محمد الجوكر
تستضيف البرازيل اعتباراً من يوم 15 الحالي كأس القارات التاسعة للمنتخبات في كرة القدم، في تجربة أخيرة لها قبل استضافة مونديال 2014، بعد عام تقريباً، وهي إحدى أفكار الأمير الراحل فيصل بن فهد، الذي تذكرته اليوم قبل بدء بطولة القارات، فقد التقيته في العديد من المناسبات وكان يتذكرني في كل مرة، ولا ينسى أحد، إنه منتهى التواضع، فهو مدرسة حقيقية عندما تجلس وتستمع الى آرائه وفكره العالي، وبرغم مرور هذه المدة الطويلة إلا أنني أتذكر هذه الشخصية النادرة في التعامل مع الجميع وبالأخص الإعلاميين، يظل في قلوبنا دائماً برغم رحيله عنا.
وعام 92 في بطولة القارات الأولى تلقيت دعــوة من الراحل للحضور وكنا قد تقدمنا بطلب تنظــــيم كأس آسيا وفي نفس الفترة كانت دول تنوي التقدم بطلب تنظيم بطولة الأمم الآسيوية، منها السعودية والصين ولبنان، وقد اســتثمرت الفرصة وسألت الأمير بعد افتتاح بطولة القارات، وعلى عادته يقف بانتظار الإعلاميين، وقد أعطاني المجال أولاٍ كضيف بأن أبدأ بالسؤال فقلت (كيف ترى طال عمرك طلب ترشيح الإمارات باستضافة كأس آسيا 96؟) فكانت الإجابة سريعة وبــدون تردد “إننا مــع الإمارات أخوة أعزاء فطلبهم هذا سيجد الدعم الكـــبير مـــنا وسنكون أول المؤيدين”، وبالفعل كانت البـشرى الطيبة للكرة الإماراتية التي نظمت الحدث القاري الكبير، وتــشاء الصدف ان يجــمعنا نهائي كأس آسيا عام 96 مع “خضر الفنايل”، وانتهى لصالح الأشــقاء بفوز مثير للسعودية.
واليوم حدد الاتحاد الآسيوي الأول من شهر يوليو المقبل آخر موعد للتقدم بملف استضافة نهائيات كأس آسيا 2019، والتي تقدمت لتنظيمها 12 دولة ومن أهم الشروط للتنظيم ومطابقة الملاعب للشروط الدولية هي اعتماد أربعة ملاعب كبيرة تتسع لأكثر من 40 ألف متفرج لكل ملعب كحد أقصى وتخصيص ميزانية ضخمة، واعتقد بان السعودية صاحبة الحظ الأوفر في تنظيمها لأنها لم يسبق لها أن نظمت النهائيات برغم العدد الكبير من الطلبات إلا أن الأشقاء يخططون بشكل صحيح من اجل تنظيم الحدث القاري لأول مرة، فقد شهدت الفترة الماضية أيضا تحولات كبيرة في الموقف الآسيوي، وأصبح هناك فرصة لأندية الكويت للعب في بطولة أبطال الدوري القاري وإعفاء شرط تـــحويل الأندية الى كيانات تجارية، حيث حصلت الكويت على وعــود من الرئيس الجديد للاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليــفة، والذي ترأس آخر جلسة لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية في بلاده أول امس وتم تكريمه واعتبرته عضوا في اللجنة باعتباره احد ابرز القيادات الرياضية في البحرين حالياً.
وأختتم قصتي مع الأمير حول الرسالة التي وصلتني منه عبر البريد المستعجل، قبل 21 سنة وهي رسالة شخصية تلقيتها منه يشكرني فيها بعد قراءته لمقالي اليومي عندما أشرت إلى نهائي الكأس الآسيوية، حيث كان يتابع كل صغيرة وكبيرة وكل ما يكتب وينشر، انه الرجل الذي أعطى للرياضة العربية وبلده هيبة كبيرة بإقامة بطولة القارات التي أصبحت ثاني أهم بطولة معتمدة من “فيفا” وتبناها الأمير، لإخراجها الى النور حتى تحولت البطولة من فكرة عربية الى بطولة عالمية وتطورت والفضل يعود لـ”بونواف”، رحمه الله.. والله من وراء القصد.