محمد الجوكر

*في الوقت الذي تتأهب فيه الكرة الإسبانية للفوز بلقب كأس القارات، على حساب المنتخب البرازيلي صاحب الأرض في المواجهة النهائية التي جمعتهما مساء أمس، في موقعة كروية طال انتظارها في بلاد السامبا، التي يبدو أن الربيع العربي بدأ يطالها، ولكن دون تخريب وتدمير وقتل.

كما يجري حالياً في المشهد المصري، فقد أصبحت مصر اليوم للأسف الشديد على صفيح ساخن، كان الله في عون شعبها، وعون الرياضة المصرية التي صارت مهددة بالإيقاف الدولي وليس المحلي، وبعيداً عن الوضع العربي المتدهور خرجت الحكومة الإسبانية ببيان لها يوم أمس طلبت فيه من أندية كرة القدم في البلاد، تقليص مبلغ مليار يورو (1.30 مليار دولار) من ديونها مجتمعة والبالغة أربعة مليارات يورو بحلول عام 2016، وقال ميجيل كاردينال وزير الرياضة أن خطة التقشف المقرر أن يطبقها تشمل 42 نادياً في الدرجتين الأولى والثانية بالدوري الإسباني، تهدف إلى خفض مئة مليون يورو من بند الأجور في الأندية خلال الموسم المقبل، بل وسيتعين على بعض الأندية بيع لاعبين من أجل ضبط ميزانياتها، وتم وضع القواعد في بادئ الأمر في يناير الماضي، بعد التوصل إلى اتفاق بين الوزير وأندية دوري المحترفين، لكن هذه أول مرة يتم فيها وضع هدف محدد للأندية، فيما يتعلق بتقليص الديون.

* وقال كاردينال “كرة القدم مهمة جداً فيما يتعلق بصورة البلاد في العالم، ونحن أبطال العالم وأوروبا وبالتالي الجميع يحسدوننا..

لكن كرة القدم المحلية كانت في وضع عبثي، من الجيد أن يدرك الجميع أن هناك مشكلة يجب التصدي لها”، ونسأل كم ديون الأندية العربية وحتى الخليجية الغنية منها التي تصرف الأموال بطريقة غريبة وعجيبة بحجة التنافس على شراء اللاعبين دون حساب ورقيب ولا نعلم متى سيأتي اليوم الذي تعلن جهاتنا الرسمية وتحذر الأندية التي تتلاعب بالمال العام، وتظهر لها “العين الحمرة”، كم أتمنى هذا اليوم قبل الغد، كي نستوعب الدرس الإسباني فهل نتعلم؟!.

*ونعود لكأس القارات وأقول أتمنى أن يكون الحظ قد حالف البرازيليين وفازوا باللقب، لأني أحب البرازيل ولن أغير مبدئي ولكن للأسف يفتقدون النضج الكروي بالاعتماد على الشباب في الجيل الحالي، وربما يلعب حاجز ثقة الفوز عاملاً في نتيجة المباراة، نظراً للخبرة التي يتحلى بها الإسبان خاصة بعد التألق الواضح مونديالياً وأوروبياً، خاصة وأن حلمهم هو الذهاب بعيداً بإحراز كأس القارات التي تعدّ اللقب الكبير الوحيد الذي تحتاج إليها لتأكيد سطوتها على البطولات العالمية الكبرى، ومع وجود عناصر المنتخب الإسباني مع بعضهم البعض لأكثر من 4 سنوات متتالية وهو مؤشر على نجاح المشروع الذي يسير عليه الإسبان أولاً كحكومة ومن ثم الأندية التي تعد الأكثر شعبية في العالم، فالكرة هناك صناعة حقيقية لا تعتمد على (الشو) فقط وعملية التطور مستمرة وتتواصل بالعمل وليس بالكلام قبل موعد بطولة كأس العالم المقبلة 2014 ، فهم متعطشون لنيل اللقب الأول لها على مستوى القارات من أجل ضمّه للألقاب الكبرى التي حصدتها على مدى السنوات الخمس الماضية.

بينما نحن العرب نعاني الديون والويلات ..والله من وراء القصد.

– البيان