بعد مرور 24 ساعة على انتهاء المهلة التي منحتها وزارة الداخلية المصرية للمعتصمين من جماعة الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة لفض اعتصامهم، أكدت مصادر أمنية أن السلطات قررت تأجيل فض الاعتصام «تجنباً لإراقة الدماء»، وفيما طافت حشود من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي شوارع القاهرة واتخذت من ميدان رمسيس ودار القضاء العالي مكاناً ثالثاً لاعتصامهم، قررت النيابة تجديد حبس مرسي على ذمة التحقيق بتهمة التخابر مع حركة حماس.
فيما اتهمت حزب «6 أبريل» جماعة الإخوان بجرّ البلاد إلى التقسيم وتطبيق السيناريو السوري.وقال مسؤول أمني إن «السلطات أجّلت البدء في فض اعتصامين للإخوان في رابعة العدوية والنهضة لتجنب إراقة الدماء». وأكد المسؤول إن «قرار التأجيل جاء بعد أن تم تسريب تفاصيل خطة لإنهاء الاعتصامات إلى وسائل الإعلام». وكانت قوات الأمن تعتزم تشكيل أطواق أمنية حول مواقع الاعتصامين في القاهرة في وقت مبكر فجر أمس، وفقا لمسؤولين تحدثوا في وقت سابق لوكالات الأنباء الأجنبية.
تجديد حبس مرسي
إلى ذلك، جدد قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة المستشار حسن سمير، حبس الرئيس المعزول محمد مرسي لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات في اتهامه بالسعي والتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، للقيام بأعمال عدائية في البلاد، والهجوم على المنشآت الشرطية. وكان أحد القضاة المعاونين لقاضي التحقيق، قد توجه أمس، إلى مقر حبس الرئيس المعزول، واتخذ قرار التجديد دون توجيه أي أسئلة له.
معسكر «الإخوان»
وفي المعسكر الإخواني، حصّن مؤيدو مرسي اعتصاميهما في رابعة العدوية والنهضة بأكياس الرمال والحجارة تحسبا لاقتحامهما، وجرى نشر مئات الأفراد المتسلحين بالعصي الطويلة. وقال عصام ابو عمار في اعتصام رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة: «نتوقع حدوث اي شيء في أي وقت. الحديث عن فض الاعتصام لا يؤثر على الناس. نحن باقون هنا». وعند مداخل الاعتصام أخذ رجال يحملون عصيا «يُكبّرون» لرفع الروح المعنوية. ودعا تحالف مؤيد لمرسي يضم جماعة الإخوان المسلمين الى تظاهرات على مستوى البلاد «ضد الجيش». وقال ما يسمى «التحالف الوطني لدعم الشرعية» في بيان: «يؤكد التحالف أن الأيام القادمة سوف تشهد فعاليات أكبر في كل أنحاء مصر، وحتى تتحقق أهداف الثورة كاملة بإذن الله».
تظاهرات رمسيس
في السياق، خرج مئات المتظاهرين من مسجد الفتح برمسيس من مؤيدي جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي، وبدأوا مسيرة متجهة إلى اعتصام رابعة العدوية ضد ما وصفوه بـ«الانقلاب العسكري»، والمطالبة بعودة مرسي للحكم. وشهدت المنطقة المحيطة بميدان رمسيس تكدساً وازدحاماً شديداً. وغيرت المسيرة التي كانت تقودها سيارة لقيادات إخوانية اتجاهها من «رابعة» إلى دار القضاء العالي، حيث تصدى لهم الأمن المركزي في البداية إلا أن قطعاته انسحبت لتجنب الاحتكاك الذي يؤدي إلى وقوع اشتباكات. وأعلن عناصر «الإخوان» المشاركين في التظاهرة نصب خيام للاعتصام في ميدان رمسيس ومحيط دار القضاء العالي لتوسيع رقعة احتجاجاتهم.
سيناريو سوري
من جانب آخر، أكد وكيل مؤسسي «حزب 6 إبريل» طارق الخولي وعضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، إن «محاولة نشر الفتن الطائفية والتي من بينها خطف الأقباط وترويعهم جزء من سيناريوهات مخطط الإخوان الأخير لزعزعة الاستقرار، ونشر الفوضى التي يسعون لها بكل قوة، حتى يصلوا إلى مرادهم بتحقيق السيناريو السوري بالاقتتال الطائفي، وانقسام الأمة إلى فريقين متناحرين».
وأضاف الخولي، في تصريحات أمس، أنه «كلما اقتربت ساعة فض الاعتصام ومع استمرار العمليات بسيناء، يلجأ الإخوان إلى أحداث فتن طائفية هنا وهناك للمبادرة بنشر الفوضى والوصول إلى الحرب الأهلية بأي ثمن».
مساجين طرة
أكد مصدر أمني رفيع المستوي أن كلاً من القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، ونائب المرشد العام لجماعة الإخوان رشاد بيومي تلقيا أمس زيارة من أسرتيهما بمقر محبسيهما في سجن (العقرب) شديد الحراسة بمنطقة سجون طرة. وأكد المصدر أن «أبو إسماعيل وبيومي تلقيا زيارة من زوجتيهما ونجليهما»، مشيرا إلى أن الزيارة تمت بالمكان والمواعيد المخصصة لها داخل سجن شديد الحراسة تنفيذا لتوجيهات مساعد وزير الداخلية بقطاع مصلحة السجون اللواء مصطفى باز.
– البيان