عائشة سلطان
كتب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، هذه الكلمات على الغلاف الأخير لكتاب (ومضات من فكر)، لمؤلفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «كتاب متنوع جمع بين تجارب حياتية، وأفكار قيادية وآراء إنسانية جميلة من قائد عربي ناجح، ذي تجربة ثرية». بينما لخصه مؤلفه في أنه «عبارة عن إضاءات سريعة على مواضيع مختلفة في الإدارة والقيادة والحياة الشخصية وفي نظرتنا للنجاح ورؤيتنا لأسبابه. ولعل هذا التعريف بالكتاب يجعله من الكتب المحببة لدى قراء الكتب بشكل عام، فليس أمتع من كتاب يقدم لك خلاصة تجربة شخصية لسياسي وقيادي في قامة الشيخ محمد بن راشد!
يمتاز الكتاب بلغة سهلة سلسة ومتناغمة مع طبيعة المواضيع المطروحة، إن التجارب المختلفة والمتباينة في القيادة والإدارة والسياسة والنجاح والصداقة والعائلة و….. الخ، والتي شكلت سبباً حقيقياً لنجاح الكتاب احتاجت هذه اللغة العربية السهلة والقريبة من ذائقة القارئ، أي قارئ، ولعل هذا واحد من مقاصد الشيخ محمد، أن يجعل الخلاصات التي تضمنها كتابه متاحة للجميع، ما يعني أنه أراده كتاباً للأجيال كلها شباباً وشيوخاً نساء وجالاً.
وصل عدد الموضوعات التي طرحها الشيخ محمد في كتابه إلى 36 موضوعاً متسلسلة، شكلت في مجموعها مفاتيح رئيسة لفهم الحياة وطريقة التعاطي معها من وجهة نظر رجل خبر الحياة وتقلباتها، وأسهم بدور بارز في مسيرتها، وسوف يسجل اسمه باستمرار باعتباره أحد الشخصيات المؤثرة في عملية التنمية في بلاده، وفي مجمل حالة التغيير التي شهدتها دولة الإمارات، بالعودة للكثير من المشاريع والرؤى التي طرحها وتولى قيادة تنفيذها، تلك الرؤى التي تحولت إلى نموذج تنموي معتمد لدى الكثيرين، وحتى في حالات التعثر والمحن فإننا حيال شخصية لديها القدرة على تحويل لحظات اليأس والفشل، إلى دوافع حقيقية للذهاب إلى الأمام وليس مجرد النهوض والوقوف في المكان نفسه!
السؤال الجوهري الذي لم يطرحه المواطن العربي على حكوماته يوماً، كان السطر الأول في الكتاب وقد طرحه الشيخ محمد بوضوح: لماذا نحن هنا؟ لماذا الحكومة هنا؟ لماذا هذا الجهد والعمل؟ ما هي وظيفة الحكومة بالتحديد؟ ببساطة: وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع، هذا ما تعلمه الشيخ محمد من المؤسسين الأوائل وما يريدنا جميعاً أن نعلمه ونتعلمه، أن نشتغل على هدف جمعي وجماعي هو تسهيل حياة الناس، توفير الراحة لمن نخدمهم ونرعاهم ونتولى أمرهم، وهم مواطنونا، أبناؤنا، مرؤوسونا، أسرنا.. أهلنا… وهكذا!
إن الحكومة والإنسان والمجموعة التي تفكر بهذا المنطق تحجز لنفسها مكاناً لائقاً في عالم المستقبل.
وباختصار، فإن الإمارات من الدول التي تسابق الحاضر لتعيش في المستقبل بكل أدوات المستقبل وبهوية ولغة وتقاليد الأمس المحترمة والمقدّرة، تغيير الأدوات والوسائل لا يعني الانسلاخ من جلدنا، نحن أمة تمتد قروناً في تاريخ المنطقة ديناً ولغة وهوية وهكذا سنبقى، يمدنا إيماننا بهذه القناعة وتقوينا تلك الطاقة الإيجابية التي علينا أن نتمسك بها وننشرها في دواخلنا وحولنا، وكلما كان داخلنا إيجابياً متفائلاً، كان ما حولنا فضاء رحباً مليئاً بالإنجازات، أياً كانت العقبات والتحديات، فلو أننا استسلمنا أمام ضعفنا لما كنا حققنا ما وصلنا إليه أبداً.
– الاتحاد