أعلنت وزارة الصحة المصرية أمس أن حصيلة الوفيات والمصابين نتيجة الاعتداءات على المنشآت أو الاشتباكات التي وقعت أمس، بلغت 6 وفيات وعشرات من المصابين بجميع أنحاء الجمهورية، فيما أكد رئيس الوزراء حازم الببلاوي أن “الحكومة والقوات المُسلحة والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعا يدا واحدة في مواجهة أي مخططات تستهدف وحدة وأمن البلاد”، مشددا على أنه سيتم التصدي للعناصر الإرهابية والخارجة على القانون التي تريد العبث بأمن الوطن.
وأوضحت الوزارة في بيان أن قائمة الوفيات تضمنت أمين شرطة ومجندا بنقطة شرطة جراج النزهة بحي مصر الجديدة، وحالة وفاة في محافظة بورسعيد بشمال شرق العاصمة المصرية القاهرة.
وكان يوم أمس شهد خروج آلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في العديد من شوارع القاهرة والجيزة وعدد آخر من المحافظات في مظاهرات أطلق عليها البعض إسم «جمعة الحسم» والتي وصفت بأنها “محدودة” وأكدت ضعف قدرة الإسلاميين على الحشد للأسبوع الثاني على التوالي وسط استمرار الحملة الأمنية ضد جماعة الإخوان وانتشار قوى للأمن في شوارع العاصمة وباقي المحافظات.
وبعيد انتهاء صلاة الجمعة، خرج المئات من مؤيدي الرئيس مرسي للمشاركة في مسيرات من عدة مساجد في القاهرة، وشهدت ضاحية مدينة نصر في القاهرة التظاهرة الأكبر حيث قاربت أعداد المشاركين فيها العشرة آلاف، بينما لم تتجاوز التظاهرات الأخرى في أنحاء البلاد حاجز الألف، وبدا واضحا أن جماعة الإخوان فقدت قدرتها على حشد أنصارها وتعبئتهم للتظاهر بعدما ألقت السلطات المصرية القبض على عدد كبير من قيادات الجماعة منذ فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة قبل اكثر من أسبوعين.
واستبق الأمن المصري تظاهرات الجمعة عبر تعزيز تواجده في الطرق المؤدية لمعظم الأماكن المعلنة لتظاهرات الإسلاميين في القاهرة.
وشهدت منطقة المهندسين اشتباكات بين الإخوان من جهة وقوات الأمن والأهالي من جهة أخرى، حيث أشار شهود عيان إلى ان متظاهري الإخوان حاولوا المناورة وافتعال الأزمات والمشاكل مع قوات الأمن، بمحيط ساحة مسجد مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية، ليداروا فشلهم في الحشد. وقالت مصادر مطلعة إن حلم احتلال ميدان مصطفى محمود بالمهندسين، ليكون بديلا عن اعتصام ميدان النهضة بالجيزة، تحطم على صخرتى قوات الأمن، وأهالي المنطقة الذين رفضوا تواجد مظاهرات الإخوان بالمنطقة، كما أن التكثيف الأمني بالمنطقة حال دون تحقيق أمنية الإخوان.
وفي الإطار نفسه، تصدى الأهالي لمسيرات الإخوان في العديد من المحافظات المصرية، ونجحوا في تفريق مظاهراتهم، وهتف الأهالي الجيش والشعب ايد واحدة.. ففي محافظة الغربية شهدت منطقة جلال الدين بالمحلة الكبرى، تجمع العشرات من أنصار الإخوان، عقب صلاة الجمعة، والخروج من مسجد الشيخ محمد، وقاموا بترديد هتافات ضد الجيش والشرطة، الأمر الذي دفع الأهالي للتصدي لهم والاشتباك معهم وقام أحد أهالي المنطقة بإطلاق أحد الأعيرة النارية في الهواء لتفريق متظاهري الإخوان الذين فروا هاربين.
وفى محافظة الغربية أيضا شهدت مدينة زفتى بمنطقة كفر عنان اشتباكات عنيفة بين الأهالي وبين أنصار جماعة الإخوان، وذلك عقب تجمع أنصار الجماعة بعد صلاة الجمعة، وقام الأهالي بالاشتباك معهم، حيث فروا هاربين وتمت مطاردتهم في الشوارع للقبض عليهم وتسليمهم للشرطة.
وفي أسيوط أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق مظاهرة لعناصر الإخوان قبل اتجاهها لقسم أول أسيوط، بعدما اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وخرجت المسيرة من المسجد الكبير بغرب مدينة أسيوط عقب صلاة الجمعة ورفع المتظاهرون اللافتات المنددة للجيش والشرطة.
وفى بورسعيد نشبت اشتباكات بين أعضاء جماعة الإخوان وعدد من الأهالي بمسجد السيدة زينب بحي الضواحى ببورسعيد، ونتج عن الاشتباكات تحطيم 6 سيارات بمحيط المسجد.
وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 4 أشخاص، وتم تفريق المسيرة، في الوقت الذي تجمع فيه الأهالي لمنع عودة تجميع الإخوان مرة أخري.
وفى المنصورة دفعت قوات الأمن بخمس سيارات أمن مركزي، لفض الاشتباكات القائمة بين عدد من الإخوان والأهالي بجزيرة الورد بالمنصورة.
وقامت أعضاء جماعة الإخوان بإطلاق الخرطوش على الأهالي بعد الاشتباكات التي نشبت بين الطرفين.
وفى الشرقية نظم الإخوان وقفتين عقب صلاة الجمعة، الأولى أمام مسجد الفتح، والثانية أمام عمر أفندى بمدينة الزقازيق.
وتحرك الإخوان بمسيرة من أمام مسجد الفتح، جابت الشوارع المجاورة، واستقرت بميدان القومية، وتم ترديد هتافات معادية للقوات المسلحة.
وشهدت منطقة عمر أفندى اشتباكات بين الأهالي والإخوان، وتم إطلاق أعيرة نارية، وأغلق الأهالي محالهم التجارية، وأغلقوا مداخل المنازل خوفا من تسرب أحد ودخوله في مداخل المنازل.
وفى البحيرة اندلعت، اشتباكات عنيفة أشبه بحرب الشوارع بين الإخوان والأهالي بعزبة الصاوى ببدر الدلنجات، استخدم فيها الأسلحة النارية والخرطوش والشوم والعصى، عقب مسيرة للإخوان، انطلقت من مسجد عمر بن الخطاب بوسط المدينة. فيما أكد شهود عيان سماع إطلاق أعيرة نارية بصورة متقطعة، خلال تلك الأحداث، وسط حالة من الكر والفر بين الطرفين، وامتدت إلى الشوارع الجانبية.
وأسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة العديد بطلقات خرطوش، فيما اتهم 2 من المصابين قيادات الإخوان بالدلنجات بالتحريض على قتلهم.
وفى القليوبية نجحت قوات أمن القليوبية في إقناع المئات من أهالي منشية النور بفك حصار عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين داخل مسجد النور ببنها، عقب صلاة الجمعة، لمنع تنظيم مسيرة ضد القوات المسلحة والجيش. وتلقى اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، إخطارًا من العميد مجدى راشد مأمور قسم بنها، بالواقعة، وعلى الفور انتقل اللواء حمزة عرفة مدير مباحث القليوبية والعميد أسامة عايش، رئيس مباحث القليوبية، إلى مكان الواقعة، وقامت أجهزة الأمن بإقناع الأهالي بفك الحصار عن المحتجزين داخل المسجد. وتحفظت قوات الأمن على 140 من المنتمين للتيار الإسلامي من بنها وكفر شكر وطوخ، كانوا قد تجمعوا داخل مسجد النور بالمنطقة تمهيدا للخروج بمسيرة عقب صلاة الجمعة، حيث قام الأهالي بمطاردة الإخوان، وحبس مجموعة منهم داخل المسجد، ومطاردة الآخرين بالشوارع.
وانتقل على الفور العقيدان مجدى راشد مأمور قسم شرطة بنها وياسر توفيق مفتش المباحث، وتم إلغاء الصلاة في المسجد بعد عدم تمكن الإمام المكلف من الأوقاف من دخول المسجد، وتمت محاصرة المسجد من جميع الجهات، لمنع خروج الإخوان، وتمكنت أجهزة الأمن من التحفظ على 140 شخصًا من المنتمين للجماعة، بينما فر آخرون إلى منطقة مقابر الشموت المجاورة لمكان الواقعة، وجار محاصرتهم.
من جانبها، أهابت رئاسة مجلس الوزراء، بالمشاركين في مظاهرات، التحلي بالسلمية، ورفع قيم الوحدة الوطنية، واحترام حالة الطوارئ وعدم الخروج عليها. وقال الدكتور حازم الببلاوي، رئيس الوزراء، إن “الحكومة والقوات المُسلحة والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعا يدا واحدة في مواجهة أي مخططات تستهدف وحدة وأمن البلاد”، مشددا على أنه سيتم التصدي للعناصر الإرهابية والخارجة على القانون التي تريد العبث بأمن الوطن. كما أكد رئيس الوزراء أن مصر دولة ذات سيادة تحترم القانون الذي يسري على الجميع، وأن الحكومة لا تقبل بأي حال أي اعتداءات تعمل على ترويع الآمنين.
وأعرب مجلس الوزراء، عن أسفه لسقوط ضحايا جراء خروج البعض على السلمية في مظاهرات أمس.
– الاتحاد