قتل 25 شخصا وأصيب 68 بجروح أمس في هجمات متفرقة في العراق بينها انفجار سيارات مفخخة في بغداد ومحافظة التأميم. فيما أكد أحد شيوخ عشائر الدليم في الأنبار علي حاتم السليمان أن شيوخ المحافظة يؤكدون استمرار التظاهرات ضد “سياسة” الحكومة، مشككا بنواياها بشأن الحوار مع المعتصمين وتنفيذ مطالبهم.
وشهدت بغداد سلسلة انفجارات بسيارات مفخخة استهدفت مناطق الكاظمية (شمال) والمشتل (شرق) وبغداد الجديدة (شرق) ومدينة الصدر (شرق) والسيدية (جنوب) في أوقات متزامنة. وقتل في حصيلة أولية شخصان وأصيب عشرة بجروح في الكاظمية، وقتل أربعة أشخاص وأصيب 13 في المشتل، وقتل شخص وأصيب أربعة في بغداد الجديدة، وقتل شخصان وأصيب 10 في مدينة الصدر، وقتل شخصان وأصيب ثمانية في السيدية. وسمعت أصوات أربعة انفجارات قوية، وشوهدت 15 سيارة إسعاف على الأقل تتوجه نحو بغداد الجديدة.
كما أسفر هجوم انتحاري بدراجة نارية استهدف دورية للشرطة في ناحية الطارمية شمال بغداد، عن مقتل شرطي وإصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح.
وفي كركوك بمحافظة التأميم قال ضابط رفيع في الشرطة إن “10 أشخاص بينهم امرأة وطفلان قتلوا وأصيب 18 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة”. وأضاف أن “الانفجار وقع في حي تسعين في وسط كركوك”، مشيرا إلى وقوع أضرار مادية بالغة في عدد كبير من المنازل. وتابع “بعد وقت قصير انفجرت سيارة مركونة ثانية على مقربة من الانفجار الأول ثم انفجرت عبوة ناسفة في المكان ذاته، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 9 آخرين بجروح”. وفي محافظة نينوى قتل شرطي وأصيب اثنان من رفاقه بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدف موكب ضابط في الشرطة برتبة عقيد، في ناحية حمام العليل جنوب الموصل.
سياسيا أكد أحد شيوخ عشائر الدليم في الأنبار علي حاتم السليمان أمس أن التظاهرات في المحافظة مستمرة ضد “سياسة” الحكومة. وقال إن “اجتماعا عقد، مساء أمس وسط مدينة الرمادي ضم زعماء قبائل وشيوخ عشائر الأنبار وقادة التظاهرات والاعتصام في الأنبار للتشديد على ضرورة استمرار التظاهر ضد سياسة الحكومة”.
وأضاف “أن عدد المعتصمين ارتفع إلى الضعف مع زيادة التصميم على عدم الانسحاب لمواجهة سياسة رئيس الحكومة نوري المالكي العدائية وإصراره على الدفاع عن القتلة الذين ارتكبوا مجزرة الحويجة”، مبينا أن “المعتصمين في الأنبار لن يتفاوضوا مع الحكومة إلا بتسليم قادة المليشيات التي يرعاها المالكي وتقديم مجرمي مجزرة الحويجة”.
وأضاف السليمان أن “المالكي لجأ إلى أشباه الشيوخ في الأنبار لإيهام العراقيين بأنه يتعامل مع الشيوخ الحقيقيين اللذين يفترشون ساحات الاعتصام”، لافتا إلى أن “أسلوب التهديد واستخدام المادة 4 إرهاب لتخويف قادة التظاهر بات غير مخيف ولم تعد ترهب أحد لأنها مسيسة وغير قانونية”.
وبشأن مبادرة رجل الدين عبد الملك السعدي للتفاوض قال سليمان “نشك بنوايا رئيس الوزراء بشأن الحوار مع المعتصمين وتنفيذ مطالبهم”، مضيفا بالقول “بدلا من الحوار مع المعتصمين وتنفيذ مطالبهم قامت الحكومة بمواجهتهم بالسلاح والعنف والموت”.
وتابع أن “الجلوس مع الحكومة ورئيسها نوري المالكي غير مجد لأنها ترفض الحوار أصلا”، لافتا إلى أن “شيوخ الأنبار وقادة التظاهرات لن يسمحوا لأحد بالتحدث باسم المعتصمين إلا من خرج من رحم ساحات الاعتصام ووافق عليه الجميع”.
يذكر أن السعدي، أعلن الاثنين في بيان صحفي، عن تشكيل لجنة النوايا الحسنة للحوار مع الحكومة باسم المتظاهرين، مبينا أن تشكيلها يهدف إلى “حقن الدماء وسدا للذريعة”، التي تتهم المتظاهرين بعدم تقديم لجنة للحوار، فيما دعا الحكومة إلى تشكيل لجنة تحمل معها صلاحيات الاستجابة لحقوق المتظاهرين دون تسويف ولا مماطلة، مرشحا مقام الإمامين العسكريين في سامراء لانطلاق الحوار.
– الاتحاد