احتشد ملايين المصريين أمس في جميع ميادين التحرير بالمحافظات وأمام وزارة الدفاع وقصر الاتحادية الرئاسي مرددين كلمة واحدة وهي “ارحل” وملوحين بالكرت الأحمر للرئيس محمد مرسي ولجماعة الإخوان المسلمين، بينما قتل شخصان في بني سويف واسيوط وأصيب 190 آخرين في انحاء مصر.
واخترقت شوارع القاهرة طوال يوم أمس عشرات المسيرات تمثل فئات الشعب المختلفة كالقضاة والمحامين والصحفيين والفنانين والأدباء للاحتشاد في ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي وأمام مقر وزارة الدفاع بالعباسية حول مطلب واحد هو رحيل الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة والخلاص من حكم جماعة الإخوان المسلمين. وتنوعت الهتافات “يا قضاة يا قضاة خلصونا من الطغاة” و”لو قتلونا في الشوارع صوت الثورة طالع طالع” و”يسقط يسقط حكم المرشد” و”ارحل زي مبارك مين في الثورة كان اختارك” و”الشعب يريد اسقاط الرئيس” و”الشعب يريد إسقاط النظام”. وتكرر نفس المشهد في جميع محافظات مصر وقرر المتظاهرون الاعتصام حتى رحيل مرسي.
وانتشرت قوات الجيش والشرطة لحماية التظاهرات والمنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة، كما كانت مروحيات عسكرية تحلق فوق مناطق التظاهر في إطار تأمين اسطح البنايات تحسبا لوجود أي قناصة.
وانضم اثنان من قادة جبهة الإنقاذ الوطني هما محمد البرادعي وحمدين صباحي إلى مسيرتين متجهتين إلى ميدان التحرير. كما نظمت مجموعة من ضباط الشرطة مسيرة في اتجاه ميدان التحرير بمشاركة وزير الداخلية السابق احمد جمال الدين.
بالمقابل شهد ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر تزايدا ملحوظا في أعداد المتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي مرديين الهتافات المناهضة لمعارضيه.
وكانوا قد أغلقوا جميع الشوارع المؤدية إلى الميدان أمام حركة مرور السيارات، بعد أن وضعوا الحواجز لمنع دخول السيارات مما أدى إلى اضطراب في حركة المرور. ونشروا مئات اللجان الشعبية على جميع مداخل الميدان للاطلاع على هويات الوافدين وتفتيشهم لضمان عدم اندساس أي عناصر خارجية.
ونظم المئات من معارضي مرسي تظاهرة في الشارع الواقع به منزله بمنطقة النرجس في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة. وفرضت قوات الأمن “كردون” على مسافة مائة متر من جانبي الشارع، فيما يقف نحو مائتي شخص أمام “الكردون”، مرددين هتافات تطالب برحيل مرسي والإخوان المسلمين.
وتطلق عشرات السيارات – التي تجوب المنطقة وعلى متنها متظاهرون يحمل معظمهم أعلام مصر – آلات التنبيه، تعبيراً عن مطالبتهم برحيل مرسي.
وتعرض المقر الرئيسي لجماعة “الإخوان” في القاهرة لهجوم بزجاجات مولوتوف من قبل مجهولين. وظهر في هذه المشاهد عدد محدود من الشبان يلقون زجاجات مولوتوف على مقر الجماعة الرئيسي في حي المقطم بشرق القاهرة.
وقالت الجماعة إن مقرها تعرض للهجوم على أيدي عشرات المحتجين المناهضين للحكومة الذين أطلقوا بنادق الخرطوش وألقوا قنابل حارقة وحجارة على المبنى. وقال المتحدث باسم “الإخوان” جهاد الحداد، إنه على اتصال عن طريق الهاتف مع العاملين في المجمع الذين أبلغوه بأن أسوار المبنى لم تخترق.
وقام متظاهرون بإشغال النيران بمقر حزب “الحرية والعدالة” وأمانة الحزب ببندر بني سويف بواسطة زجاجات المولوتوف. وشهد محيط مدرسة الدعوة الإسلامية التابعة لجماعة الإخوان ببني سويف اشتباكات وتبادل إطلاق النار بين المتظاهرين وشباب الجماعة أثناء محاولة المتظاهرين اقتحام المدرسة وإشعال النيران فيها.
واقتحم المتظاهرون مقر جماعة “الإخوان المسلمين” بمدينة ابوحماد بمحافظة الشرقية واضرموا فيه النيران وتمكنت قوات الحماية المدنية من محاصرة النيران ومنع امتدادها إلى مستشفى ابوحماد المركزي والكتلة السكنية المجاورة. كما قاموا برشق مقر حزب “الحرية والعدالة” بقرية العزيزية مركز منيا القمح بالحجارة.
وأحبطت أجهزة الأمن بالقليوبية محاولتين لحرق مقرات الإخوان بطوخ ووقف الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين للرئيس محمد مرسي.
وقام المعتصمون بميدان الساعة في دمياط بطرد المحافظ خلال قيامه بتفقد الميدان. بينما قطع المتظاهرون في محافظة الغربية الطريق الزراعي القاهرة ـ الإسكندرية واشعلوا النيران في إطارات السيارات ووضعوا الكتل الخرسانية بالطريق ما أدى إلى توقف حركة المرور.
وأغلق المتظاهرون بمحافظة المنوفية مقار الوحدات المحلية في سبعة مراكز هي قويسنا والشهداء وتلا ومنوف وشبين الكوم وبركة السبع واشمون للمطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وحاصر المتظاهرون مقار الوحدات المحلية وأغلقوها بالجنازير والسلاسل الحديدية، ومنعوا الموظفين من الدخول لمتابعة أعمالهم اليومية.
وقطع المتظاهرون الطريق الدولي كفر الشيخ ـ بلطيم ومنعوا مرور السيارات من الاتجاهين بعد ان اشعلوا اطارات السيارات ووضعوا المتاريس واعلنوا عدم السماح للسيارات بالمرور وتضامنا مع مطالب ثوار ميدان التحرير في رحيل النظام واجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
واغلق المتظاهرون مقري مجلسي مدينة سيدي سالم ودسوق بمحافظة كفر الشيخ بالجنازير مطالبين باجراء انتخابات رئاسية مبكرة. واعلنوا انهم سيواصلون الإغلاق لحين رحيل النظام.
والقت المباحث الجنائية بمديرية أمن الإسكندرية القبض على 17 مسلحا أثناء استقلالهم سيارة عند مرورهم ببوابة الرسوم بطريق الإسكندرية ـ القاهرة الصحراوي في طريقهم لميدان رابعة العدوية بالقاهرة.
كما القت أجهزة الأمن القبض على 46 شخصا بحوزتهم كميات من الأسلحة النارية والذخيرة والأسلحة البيضاء بمحافظتي القاهرة والجيزة تشمل 28 فرد خرطوش وفردا روسيا و3 بنادق آلية و3 بنادق خرطوش و5 قنابل يدوية محلية الصنع و12 خوذة و4 صداري واق من الرصاص بالإضافة إلى كمية كبيرة من الذخائر الحية والخرطوش.
وفي الشرقية مسقط رأس الرئيس محمد مرسي انطلقت 4 مسيرات بمدينة الزقازيق ضمت الآلاف للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. وخرجت المسيرات من مسجد الفتح والجامع الكبير ومسجد القدس وميدان الزراعة وطافت شوارع مدينة الزقازيق ثم التقت في مسيرة واحدة بميدان عرابي حيث اعلن المشاركون الاعتصام لحين تحقيق مطالبهم. ورددوا الهتافات المناهضة للنظام الحاكم والمنددة بحكم الإخوان والمطالبة بإسقاط النظام الحاكم واجراء انتخابات رئاسية مبكرة. بينما اعتصم عدد من أعضاء حركة “تمرد” أمام منزل الرئيس محمد مرسي بالزقازيق وأقاموا خيمة لهذا الغرض.
وتظاهر الآلاف في محافظة قنا بصعيد مصر للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي وخرج عدد كبير من أعضاء القوى الوطنية والحركات الثورية في مسيرة جابت مختلف شوارع المدينة للمطالبة برحيل النظام واجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين.
كما احتشد آلاف المتظاهرين بحديقة الخالدين المقابلة لمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية حاملين الأعلام المصرية والكروت الحمراء المكتوب عليها “ارحل”.
واحتشد الآلاف في ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى للمطالبة برحيل النظام واجراء انتخابات رئاسية مبكرة وارتفعت أعلام مصر على جميع السيارات والمحال التجارية ووضعت مكبرات الصوت مرددة الأناشيد الوطنية التي تلهب المشاعر. وتكرر نفس المشهد في بورسعيد والسويس والإسماعيلية واسوان والإسكندرية والدقهلية وكفر الشيخ والبحيرة.
وتعرضت مسيرة من معارضي مرسي إلى إطلاق نيران خلال طوفانها في أرجاء قرية بمحافظة الغربية، بدلتا مصر، دون ان توقع إصايات.
وبحسب شهود عيان من أهالي قرية برما بمدينة طنطا فإن المسيرة التي تأتي ضمن مظاهرات 30 يونيو التي تطالب مرسي بالتنحي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة كانت تمر من أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي لها مرسي، في القرية، فقام بعض أعضاء الإخوان الذين يحمون المقر بإطلاق نيران في الهواء خشية أن تتجه المسيرة لاقتحامه.
وأضاف الشهود أن المسيرة التي كانت تردد هتافات منددة بحكم مرسي تفرقت بعد إطلاق النار الذي لم يخلف إصابات، ووقعت مشاجرات ومشاحنات بين الجانبين. وانتقلت الشرطة لمكان الحادث لفتح التحقيقات.
وأعلن الدكتور محمد مصطفى حامد وزير الصحة المصري أن إجمالي الإصابات خلال أحداث الأمس بلغت 174 حالة في 7 محافظات. وأوضح أن توزيع الإصابات في المحافظات كالتالي: القاهرة 27 إصابة والإسكندرية 10 إصابات والدقهلية 3 إصابات والغربية 11 إصابة “منهم 4 حالات إصابة خرطوش” والمنوفية 9 إصابات وبني سويف 37 إصابة والبحيرة 92 إصابة. و50 جريحا في دلتا النيل.
وقتل شخص وأصيب 37 في صدامات بين أنصار ومعارضي مرسي في مدينة بني سويف أمام مقر حزب الحرية والعدالة في المدينة. وقال مصدر أمني إن المتظاهرين المعارضين اتهموا أحد عناصر الإخوان بإطلاق النار عليهم أثناء تجمعهم في ميدان المديرية أمام مقر الحرية والعدالة، ما أدى إلى مقتل الشاب عمار جودة محمد (22 سنة).
ودعا أحمد الطيب شيخ الأزهر جميع المصريين إلى ضبط النفس واجتناب العنف بكل أشكاله وأكد ضرورة تغليب المصلحة العليا للوطن وتجنب أي أعمال تضر بتلك المصلحة.
وأهاب الدكتور شوقي علام مفتي مصر بكافة الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حماية المواطنين والمنشآت العامة والخاصة والمشاركين بالتظاهرات الالتزام بالسلمية وضبط النفس وعدم الانجراف إلى العنف.
وطالب بعدم تصويب السلاح أيا كان نوعه تجاه الآخر وبذل الجهد من أجل الحفاظ على الأرواح والممتلكات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.
– الاتحاد