ميساء راشد غدير
عندما يتحدث الواحد منا بفخر عن طموح دولة الإمارات فلا يمكن أن يلام في دولة تخطط وتعمل وفقا لذلك التخطيط لتصل الى العالمية، ليس لإحراز قصب السبق بين الدول فحسب بل لأنها تدرك ان ما تحققه يعود بالخير على أبنائها وشعبها وهو غاية مطلبها وما تسعى لتحقيقه.
العمل الانساني من الامور التي أثبتت دولة الامارات نفسها فيها بل وأحرزت قصب السبق فيها، وتركت لها بصمة منذ سنوات قبل وبعد تأسيس الاتحاد، فهي تعمل من منطلق إيمانها بأهمية البذل والعطاء الانسانية، وإمكانيته في تحسين ظروف الشعوب وتنمية المجتمعات.
الإمارات لا تكتفي بمراقبة ما يحدث في العالم سياسياً أو اقتصادياً فحسب، بل تتابع الاوضاع الانسانية المترتبة على ما يحل بالشعوب جراء ظروفها المختلفة فترصد احتياجاتها، فتهب لنجدتها لأنها تعتبر ذلك جانبا من التعاون الدولي الذي لابد من المساهمة فيه بل وتعزيزه.
منذ سنوات أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة دبي للعطاء التي هدفت الى تعليم مليون طفل في العالم، وقد استفاد منها حتى الآن ثمانية ملايين طفل في العالم وصلتهم الحملة ووفرت لهم سبل التعليم وأصبحنا نشعر بقيمة العمل الانساني عندما يستثمر في تأمين مستقبل جيل لم تتح له ظروف الحياة فرص التعليم رغم انه قد يجد ما يأكل وما يلبس ولكنه يعجز عن الوصول إلى أدوات تحقق ذاته.
منذ يومين أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حملة رمضانية أخرى جديدة، تهدف إلى كسوة مليون طفل محروم حول العالم، وتستمر حتى 19 رمضان، والذي يوافق يوم العمل الإنساني الإماراتي، ويصادف الذكرى التاسعة لوفاة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
آثرت الامارات دعوة جميع المواطنين من أبنائها والمقيمين للمشاركة في كسوة المليون محروم ولو بالأقل وهي الاربعون درهما لكسوة طفل واحد، وهي رسالة تهدف من ورائها الى حث أبنائها على التراحم والعطاء والبذل ومساعدة المحتاجين وهو ما عرفوا به.
لا تعجز الجمعيات الخيرية في دولة الامارات ولا المحسنين فيها أصحاب الأيادي البيضاء من المساهمة في كسوة مليون طفل في العالم قد تصل اجمالي كسوتهم 40 مليون درهم باعتبار 40 درهما للطفل الواحد، فهذا المبلغ تجاوزت الامارات أضعافه في دبي للعطاء، وتجاوزته الدولة في محن وأزمات وقفت فيها الى جانب دول في ظروف استثنائية أهمها الفيضانات والزلازل ولكن انشغال ومساهمة الواحد منا بشكل فردي بهموم العالم، وبأطفال محرومين، بهم يكون بناء المستقبل ويعول عليهم، سيحقق الهدف الذي تسعى إليه الدولة من وراء إطلاق هذا النوع من الحملات.
-البيان