
الفجيرة نيوز- تتواجد الفنانة والمصممة الإماراتية عزة القبيسي حاليا بإمارة الفجيرة، حيث من المقرر أن تقوم بتنفيذ مجموعة من المشاريع والأعمال الفنية.
وقد صرحت القبيسي في حديثها للفجيرة نيوز بقولها “وجودي اليوم بالإمارة هي رغبة قديمة أجلتها لظروف خاصة، لكني اليوم هنا وكلي إصرار وعزيمة على تحقيق المشاريع التي خططت لها وعزمت على تنفيذها بالفجيرة، والكثير يعتقد أني بصدد افتتاح معرض لكني سأنفذ مشاريعي في قلب المكان بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الناس، وهي مجموعة من الأشغال والتصاميم ثلاثية الأبعاد والمستوحاة من طبيعة وروح الإمارة والتي تعبر عن بعض الطقوس التي يتميز بها أهالي المنطقة، وأنتظر موافقة المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام بلدية الفجيرة لأباشر مشاريعي، وسأفصح عنها لاحقا”.
وتكمل “المميز في تصاميمي هذه المرة هو استخدامي لمادة (الطين) في بعض الأعمال، لكن ما شد انتباهي أن الطين الذي وجدته بالفجيرة نقي ويكاد يخلو من الشوائب على عكس الطين في الإمارات الأخرى، وبإضافة بعض المواد سيصبح مقاوما للماء والأحوال الجوية”.
وعن اختيارها للإمارة تقول “بيئة الفجيرة تجعلك تفكر خارج الصندوق، فمن خلالها استوحيت أعمالي، وحرصت أن تكون مميزة وفريدة من حيث الفكرة والتصميم، وأن تعكس طبيعة المكان، وأن لا تكون تكرارا لما هو موجود، لكني كنت أتمنى أن أتعرف على نقاد وفنانين من الفجيرة لأستفيد من أفكارهم وآرائهم وانتقاداتهم، وأتمنى أن تنفرد الفجيرة بأعمال فنية مميزة تنطلق منها لباقي الإمارات”.
وعبرت القبيسي عن رأيها بصراحة في الإمارة حيث قالت “المناظر الطبيعية أكثر ما شد انتباهي بالفجيرة، فهي تمتلك طبيعة جعلتها وجهة سياحية بامتياز، إلى جانب احتفاظها ببعض العادات والتقاليد والهوايات مثل صراع الثيران الذي يتمتع بشعبية كبيرة، لكن المؤسف أن غالبية الأسر التي تتابع الهواية هم من خارج الإمارة، وقد سألت الكثيرين عنها لكني صدمت أنهم لا يعرفون شيء سوى أنها مصارعة تقام بين الثيران في ميدان مخصص، ولم أجد إجابة شافية إلا عند المدربين والممارسين أنفسهم، فالثيران تختلف حسب مناطقها وأشكالها ومواصفاتها وأسمائها. وقد شدت انتباهي أيضا سمكة البرية، حيث تختلف مسمياتها من إمارة لأخرى، لكن هذه السمكة لها خاصيتها بالفجيرة وتصنع منها أنواع من الأكلات الشعبية الشهية والتي لا يزال الأهالي يتناولونها إلى اليوم.
ومن ضمن الأشياء التي لاحظتها بالإمارة أنواع من الحشائش الغريبة التي لم أشاهدها في مكان آخر ولديها بذور جميلة وتمنيت لو يتم عمل أبحاث تتعلق بها إلى جانب الاهتمام بالزراعة المحلية بدلا من الاستيراد خاصة مزارع النخيل، فالبعد عن الطبيعة يجعلنا نجهل الكثير عنها”.
وتضيف “جميلة أيضا تلك الأصداف المتانثرة هنا وهناك والتي صادفتها حتى في كليات التقنية العليا بالفجيرة فما أجملها خاصة أنها غير متكسرة وكمياتها كبيرة جدا، والأصداف في مدينة دبا الفجيرة لها أشكالها وأنواعها وأسماؤها التي يعرفها الناس الذين تزاوجوا مع الساحل، فدبا الفجيرة منطقة تمتلك طبيعة ساحرة وهي باريس الإمارات”.
القبيسي ارتاحت أيضا للآثار القديمة التي بقيت لتعانق الحاضر، فقد شاهدت الحمار حيث قالت أنه “جزء لا يتجزأ من ماضي المكان وأنه من وسائل النقل المهمة قديما وكان يجلب المياه للنساء ليقمن بعمليات التوليد، إلا أنه أصبح اليوم منبوذا على الرغم من وجود كميات هائلة يمكن الاستفادة منها بطرق مختلفة”.
وتضيف ” شهدت الآونة الأخيرة تطورا عمرانيا ملحوظا في الفجيرة اكتمل بتناسق نسبة المواطنين للمقيمين على الرغم من أني أجهل الأرقام، ناهيك أن الفجرواي (نسبة إلى الفجيرة) هو إنسان بسيط تميز بالكرم والتمسك بالعادات والتقاليد، ولهذا أتمنى أن لا يفقد البساطة وتظل مظاهر المواطن الأصيل راسخة مثل السماكين الذين يعبرون عن صورة حية لروح المكان عبر مرور التاريخ”.
لكن القبيسي حذرت من خطورة اختفاء المعالم القديمة وضرورة الحفاظ على هوية المكان بطرق حضارية تتجلى فيها صور الماضي بقولها “نتمنى أن يظل المطعم الهندي والمحلات الصغيرة وسوق الذهب والبيوت المزخرفة، فالثقافة المحلية هي ليست المواطن فقط لكنها مجمل المفردات القديمة التي كانت موجودة في الماضي ولا تزال بعض آثارها باقية، ولهذا أتمنى أن تظل الفجيرة منطقة قديمة بمعايير اليوم، فقد جلست شهرا في مدينة فاس التي تتجلى معالمها بعراقة الماضي فأين فاس القديمة بالفجيرة؟!، وأتمنى أيضا أن يسلط الضوء على الوديان التي تزخر بها الإمارة فوادي الوريعة ليس الوحيد الذي يحمل أسرار المنطقة”.
وبالنسبة للمرأة أقترح أن تقوم عدد من النساء المواطنات بتبني مشروع للحضانة، وأن يمتلكنها ويشرفن بأنفسهن على تربية الأطفال بدلا من تركهم بأيدي جنسيات أخرى لا تنتمي إلى ديننا ولغتنا ولا عاداتنا وتقاليدنا، فالأطفال في هذه الأعمار يتلقون بسهولة من الذين حولهم، وإن تكاليف المشاريع بالفجيرة أقل قياسا بالإمارات الأخرى، وأنصح المواطنة بممارسة هواياتها وتطويرها وإبرازها والسعي لتحقيق النجاح، وقد كنت أوجه هذه النصائح دائما لطالبات كليات التقنية العليا بالفجيرة”.
ويذكر أن القبيسي تخرجت من جامعة لندن جيلدهول عام 2002، وتشغل منصب نائبة رئيسة الهيئة التنفيذية لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، ولها عدة اسهامات في مجال الفنون، وتمارس عدد من الهوايات مثل التصاميم ثلاثية الأبعاد وتصميم المجوهرات والأشكال الغريبة الفريدة التي تعبر عن أفكارها وثقافتها، إلى جانب حصولها على العديد من الجوائز المحلية والدولية، وتعتبر من أنجح سيدات الأعمال الإماراتيات وأكثرهن حصدا للجوائز، كما تم اختيارها مؤخرا لتولي مهمة التحكيم في مسابقة (جائزة إبداع 2013) لمصممي المجوهرات الإماراتيين والتي تعتبر أول مسابقة من نوعها على مستوى الدولة”.