محمد الجوكر
انتهت معركة الإنتخابات الآسيوية وفاز البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، برئاسة الإتحاد القاري لكرة القدم حتى عام 2015، بعد إكتساحه الأصوات خلال عملية الإقتراع والتصويت التي أجريت في العاصمة الماليزية كوالالمبور في الساعات الأولى من صباح أمس بالتوقيت المحلي.
وحسم الشيخ سلمان المنافسة من الجولة الأولى بعد حصوله على 33 صوتاً، مقابل 7 أصوات للتايلاندي رواوي ماكودي و6 أصوات لمرشحنا يوسف السركال، وقد تابع الجميع فجراً الموقف عن كثب، وذكرتنا المنافسة الساخنة بمباريات الملاكمة للأسطورة محمد علي كلاي التي كنا نترقبها، والتي كانت تقام في نفس التوقيت.
وقد نال “بو عيسى” المنصب عن جدارة واستحقاق لأنه خطط وعمل بهدوء، ونال ثقة الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي واستطاع أن يوحدهم تحت شعار برنامجه (أسيا متحدة) في الإنتخابات التي شارك فيها 46 دولة من إجمالي 47 دولة، بعد إستبعاد ماريانا الشمالية، بحضور السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي، والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي.
و قد حصل الشيخ سلمان على أغلب الأصوات من النصاب القانوني المقرر لإعلان فوزه من الجولة الأولى وهو 31 صوتاً، ولم يكتف بالإنتصار الساحق وحصوله على كرسي أسيا الأول، بل فاز أيضاً بمنصب عضوية المكتب التنفيذي للفيفا عن قارة آسيا، بعد حصوله على 28 صوتاً مقابل حصول منافسه القطري حسن الذوادي على 18 صوتاً، وهو ما نوه إليه سلمان بن ابراهيم قبل التصويت قائلاً إن الرئيس القاري سيكون ضعيفاً إذا لم ينل المنصب الدولي أيضاً، وبالفعل يتضح مدى الثقة التي تسلح بها .
ولم ينس أيضاً وقفة الشقيقين الشيخين أحمد وطلال الفهد اللذين لعبا دوراً تكتيكياً استراتيجياً مهماً في تحويل وترجيح كفته، وهنا ظهرت الشفافية عندما قال أحمد الفهد منذ مدة طويلة وبكل صراحة إن صوت الكويت لسلمان، فلم يخادع مثل البعض الذين غيروا رأيهم في لحظة وغمضة عين.
*وقد صرح الرئيس الجديد وهو رقم 11 في تاريخ الاتحاد الآسيوي والذي تأسس عام 1954، أعتز بدعم ومساندة شخصية كبيرة بوزن أحمد الفهد، وأتوقف الى جملة قالها في كلمته الرسمية الأولى عندما قال “لقد قلت إنني ترشحت مرة أخرى لأن مهمتي لم تنته بعد”!، وبدورنا نقول لمرشحنا يوسف السركال خيرها في غيرها فقد أعجبني تقبله لنتيجة الإنتخابات مؤكداً أن الخسارة واردة مثلما كان الفوز وارداً.
ولابد من تقبل النتيجة النهائية، مقدماً تهنئته إلى رئيس الإتحاد الآسيوي الجديد، وأضاف “قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله إجتهدنا وحاولنا وبذلنا قصارى جهدنا وعموماً نعتبرها جميعا تجربة بكل المقاييس، ويجب أن نتعلم الدرس، فلعبة الانتخابات المحلية تختلف تماماً عن القارية والدولية.
فنحن ما زلنا بعيدين عنها، فلم نعمل بحرفية وإنما ركزنا على التصريحات وانشغلنا بالمجلس الأولمبي الآسيوي “ناسين” أنها لعبة الانتخابات، تجرها مصالح، وحتى الذين وعدونا أخلفوا وخانوا الوعود، فالكل يبحث عن مصلحته، فقد طارت الطيور بأرزاقها لأننا اعتمدنا على خبراء ومستشارين غير مقبولين قارياً، فالحسابات التي انتهت عليها أمس لم نتوقعها إطلاقاً”.
وهنا أيضاً نشير إلى إعتراف السركال بأن الشيخ أحمد الفهد رجل فاضل وأخ كريم تربطني به علاقات جيدة وبانتهاء المنافسة لا نحمل أي ضغينة لأي شخص، حتى وإن خرجنا قليلاً عن النص، ولكن العلاقات الطيبة هي من سمات قادتنا.
وأضاف: يجب ألا نجعل الأحداث الرياضية تؤثر على علاقاتنا ومثلما نفرح عند الفوز لابد أن نتقبل الخسارة بروح رياضية، وبدورنا نبارك للرئيس الجديد متمنين أن يعيد ترتيب البيت الآسيوي ويوحد أسيا كروياً.. والله من وراء القصد.
– البيان