فضيلة المعيني

حديث سمو الشيخ عبدالله بن زايد في كلمته في المجلس الوطني الاتحادي لم يكن فيه تحامل على المؤسسات الإعلامية بقدر ما هو تشخيص لواقعنا الإعلامي الذي لا يتوقف عن الحديث عن التوطين في مؤسساتنا الإعلامية، وهو عاجز عن تحقيق هذا الهدف في بيته، على الرغم من التطور الكبير الذي شمله والتقنيات الحديثة التي يعمل من خلالها.

ومثل سموه نحمل هذا الهم ونشاطره الرأي في أن توطين الإعلام يجب أن يكون هدفاً ومسؤولية وطنية ربما أكثر من غيره، فإعلام أي دولة هو واجهتها أمام العالم وعلى عاتقه تقع مسؤولية الحفاظ على ثوابت وقيم لا تقبل القسمة على اثنين. واقع الحال يقول إن الصحافة المقروءة لا تشهد الإقبال المرجو، وهي ليست مفضلة لدى الكثير من الخريجين، وحتى من تستكتبهم الصحف، لا يريدون العمل الصحافي بل فقط الكتابة لديها من بعيد ليس أكثر، ومن دخلها عبر بوابتها الكبيرة فإن آخر اهتمامه تكون الكتابة ويفضل عليها الأقسام الفنية والإدارية الأخرى.

والملاحظ أن معظم الخريجين يفضلون الإعلام المرئي والمسموع، وشهدت السنوات الأخيرة تدفقاً طيباً على مؤسسات الإعلام، وبتنا نرى عدداً من الوجوه المواطنة على شاشات تلفزيوناتنا، ولا نتحدث هنا عن النوع، ونكتفي بوجودهم عددياً، مع أهمية أن نرى هذه الوجوه الواعدة في برامج اقتصادية وسياسية واجتماعية مؤثرة وفاعلة، وتترك بصمة لصاحبها عند الجماهير، كما هو الحال في البرامج الرياضية. في الإعلام بطبيعة الحال لا يؤدي فرض نسب توطين وظائفه .

كما هو الحال في مؤسسات أخرى، لكن من الممكن فتح الأبواب أمام المواطنين من خلال برامج استيعابية تتبناهم وهم في المدارس وتستكمل هذه البرامج بمعاهد أو أكاديميات للإعلاميين كما دعا إليها “بو محمد”. زيادة أعداد المواطنين في كل القطاعات الاعلامية ليست سهلة لكنها قطعاً ليست مستحيلة، وفي الامكان الوصول إلى ذلك الهدف من خلال خطة طموحة جادة في خلق جيل من الإعلاميين المواطنين.

وحيث إنني أنتمي إلى الإعلام المقروء، فأرى أن مشكلة من لا يستمر في الصحيفة هو ضعفه اللغوي وافتقاره إلى ملكة الإبداع في الكتابة الصحافية فيستصعبها وسرعان ما يدير لها ظهره. أصل هذه المشكلة الضعف الكبير الذي يواجهونه في اللغة العربية وهم على مقاعد الدرس منذ السنوات الأولى ولا يجدون من يحببهم في هذه اللغة أو يعينهم على الكتابة الرشيقة وصياغة الجمل والعبارات والخط الأنيق الذي أصبح من النوادر.

– البيان