فاطمة ماجد السري

يهل علينا شهر شعبان، فتمتلئ أيامه بالروحانيات، وفيها نفحات مباركة من شهر رمضان المبارك. ومن هذه الروحانيات التي تعني لنا الكثير، هي (من حق الليلة) أو كما تسمى في الكويت (القرقيعان).

(من حق الليلة) مناسبة يحتفل الإماراتيون فيها بليلة النصف من شعبان، أما باقي دول الخليج فتحتفل بالقرقيعان في ليلة النصف من رمضان.

وهذه المناسبة وإن أُثير حولها الجدل إلا أنها تبقى مناسبة يتزاور فيها الأهل والأصدقاء، وتكون ابتهاجاً للأطفال، حيث يستعد الأهالي بشراء المكسرات والملبس و(الصّبيعات) والجوز واللوز، وتوضع داخل الأكياس التي تصنع من القماش، ودخل عليها الآن الحلويات والعصائر والبطاطا، وتحضر في أكياس لتكون جاهزة للتقديم فور قدوم الأطفال.

هذه العادة شهدت تطوراً في طريقة تقديمها، لكن مهما حاول الأطفال الحفاظ عليها إلا أن شكل (من حق الليلة) القديم سيظل في ذاكرتنا، وسنبقى نذكر بها الجيل الحالي. وإن اللف على الفريج والتباهي بالأشياء التي حصلنا عليها وكميتها، ونكهة طريقة تقديمها بالصحن والمَلّة. أما الأسر التي تعطينا نقوداً (أربع آنات أو نص درهم) فيتم توجيه الجميع للمنزل الذي يعطي (البيزات).

ولا ننسى الأسر التي كانت تقدم لنا في الصيف شراب الفيمتو، والشربت الذي يتم وضعه عند باب البيت ليتم توزيعه على الأطفال مع الحلويات والمكسرات، ويردد الأطفال (عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم)، و.. (جدام بيتكم وادي والخير كله ينادي). بينما اليوم فالمؤسسات تنظم الاحتفال بهذه المناسبة، وتعد لها، وتقوم بالاحتفالات لكل الأطفال، خاصة الآن في موسم الإجازات.