علي أبو الريش
حسب إحصاءات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بلغت أعداد النزلاء بفنادق أبوظبي 868 ألف زائر خلال أربعة أشهر. بشارة طيبة، ومفرحة، وتدل على أننا نمضي في الاتجاه الصحيح، وأن بلادنا التي أصبحت اليوم قِبلة السياحة العالمية، ومحط أنظار الشعوب، وواحة تؤمها الطيور بكل سرور، ومنتجعاً سياحياً وثقافياً وحضارياً، وفسحة واسعة يجد فيها السائح الإنساني من كل مكان أمنه واستقراره، وطمأنينته وحريته، وفرحته وراحته.
العاصمة أبوظبي بما تقدمه وتهيئه للسائح من خدمات وإمكانيات ووسائل راحة، أصبحت منافساً قوياً لكثير من الدول التي كانت المثال والنموذج في استقطاب السائحين، هذا ما يدفعنا للقول إننا أمام طاقة خدمية هائلة تحتاج إلى مزيد من توسيع الخطوات، وحث الأفكار، وبث الإحساس بأهمية أن نكون دائماً في المقدمة، ولن نكون مهما بلغت الأرقام الخيالية إلا إذا استطعنا أن نكسر حاجز التقليد السياحي بالنسبة للمواطن وهذا لن يتوافر إلا إذا أخذنا بناصية توجيه إعلامي وإعلاني، مضافاً إليهما تعاون حقيقي مع الشركاء في الاقتصاد الخاص، وأقصد الشركات والفنادق والمشاريع السياحية الأخرى. لابد وأن يتوافر لدى المواطن الوعي بالسياحة الوطنية، ولابد أن تتحزم كل الهيئات في البلد المتخصصة بالسياحة، بأسوار الفكر السياحي الداخلي، وأعتقد أن هذا هو الأهم، فالمواطن اليوم، يصرف الآلاف من الدراهم في سياحته خارج الوطن، ولو توافرت لديه الأسباب للبقاء في بلده، التي لا تقل قدرة في تقديم كل ما يمكنه من المتعة السياحية، لوفَّر الجهد والمال، وجال وصال في ربوع الوطن واستمتع بهذا المخزون السياحي، والتصق بالوجدان الجغرافي لبلده، وأشبع رغبته في الاقتراب أكثر من جمال البلد، وتضاريسها المتنوعة، ورفاهية الأمكنة. بلدان كثيرة يذهب إليها المواطنون وهي لا تدخر سوى جزء يسير من معالم السياحة، لكنهم يذهبون ويصرفون الأموال الطائلة ومن دون جدوى، لأنهم لا يجدون التشجيع السياحي في البلد. وأعتقد أنه لو تقدمت الفنادق بمجموعة من المعطيات وأهمها أسعار الغرف الفندقية، وقُدمت بمبالغ لا تكسر الظهر فإن المواطن سيضع الأولوية لقضاء الإجازات السنوية وحتى الأسبوعية بين أحضان بلد، كل مشهد فيه هو صورة، مثلى للحياة الثرية بالسعادة والابتسامة العريضة. أتمنى أن تلقى هذه الكلمات آذاناً صاغية، من قبل المهتمين بالسياحة، ومن قبل أصحاب الشركات السياحية، وأصحاب الفنادق، فالإحساس بقيمة المكان وجمالياته بحاجة إلى تدريب. فلندرب أنفسنا على رؤية الجمال في بلادنا.
– الاتحاد