محمد يوسف
هو نائب رئيس حزب “الحرية والعدالة”، وهو رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “الحرية والعدالة” في مجلس الشورى، ومع ذلك فإن كلامه لا يعبر عن رأي الحزب..
هذا ما قاله سعد الكتاتني رئيس حزب الإخوان المسلمين “الحرية والعدالة”، بعد تصريحات عصام العريان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة مساء أمس.
قمة “الاستهبال” والاستهتار، ولا تنسوا “قمة الغباء”، فهؤلاء الجاحدون، الناكرون للجميل، الناقضون للعهود، الكاذبون، يظنون أن الأمة أقل منهم ذكاء أو معرفة أو ثقافة أو استنتاجاً، أولهم يستخدم مدفعاً لقذف السباب والتطاول وإحراق ما تبقى من خيوط متصلة، والآخر يحاول أن يطفئ الحريق بكذب مكشوف يخجل كل عربي مسلم حر من سماعه.
فليته صمت ذلك الكتاتني والتزم بالاختباء خلف الأستار، ليته فعل ذلك حتى نقول إن الإخوان اكتسبوا بعض الشجاعة أخيراً، أما أن يظهر ويقول إن “هرطقات” العريان لا تعبر عن الحزب، فهذا ورب السماوات والأرض نفاق ومواربة من المختومين على جباههم بأختام الذين قال عنهم سيد البشر صلى الله عليه وسلم بأن مكانهم الدرك الأسفل من النار، لأنهم إذا حدثوا كذبوا، وهي صفة واحدة من صفات المنافقين..
ألا بئس ما تصنعون يا أيها المنافقون، فهذا هو السباب واللعان، وهذا هو الشقاق، وهي الفتنة، كلها صفات حذرنا منها ديننا الحنيف، وأقول الحنيف الذي اتبعناه ودافعنا عنه قبل أن يظهر المحرفون من سادتكم، ديننا الحنيف الذي نأخذه من الرسالة الخاتمة والأئمة المبجلين، من الذين صاغوا بطهارة قلوبهم وعقولهم مذهب أهل السنة والجماعة، وبهم، وبالحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وبالكتاب الذي لا تتبدل كلماته ولا تحرف، بكل ذلك كان الخليج وكانت الإمارات سداً منيعاً في وجه كل غزوات الفكر المنحرف.
لم نخف من إيران ولم نخضع لفكرها أو مذهبها، رغم كل الإمبراطوريات التي تربعت على عروشها، ولن نأخذ فكر المبتدئين في أصول الدين والمتفقهين من دعوات بعض المدعين، فنحن لا نبدل قناعاتنا وعباداتنا بما هو أدنى، وما عندكم هو الأدنى، وما عندنا وعند شعب مصر هو الأعلى، فمن حمل كتاب الله في يمينه وسنة نبيه في شماله ملك الدنيا وما فيها، فنحن لا نبحث عن شهادة تصنيف من أناس لا يميزون قبيح القول من جميله، ولا ننتظر “صك دخول الجنة” من فاقدها، ولا نهاب قوياً مستبداً، ولا نهين ضعيفاً محتاجاً، ولدينا ملوك علمونا أن لا نقبل بأن نكون عبيداً لغير الله عز وعلا شأنه.
لقد تحدث العريان في إحدى لجان مجلس الشورى، وهو بلا شك في كامل قواه العقلية، ولو لم يكن كذلك لحجر عليه بأمر من المرشد ورئاسة الحزب الذي يمثله، ولأنه عاقل جداً، قال كلاماً اعتبره الكتاتني “مسيئاً” ولا يعبر عن الحزب..
لكن العريان يمثل الحزب في ذلك المجلس، ويرأس كتلته البرلمانية، وهو نائب رئيس الحزب، فمن نصدق؟ وممن نأخذ الحق؟ من “سفيه” لا يعرف ماذا يقول؟ أم من “عبيط” يريد أن يضحك على العقول؟!
– البيان