حسين درويش
لا تنقطع المهرجانات الثقافية في دبي، فقد كان النصف الأول من شهر مايو صاخباً، وقد عاشت المدينة تظاهرتين للغة العربية؛ الأولى نظمها المجلس الدولي للغة العربية تحت عنوان “اللغة العربية في خطر: الجميع شركاء في حمايتها”، ثم إطلاق تقرير تحديث اللغة العربية بعنوان “العربية لغة حياة”، وأمس اختتم منتدى الإعلام العربي فعالياته، وتم خلاله توزيع جائزة الصحافة العربية، وكانت عروض باليه “بحيرة البجع” 4 ـ 9 مايو علامة فارقة في دبي.
عندما لا تنقطع الحياة الثقافية عن مدينة برزت كواجهة اقتصادية في العالم، فهذا يعني فهماً عميقاً لدور الثقافة التي تُبنى على أسس صحيحة من القاعدة الاجتماعية، حيث تنتشر مبادرات أهلية وفردية تنشط ثقافياً وتعزز حضورها بطريقة سهلة وميسرة.. ودليلنا على ما نقول، هو العدد الكبير لصالات الفن التشكيلي، أو للمزادات، أو الأنشطة الفنية، التي لا تنقطع فصلاً أو تعيش سباتاً.
لا تهدأ الحركة في دبي؛ تلك الحركة التي لا يجد الإعلام متسعاً من الوقت لرصدها أو مساحات لتغطيتها، وذلك لكثرتها أو لشموليتها، ولا يجد المرء طريقاً إليها بسهولة لمتابعتها، ودليلنا أيضاً نفاد تذاكر حفلات فنية وموسيقية وغنائية قبل أيام من العرض، وقد يحتاج المرء إلى عدة أسابيع مبكرة لحضور عرض مسرحي راقص مثل “بحيرة البجع”، حيث نفدت تذاكر العرض قبل أكثر من شهر.
ليس غريباً أن يستعذب الناس العيش في دبي، فالمدينة لا تهدأ ولا تنام، وبين هذا وذاك تضع أمامك خيارات كثيرة لتنتقي منها ما يناسبك، والثقافة ليست أقلها شأناً، بل الثقافة في مقدمتها، وتشهد على ذلك أنشطة النصف الأول من شهر مايو فقط.
– البيان