تعتبر الشركة الكندية «ريسيرش إن موشن» التي قامت مؤخراً، بإطلاق آخر وأحدث هواتفها الذكية «كيو 10» في أسواق الدولة والمنطقة، من قلائل الشركات العالمية التي تمكنت من المحافظة على زبائنها ومستخدمي أجهزتها الذكية، طوال السنوات العشر الماضية. وعلى الرغم من التغير الجذري والكبير الذي جاءت الشركة به في نسخة نظام تشغيلها الأخير، والجيل الجديد من الهواتف الذكية المصممة بطريقة مختلفة وأشكال لم يعتد عليها المستخدمون، إلا أن هذه الهواتف ما زالت تلقى انتقادات مباشرة من الخبراء ومستخدميها.
على الرغم من الميزات الكثيرة والحصرية التي تميزت بها هواتف الشركة الكندية «ريم»، وعلى الرغم من التغيرات الجذرية التي قامت الشركة بعملها بهاتفيها الأخيرين «كيو 10 وزي 10». إلا أن النسخة زي 10 جاءت لتسير على النمط نفسه الذي تسير عليه الهواتف الذكية الأخرى، وتدخل حيز المنافسة، ولفت أنظار المستخدمين والزبائن الباحثين عن هواتف ذكية قوية وذات أداء مميزة. كما جاءت النسخة كيو 10 الأخيرة، والتي تمتاز بلوحة مفاتيح كاملة لم يسبقها إليها أي من الشركات العالمية في هواتفها الذكية، وجاءت في الوقت نفسه لتكمل مسيرة هواتف شركة بلاكبيري من هذا الفئة، والتي ما زال العديد من الزبائن يهوونها ويبحثون عنها.
انتقادات مباشرة
بهذه الخطوة الكبيرة التي خطتها الشركة الكندية بلاكبيري وبإطلاقها هذين الجهازين الجديدين، جنباً إلى جنب النسخة العاشرة من نظام التشغيل بلاكبيري أو أس، الذي جاء بشكل مختلف وتغير جذري وجوهري في الشكل والأداء، تمكنت هذه الشركة من حصد إعجاب المئات والعديد من الخبراء والمختصين في عالم التكنولوجيا والتقنيات الذكية الحديثة، إلى جانب مئات الآلاف من المستخدمين عشاق هذه الهواتف الذكية.
وعلى الرغم من هذا الإعجاب الذي لاقته هواتف بلاكبيري الجديدة ونسخة نظام تشغيلها العاشرة، وجه بعض الخبراء انتقادات للهاتفين الجديدين «زي 10 وكيو 10»، خصوصاً لظهور بعض المشكلات بعد استخدامهما لفترة وجيزة. وجاء في تقرير تداولته العديد من المصادر مؤخراً على الإنترنت، وجه انتقادات مباشرة لهواتف بلاكبيري مقارنة بغيرها من الهواتف الذكية المنافسة، جاء من أهمها:
فيما يتعلق بالتطبيقات المستقبلية:
على الرغم من أن شركة بلاكبيري قامت بتزويد هواتفها الجديدة بأكثر من 70 ألف تطبيق، لتشمل تطبيقات التواصل الاجتماعي الرئيسة مثل «فيسبوك وتويتر وواتس أب»، إلى عدد كبير من الألعاب المميزة على غرار «الطيور الغاضبة» وغيرها، إلا أن هذا العدد بحسب رأي الكثير من الخبراء، لا ينافس ولا يرقى إلى ما وصلت إليه أعداد التطبيقات في متاجر أنظمة التشغيل المنافسة، مثل متجر «جوجل بلاي» في نظام التشغيل «أندرويد»، ومتجر «آبل ستور» في نظام التشغيل «أي أو أس» من آبل، والتي كسر كلاهما حاجز النصف مليون من التطبيقات الإلكترونية والعدد في زيادة مطردة، حتى متجر ويندوز 8، تجاوز العدد الذي جاء به متجر بلاكبيري الإلكتروني «بلاكبيري وورلد».
وهو ما جعل الخبراء والمختصين يطرحون سؤالاً مهماً، وهو ما تنوي الشركة الكندية عمله بالمستقبل القريب أمام مشكلة التطبيقات والبرامج الخاصة بمتجرها الإلكتروني والمخصص لهواتفها الذكية القادمة؟ فهل ستقوم الشركة عندما يتم إطلاق نسخ جديدة من بعض التطبيقات الشهيرة، والتي تعمل على الهواتف الذكية الأخرى التي تعمل بأنظمة تشغيل مختلفة، بعمل نسخ خاصة وحصرية متوافقة مع هواتف بلاكبيري الجديدة..؟
فيما يتعلق الخرائط:
أصبحت الخرائط في الهواتف الذكية مثل الكثير من التقنيات الأساسية والجوهرية التي لا يمكن تخيل الهاتف الذكي بدونها، حيث لا يمكن اليوم لأي شركة التقليل من الدور المهم والكبير الذي تقوم به تطبيقات الخرائط على الهواتف الذكية. ولكن الانتقاد المباشر الذي وجهه العديد من المختصين والخبراء في عالم الهواتف الذكية، إلى هواتف شركة بلاكبيري الجديدة، هو أن خرائط هذه الأخيرة، والتي زودت بهاتفي بلاكبيري الجديدين كيو و زي 10، لا تأتي بالدقة والوضوح نفسيهما، مقارنة مع الخرائط التي تم تزويدها بالهواتف الأخرى، وخصوصاً خرائط جوجل. حيث ذكر الكثير من المستخدمين لهذه الهواتف الجديدة عدم قدرتها على تحديد مناطق مثل الشركات والمؤسسات بدقة، بالإضافة إلى تقديم مسار غير دقيق للرحلة المطلوبة.
والجدير بالذكر هنا أن شركة أبل عندما أطلقت خرائطها الخاصة بنسخة هاتفها الأخيرة آي فون 5، لاقت العديد من الانتقادات من الخبراء والمستخدمين لخرائطها، تماماً كالذي لاقته اليوم شركة بلاكبيري في هواتفها الذكية الأخيرة. وهو ما دفع الشركة الأميركية أبل إلى إعادة السماح للمستخدمين باستخدام خرائط جوجل كبديل عن خرائطها في هواتفهم وأجهزتهم الذكية.
فيما يتعلق بالأوامر الصوتية:
على الرغم من أن أنظمة وتقنيات الأوامر الصوتية في الهواتف والأجهزة الذكية، لم تصل حتى هذه اللحظة إلى المستوى المطلوب التي تجعل منها خدمة أساسية يمكن الاعتماد عليها، خصوصاً أنها وفي غالبية الهواتف الذكية لا تدعم العديد من اللغات العالمية، بما فيها اللغة العربية، إلا أن انتقاد الخبراء والمختصين لتقنيات الأوامر الصوتية في هواتف بلاكبيري الجديدة، يتمحور حول قلة الأمور التي يمكن للمستخدم القيام بها من خلال توجيه أوامر صوتية للهاتف، حيث تتيح هواتف بلاكبيري بفضل نظام التشغيل الجديد، القدرة لمستخدميها عن السؤال، مثلاً عن موعد لفيلم معين أو معرفة توقعات حالة الطقس، أو الاتجاهات، وغير ذلك من الأمور التي اعتبرها الخبراء بسيطة جداً مقارنة بالهواتف الذكية الأخرى المنافسة، والتي يمكن من خلال تقنيات الأوامر الصوتية فيها، تشغل الموسيقى أو الإجابة على أسئلة معينة، بالإضافة إلى استخدام الآلة الحاسبة، وغيرها الكثير من الإمكانات.
اختيار صعب
قد يكون الهاتف الأخير الذي طرحته الشركة الكندية مؤخراً في أسواق الدولة «كيو 10» له حظ أكبر للانتشار والنجاح، حيث لفت نظر المهتمين من الزبائن، خصوصاً عشاق هواتف الشركة الكندية من هذا النوع، من هاتف الشركة الآخر «زي 10»، الذي جاء كنسخة شبيهة من الهواتف الذكية الأخرى المنافسة التي تعمل بأنظمة تشغيل مختلفة، وهو الأمر الذي قد يصعب اتخاذ قرار شراء هذا الهاتف الذي يعتبر هاتفاً جديداً جداً من الشركة الكندية ريم، على الرغم من عراقة وقدم الشركة في إنتاج مثل هذه الهواتف المتحركة. وهو الأمر نفسه الذي سيعجل الشركة الكندية مطالبة بتقديم ميزات ومواصفات حصرية جديدة في هواتفها، تجذب الزبائن إليها وتلفت انتباههم من دون تجربتهم السابقة أو عشقهم لهواتف شركة بلاكبيري السابقة.
– الاتحاد