مع التطور التكنولوجي السريع جداً الذي نعيش طفراته المتلاحقة يوماً بعد يوم، بات المستهلك والمستخدم للأجهزة التقنية والتكنولوجية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً يصعب التخلص منه بسهولة، مع بعض أسماء الشركات المنتجة والمصنعة للأجهزة والتقنيات التي يستخدمها، وحتى مع ظهور أسماء جديدة من الأجهزة التقنية من شركات عالمية جديدة، تمتاز بميزات ومواصفات تقنية أعلى من الأجهزة التي يمتلكها هذا المستخدم، يبقى قلبه متعلقاً ومرتبطاً ببعض أسماء الشركات التي يستخدم منتجاتها التكنولوجية.
عندما أطلقت الشركة الكورية هاتفها الذكي فائق الأداء، جالاكسي إس 3، في مثل هذه الأوقات وقبل سنة تقريباً، تم وصف هذا الهاتف من قبل الخبراء والمتخصصين في عالم التكنولوجيا والتقنيات الذكية، بأنه «قاتل آي فون»، حيث اعتبر أنه الهاتف الذكي الوحيد في تلك الفترة الذي تمكن من سحب بساط النجاح من تحت هاتف الشركة الأميركية آبل، وتمكن من لفت وتوجيه أنظار المستخدمين إليه.
واليوم يبدو أن التاريخ بدأ يعيد نفسه، حيث أعلنت العديد من الشركات العالمية المعروفة، المنتجة والمصنعة للهواتف الذكية، عن طرحها هواتف جديدة، تنافس الهاتف الكوري الأخير جالاكسي إس 4، وتتغلب عليه في بعض الميزات والمواصفات الفنية، ولعلّ من هذه الهواتف الذكية التي تعتبر منافسة للهاتف الكوري، هو الهاتف التايواني الهجين، أسوس باد فون إنفينيتي، والمقدم من الشركة العالمية الرائدة أسوس.
هاتف وكمبيوتر لوحي
وجاء الهاتف التايواني الجديد على نفس غرار النسخة القديمة منه، حيث إن الهاتف يأتي مزوداً بشاشة ذات 10 إنشات، تتحول إلى كمبيوتر لوحي بمجرد وضع الهاتف ودمجه بها. مما يحول الهاتف إلى كمبيوتر لوحي بحركة واحدة فقط، وبالتالي سيتمكن مستخدم الهاتف الذي يأتي بقياس 5 إنشات، من تكبير ونقل الصور إلى الشاشة التي ستتحول بدورها إلى كمبيوتر لوحي، يلبي كل حاجات ومتطلبات المستخدم للهاتف على الكمبيوتر اللوحي. وهي الفكرة التي ستوفر بالتأكيد على المستخدمين شراء كمبيوترات لوحية منفصلة بالإضافة إلى هواتفهم الذكية.
ميزات ومواصفات
جاء الهاتف التايواني بالمواصفات والميزات التقنية والفنية التي جاء عليها الهاتف الكوري جالاكسي إس 4، بما فيها المعالج المركزي وحجم الشاشة والكاميرا والكثير من تقنيات الاتصال. ولتسهيل المهمة على القارئ، قمنا بعمل المقارنة السريعة هذه، والتي ستظهر في النهاية الشبه الكبير بين الهاتفين.
◆ فيما يتعلق بالشكل الخارجي: جاء الهاتف التايواني بشكل خارجي مميز، يشبه إلى حد كبير هاتف آبل آي فون 5، وهاتف إتش تي سي ون، حيث جاء بهيكل مصنع بشكل كامل من الألومونيوم، مما يجعله يتفوق في الشكل على الهاتف الكوري الجديد، الذي طرحته شركة سامسونج كنسخة شبيهة بنسخة هاتفها جالاكسي إس 3، المصنعة بالكامل من البلاستيك مع إطار معدني يحيط الهاتف.
إلا ذلك، جاء بادفون إنفينيتي بحجم أكبر نوعاً ما من الهاتف الكوري، كما أنه جاء بوزن أكبر وصل إلى 141 جراما وسماكة أكثر وصلت إلى 8,9 ملم. في حين جاء أس 4 بوزن وصل إلى 130 جراما، وسماكة بلغت 7,9 ملم.
◆ فيما يتعلق بالشاشة: عمدت الشركة الكورية سامسونج إلى تكبير شاشات هاتفها الجديد، عن النسخة القديمة، فجاء بشاشة قياس 4,99 إنش، تتمتع بوضوح فائق يصل إلى 1080p وبكثافة صورة بلغ 441 بكسل لكل إنش، وهو نفس الوضوح ونفس الكثافة التي جاء عليها الهاتف التايواني الجديد والذي تميز بشاشة ذات حجم وصل إلى 5 إنشات. تجدر الإشارة إلى أن كلتا الشركتين استخدمت تقنيات مختلفة في شاشة هاتفها، والحل الأمثل لمعرفة الأفضل هو رؤية كليهما على أرض الواقع.
◆ فيما يتعلق بالقوة والأداء: جاء بادفون إنفينيتي، بالمعالج المركزي فائق القوة رباعي الأنوية من شركة كوالاكوم الأميركية، سناب دراجون 600، والذي تم تزويده بسرعة عالية وصلت إلى 1,7 جيجاهيرتز، وهو نفس المعالج الذي زودت سامسونج النسخة الثانية من هاتفها إس 4 به، إنما بسرعة أعلى وصلت إلى 1,9 جيجاهيرتز.
كما جاء كلا الهاتفين بمعالج الصورة عالي الأداء «أدرينو 320»، بالإضافة إلى أن كليهما جاء بحجم ذاكرة عشوائية من نوع رام وصلت إلى 2 جيجابايت من نفس النوع.
◆ فيما يتعلق بالكاميرا، وذاكرة التخزين: جاءت الكاميرا الخلفية في جالاكسي إس 4 بنفس الذي جاءت به كاميرا بادفون إنفينيتي، فيما يتعلق بالوضوح، حيث جاءت كلتاهما بوضوح وصل إلى 13 ميجابكسل، بالإضافة إلى 2 ميجابكسل للكاميرا الأمامية في كليهما. يذكر أن لكل من كاميرا ميزاتها ومواصفاتها التي قامت الشركة المنتجة للهاتف بتزويدها بها، ولذلك يجدر بالمستخدم الاطلاع على هذه الميزات والخصائص، ليرى ما يحتاجه، وما قد لا يستخدمه مطلقاً منها.
بخصوص الذاكرة، جاء الهاتف الكوري بذاكرة تخزين داخلية اختيارية (16، 32 و64) جيجابايت مع توافقه مع ذاكرة التخزين الخارجية من نوع مايكرو إس دي. في حين جاء الهاتف التايواني بذاكرة تخزين داخلية اختيارية (32 و64) جيجابايت، دون دعمه أو توافقه مع الذاكرة الخارجية من نوع مايكرو أس دي.
◆ فيما يتعلق بنظام التشغيل والبطارية: يأتي كلا الهاتفين بآخر نسخة من نظام التشغيل أندرويد «جيلي بين 4,1». أما بخصوص البطارية، فقد جاءت بطارية الهاتف الكوري بسعة استيعابية أعلى وصلت إلى 2600 ملي أمبير، في حين جاءت السعة الاستيعابية في بطارية الهاتف التايواني 2400 ملي أمبير. إلا أن تزويد هذا الأخير بالشاشة القادرة على التحول إلى كمبيوتر لوحي بمجرد دمج الهاتف بها، ببطارية ذات سعة استيعابية تصل إلى 5000 ملي أمبير، يعطي الهاتف وقتا أطول بكثير من الاستخدام عند توصيله بالشاشة اللوحية.
تقنيات الجيل الثالث
تمكن الهاتف التايواني الجديد بادفون إنفينيتي، من التغلب وبمراحل كثيرة على النسخة الأولى من الهاتف الكوري جالاكسي إس 4، التي تدعم تقنيات الجيل الثالث للإنترنت، وذلك من حيث السرعة والأداء والقوة، بالإضافة إلى سرعة تحميل وتصفح الإنترنت، لدعم الهاتف التايواني تقنيات الجيل الرابع للإنترنت. وفي حين تغلبت النسخة الثانية من الهاتف الكوري إس 4 التي تدعم تقنيات الجيل الرابع للإنترنت من حيث سرعة المعالج المركزي والتوافق مع الذاكرة الخارجية، تمكن الهاتف التايواني من حيث شكل الهاتف وهيكله المعدني المميز، بالإضافة إلى الشاشة القادرة على تحويل الهاتف إلى كمبيوتر لوحي بحركة واحدة فقط، من التغلب على النسخة الثانية من الهاتف الكوري، الأمر الذي سيجعل المستخدم والزبون الجديد يفكر أكثر من مرة قبل اتخاذ قرار شراء أقوى هاتف ذكي في العالم حالياً «جالاكسي أس 4» بنسخته الثانية.