شكلت الضربات الأمنية التي وجهت إلى تنظيم جماعة الإخوان المسلمين في مصر طوال الأسبوع الماضي نصراً تمكّن من هز الجماعة وتفتتها داخلياً، على نحو أظهر فشل «الإخوان» الكامل في إحكام السيطرة على قواعدها في الشارع، ما يبشر بوضع مستقبلي أسود للتنظيم.
والشاهد أنّ «جماعة الإخوان أخفقت طوال الأسبوع الماضي، وبصورة لافتة للنظر، في تنظيم مسيرات حاشدة وتظاهرات قوية، وفشلت كل دعواتها إلى التظاهر أو الاحتجاج في ميادين مصر»، ويشير مراقبون إلى أنّ «البداية كانت الأحد الماضي حين دعت أنصارها إلى مسيرات عامة في الشوارع ثم أعلنت إلغاءها لأسباب مجهولة، وتكرّر الأمر على مدار الأسبوع»، لافتين إلى أنّ «المشهد الأكثر دلالة في ذلك الأمر كان الجمعة، إذ دعت الجماعة إلى تظاهرات مليونية مُعلنة ما أسمّته النفير العام لأعضائها دون أن يتحقق ذلك، سوى مسيرات هزيلة قليلة العدد أكدت بما لا يدع مجالًا لذرة شك أنّ الجماعة فقدت توازنها بعدما غيبت قيادات الصف الثاني إثر القبض على معظم قيادات الصف الأول».
ارتباك داخلي
ويشير نائب رئيس الحزب المصري الاجتماعي عماد جاد إلى أنّه «وعقب إلقاء القبض على كثير من قيادات الصف الأول لجماعة الإخوان المسلمين وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، بدت الجماعة غير قادرة على إحكام سيطرتها على قواعدها الداخلية، الأمر الذي تبدّى واضحاً خلال الأسبوع الماضي، إذ أخفقت الجماعة في الحشد إلى التظاهرات التي دعت إليها طيلة الأسبوع، ما يدل على ارتباك الجماعة داخلياً وتمزقها ويبشر بتهاويها»، مضيفاً أن «الاعترافات التي أدلى بها بعض القيادات الإخوانية وخاصة صفوت حجازي وهي التصريحات المخيبة لآمال أنصار الرئيس المعزول، أدت بشكل أساسي إلى ارتباك الجماعة داخلياً».
فشل حشد
بدوره، يؤكّد الرئيس السابق لحزب التجمع اليساري القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني رفعت السعيد، أنّ «المشهد الراهن يؤكد أنّ الجماعة انتهت أو في طريقها إلى الانتهاء تماماً»، مبيّناً فشلها في حشد عناصرها التي كانت تعطي لها الغلبة، موضحاً أنّ «ذلك الفشل بدا واضحاً جداً في ظل تراجع أعداد المشاركين في التظاهرات المختلفة التي تدعو إليها الجماعة وأنصارها، ما يرجّح طي صفحة الإخوان المليئة بالدماء والعنف منذ تأسيسها وإلى الآن».
ويلفت السعيد إلى أنّ «الشعب المصري نجح في مواجهة الجماعة وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، ومنعهم كذلك من إثارة الشغب والعنف، ما جعل التنظيم مرفوض أمنياً وملاحقاً من الأمن والأهالي، الأمر الذي أفقدهم السيطرة على قواعدهم الشعبية».
تهاوي شعبية
يؤكد مراقبون أنّ «جماعة الإخوان فقدت الجزء الأكبر من قاعدتها الشعبية التي كانت تعطي لها الغلبة في أي استحقاق انتخابي وهو جزء المتعاطفين مع الإخوان والذين لا ينتمون إليها بصورة مباشرة لكنهم يثقون فيها»، مشيرين إلى أنّ «تصرّفات الجماعة طيلة الفترة السابقة أفقدتها ذلك التأييد وأربكتها داخلياً تزامناً مع إسقاط رؤوس الإخوان، ما أدى إلى انشقاقات وتصدّعات عدة داخلها، وهو الموقف الذي لم يشهده التنظيم منذ تأسيسه منذ ما يزيد على 85 عاماً، لأنّ الجماعة وقفت لأول مرة في مواجهة شعب مصر، بالتالي تمكن الشعب من التصدي لهذا التغوّل».
– البيان