منى بو سمرة
يوم جديد من أيام دبي، التي لا يكاد يخلو فيها يوم من تكريم التميز، بعد أن أصبح نهجاً ورؤية ورسالة وبيئة عمل شعارها ثلاثية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفريدة، الفوز والنصر والحب، التي جمعها برمز جديد يتمثل برفع الإبهام والسبابة والوسطى، مميزاً الإمارات والعرب عن رمز النصر الذي ابتدعه رئيس الوزراء البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل.
ولأن اليوم بالنسبة للإعلاميين هو يوم النصر والفوز والحب، وهم في دبي، مدينة التميز، بشهادة القاصي والداني، فإننا نرفع شارة الفوز الجديدة المرصعة بالحب، ملبين دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لجعل حياتنا كلها، تميزاً وحباً.
اليوم، الفوز والحب أجمل وأشمل وأكبر، لأن البذرة التي زرعتها دبي قبل 12 عاماً أنبتت طاقة إيجابية ليس في الصحافة الإماراتية فحسب بل في العربية أيضا، وها هي الشجرة تكبر لتحتضن الآن تحت ظلالها 199 صحافياً عربياً، تفخر بهم الجائزة تماماً كما يفخرون بها في علاقة يتحالف فيها الطرفان مع الحقيقة أولاً وأخيراً في مهنة البحث عن المتاعب.
الفرح بالجائزة والفخر بها لا معنى لهما من دون القناعة بصيغتها وهدفها ومعاييرها وتحكيمها، ولا بمن فاز بها، لكن ما يزيد الفرح والفخر معاً، عاماً بعد آخر أمران مهمان، الاول هو الاقبال المتنامي على التنافس في الجائزة من كافة أقطار الوطن العربي، ما يزيد من مسؤوليتنا بالحفاظ على الضوابط والآليات التي تحكم عملنا من الشفافية والموضوعية والحيادية والسرية، والانحياز للابداع، بل والتشدد في ذلك إلى أقصى درجة، بعد أن حصلت الجائزة على ثقة جمهور الصحافيين العرب، دون أن تغفل الانصات باهتمام ورحابة صدر الى أي نقد موضوعي يهدف الى تقويم أو تعديل للأفضل.
الأمر الثاني الذي يبعث على التفاؤل هو أن الجائزة في دلالاتها وجوهرها وقيمتها ليست نقطة توقف بل وسيلة تحفيز للانتقال الى مستوى أعلى من التميز والجودة والبحث عن الحقيقة، لذلك فإن الهدف الحقيقي للجائزة لا يتحقق بالوقوف والسكون، بل بالحركة والتقدم.
لذلك فإن الجائزة، تضع الفائزين في معترك المسؤولية، وعبء الاضطلاع بدور أكبر في خدمة مجتمعهم وتطوير مهنتهم تأصيلاً للتنافس وخلق فضاء أرحب للأجيال الحالية والمقبلة، وهو المعنى والهدف الأسمى والقيمة الحقيقية، فهي الدافع المعنوي للفائز ليواصل إبداعه، ومن هنا جاءت فئة الصحافة الشبابية كأحد فروع الجائزة حافزاً ومحركاً لمواصلة النهج المبدع وإثرائه وصولاً الى التفوق، وفي نفس الوقت تكريم الاعلاميين الرواد الذين أثروا وأبدعوا وقدموا نماذج رائعة في العطاء والإجادة.
مبروك لكل الفائزين اليوم وفي الدورات السابقة، وهم الذين لم تنجح الجائزة بهم فقط، بل بكل المشاركين من أنحاء الوطن العربي، فهي منهم وإليهم، تستقبل الجميع ولا تقصي أحداً، لتؤسس بهم ولهم شاطئ التميز في دبي الفوز والنصر والحب، متمسكين بالتفاؤل الذي يمثل الطاقة الايجابية، كما يقول محمد بن راشد، للارتقاء إلى قمم أعلى في سباق التميز. وكل عام وأنتم بخير.
– البيان