49 في المئة، وأن 37 في المئة فقط سينتخبونه إذا أجريت انتخابات رئاسية غدا. كما ارتفعت نسبة غير الموافقين على أداء مرسي إلى 45 في المئة مقارنةً بحوالي 43 في المئة في نهاية الشهر الثامن من العام الماضي.