فضيلة المعيني

نحسب أن الطفل في الإمارات يتمتع بحياة آمنة، ويحيا في بيئة مستقرة ورعاية وحماية من المخاطر والانتهاكات، وهناك «قانون وديمة» الذي صدر في هذا الشأن، لكننا ووفق ما يفرزه الواقع من جرائم ضد الصغار على يد الكبار، نتساءل عن الطفل في الإمارات، بغض النظر عن جنسه أو جنسيته أو البيئة التي يحيا فيها، هل هو آمن بالصورة التي ينبغي أن يكون عليها؟ وهل يحظى بالقدر الكافي من الرعاية الاجتماعية في مجتمع يعتني بمن فيه؟

قطعاً، نتمنى أن يكون الجواب نعم، وأن يكون الطفل في الإمارات آمناً مستقراً، يعيش بسلام وأمان بين أسرته وفي مدرسته والبيئة المحيطة به، لكن الواقع يرفض أن يطمئننا إلى الدرجة التي نتمناها، ويصدمنا بجرائم بشعة، وانتهاكات لا حد لها، يتعرض لها الأطفال في بيوتهم، وأحياناً على أيدي من هم مؤتمنون عليهم.

وفي مدارسهم يتعرضون لانتهاكات وتحرش من الكبار أيضاً، وأينما وجدوا هم في خطر دائم من الممكن أن يداهمهم في أي وقت، خاصة أولئك المهملين من ذويهم الذين عهدوا بتربيتهم إلى غرباء أدخلوهم بيوتهم، وأعطوهم الخيط والمخيط في تربية النشء، وأي خير يرتجى ممن جاء من ثقافة تبيح ما هو محظور أو محرم لدينا، أو خلفية لا ترى ضيراً في ما يعتبره مجتمعنا طامة كبرى؟

أتساءل، والكلام في العموم، ولا أخص به حالة معينة، عن أم تتعرض ابنتها لأبشع ما يمكن أن تتعرض له طفلة صغيرة بريئة، على يد ذئب بشري في مدرستها، دون أن تدري ما يحدث لها..

أين حنان الأم وصدر الأم الذي يتلقف صغارها بعد عودتهم من مدرستهم، ويأنس بوجودهم، وفي المساء يلتقيهم في حكاية ما قبل النوم وما مر بهم طوال اليوم؟ هي لحظات مناسبة لأن يخرج الصغير ما في نفسه من خوف، بل رعب مر به، ويبوح لأمه بكل ما كان. لكن أنى للسان أن يبوح وللنفس أن تهدأ وتلقي بما يؤلمها، وليس لهذه اللحظات مكان في جدول هذا الصغير!

أتساءل مجدداً؛ هل أطفالنا في أمان؟ وهل نحن كأولياء أمور، آباء وأمهات، نؤدي الأمانة في تربية الأبناء كما يجب؟ هل أبناؤنا بخير أم هم في مهب رياح تتقاذفهم يميناً ويساراً، وتأخذهم ربما في طريقها إلى منعطفات متعرجة تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه في غفلة منهم، فتضيع عندها الأصوات ولا تجدي نفعاً؟!

– البيان