نعى الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور جنود الأمن المركزي الذين قتلوا في رفح معلناً الحداد ثلاثة أيام، وفيما شيّع عشرات الآلاف من أبناء القرى المصرية في المنوفية وكفر الشيخ والشرقية الضحايا الذين قتلوا في العملية الإرهابية أول من أمس، منددين بتنظيم الاخوان، أكدت الداخلية المصرية أنها رصدت منفذي العملية، وسط إدانات عربية ودولية للهجوم.
وذكر المستشار الإعلامي للرئيس المصري أحمد المسلماني في وقت متأخر ليل الاثنين أن منصور أعلن الحداد ثلاثة أيام اعتباراً من الاثنين. وأقيمت مراسم تشييع جثامين الجنود الـ 25 فور وصولهم إلى مطار ألماظة العسكري بحضور مندوب عن الرئيس المصري، بالإضافة إلى رئيس أركان القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. وحمل جنود من القوات المسلحة جثامين رفاقهم على الأكتاف وهي ملفوفة بالعلم المصري.
واستقبلت المدن المصرية جثامين الجنود القتلى بالزغاريد والهتافات ضد تنظيم الإخوان. وكانت المنوفية صاحبة الحصة الأكبر في عدد القتلى في العملية، حيث استقبلت المدينة وقراها في صعيد مصر 21 جنازة جرى تشييعها بحزن وغضب من قبل عشرات الآلاف.
نفي تقصير
وفي السياق، نفى وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وجود تقصير في تأمين جنود الأمن المركزي بسيناء، مؤكداً أنه «يتم تأمين الجنود بشكل جيد بالمدرعات من بداية خروجهم من الوحدات التابعين لها حتى محافظة الإسماعيلية».
وأكد إبراهيم، خلال اتصال هاتفي عبر فضائية «دريم2»، أنه «تم تحديد من ارتكبوا الواقعة، بالإضافة إلى القبض على سائقي السيارات وجار التحقيق معهم».
زيادة رواتب
وبالتوازي، أصدر منصور قراراً بزيادة رواتب المجندين وضباط الصف والجنود بالقوات المسلحة، على أن يبدأ تطبيق القرار بأثر رجعي منذ 1 أغسطس الجاري.
استنكار وإدانة
إلى ذلك، استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب «الحادث الإرهابي والإجرامي الذي استهدف الجنود». وقدم شيخ الأزهر تعازيه لـ«أسر الشهداء ومصر كلها في جنود الأمن المركزي». وأكد زهر أن قتل الجنود «يدل على تعرض مصر لحرب حقيقية على أمنها واستقرارها».
وفي المواقف الدولية والعربية، دانت فرنسا بشدة الاعتداء الإرهابي في رفح. وقال الناطق المساعد باسم الخارجية الفرنسية فانسان فلورياني إن «بلاده تستنكر وبشدة الهجمات على قوات الأمن المصرية بسيناء».
وأعرب فلورياني باسم بلاده عن تعازيه لأسر الضحايا. كما دانت الأمم المتحدة والجامعة العربية الحادث في بيانين منفصلين. ودعا أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي المنظومة الدولية إلى «مساندة ودعم مصر في حربها ضد الإرهاب». كما استنكرت قطر، عبر مسؤول في وزارة الخارجية، «العملية الآثمة» التي وقعت في سيناء.
اشتباكات وإرهاب
ميدانياً، شهدت منطقة الطويل جنوبي العريش اشتباكات بين مجاميع مسلحة وقوات الأمن. وأفاد شهود عيان أن انفجاراً قوياً وقع ليل الاثنين في حي الضاحية بالعريش الذي يضم غالبية مقرات أجهزة الأمن والاستخبارات. من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب أحمد محمد علي إن قوات الجيش الثاني الميداني «دهمت عدداً من البؤر الإجرامية بشمال سيناء، وألقت القبض على 11 فرداً من العناصر الإرهابية بينهم فلسطينيان».
من جانب آخر، تمكنت مباحث ميناء الإسكندرية، من إحباط تهريب 20 ألف قطعة سلاح داخل البلاد. وأفادت التحقيقات أن الأمن تمكن من ضبط حاويتين على ظهر سفينة قادمة من تركيا تحتويان على زنة ثلاثة أطنان بواقع 20 ألف مسدس.
لواء إسرائيلي
ذكر تقرير إعلامي أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، أنشأ مؤخراً لواءً خاصاً مهمته الأساسية إحباط هجمات تنفذها «منظمات جهادية» في سيناء ضد إسرائيل، وأن حجم هذا اللواء «يضاهي حجم لواء الشاباك الذي يعمل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية».
وقالت صحيفة «هآرتس» أمس، إنه «في إطار زيادة الأنشطة الإسرائيلية لإحباط هجمات من سيناء، أقام الشاباك لواء جديدا يتركز عمله في سيناء فقط، وأن الجهود والموارد والقوى البشرية التي يرصدها الشاباك للقيام بإحباط الهجمات من سيناء لا تقل عن حجم تلك التي يرصدها لإحباط هجمات فلسطينية من الضفة الغربية، وحتى إن هناك من يقول إنها أكبر».
ووفقا لـ«الشاباك»، فإنه «ينشط في سيناء 15 تنظيماً من الجهاد العالمي، وأن بينها أربعة تنظيمات هي الأبرز وتتركز في نشاطها على تنفيذ هجمات ضد قوات الجيش الإسرائيلي عند الحدود وإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، كما أنها نفذت هجمات ضد قوات الأمن المصرية في سيناء».
– البيان