سقط 71 قتيلاً بأعمال العنف المتفاقمة في سوريا أمس، بينهم 20 عنصراً من القوات النظامية والشبيحة قضوا باشتباكات وقصف متبادل في محيط قرية المتراس ذات الغالبية التركمانية السنية بمحافظة طرطوس التي يغلب على سكانها العلويون، قبل أن يتوقف القتال بعد اتفاق قام بموجبه عشرات الشبان بتسليم أنفسهم إلى القوات النظامية بمن فيهم منشقون عن جيش الرئيس بشار الأسد وسط استغاثة أهالي البلدة خوفاً من مجزرة. وأكدت التنسيقيات المحلية والهيئة العامة للثورة أن الجيش الحر فجر مبنى تابعاً للقوات النظامية قرب ثكنة كمال مشارقة بحي جوبر الدمشقي، تزامناً مع انفجار ضخم هز أحياء العاصمة الشرقية.
وأفادت الأنباء بتعرض مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق لقصف صاروخي، في وقت تمكن فيه الجيش الحر من تدمير عربة مدرعة بمواجهات مع القوات النظامية في حي مساكن برزة بدمشق. كما أكد ناشطون ميدانيون أن معارك عنيفة بين المعارضة وقوات الحكومة دارت بمنطقة حي الإذاعة بحلب. وفيما هز صاروخان طراز أرض-أرض حيي القصور والوعر في حمص، أسفرت اشتباكات شرسة على حاجز الكفر الأمني بين مدينة حلفايا وطيبة الإمام بريف حماة الشمالي عن تدمير مقاتلي المعارضة دبابة تي 72 وعربة بي ام بي ومقتل عدد من عناصر قوات النظام.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 28 شخصاً على الأقل هم 20 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، و8 مدنيين بقصف واشتباكات ضارية في محيط قرية المتراس التي تقطنها غالبية من التركمان السنة، والواقعة في محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية. وأشار المرصد إلى أن القصف الذي تعرضت له القرية أمس، توقف بعد اتفاق قام بموجبه «عشرات الشبان بتسليم أنفسهم إلى القوات النظامية»، بينهم منشقون عن الجيش النظامي.
من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي في شريط إخباري أنه «وبعد مناشدة أهالي قرية المتراس بريف تلكلخ…قواتنا تضبط أعداداً من (الإرهابيين) تسللوا إلى القرية وحاولوا الاعتداء على الأهالي والممتلكات، فيما سلم 43 (إرهابياً) أنفسهم خلال العملية». وتقع قرية المتراس على مقربة من مدينة تلكلخ في ريف حمص ، إلا أنها تتبع إدارياً لمحافظة طرطوس.
من ناحيتها، أكدت التنسيقيات وهيئة الثورة سقوط العديد من القتلى والجرحى المدنيين جراء القصف المتواصل على المتراس وسط مخاوف ونداءات استغاثة من الأهالي من اقتحام القرية من قبل القوات النظامية وميليشياتها وارتكاب مجازرة. وقرية المتراس يقطنها غالبية من التركمان السنة وهي محاطة من كل جوانبها بالقرى العلوية المصدرة للشبيحة. وتحدث ناشطون عن إطلاق الشبيحة تهديدات بإبادة أهالي البلدة البالغ عددهم نحو 6 آلاف سوري. وشهدت القرية نفسها مجزرة في 11 سبتمبر المنصرم حيث قتل أب وزوجته وطفلاهما. وقالت التنسيقيات إن أبناء القرية يتصدون لمحاولات اقتحام يقوم بها الشبيحة وقتلوا منهم ما يقارب 20 عنصراً.
وفي دمشق، سقط 3 قتلى والعديد من الجرحى بينهم نساء وأطفال معظمهم بحالة خطرة، جراء قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على المنطقة الواقعة بين داريا ومعضمية الشام. وتمكن الجيش الحر من تدمير مبنى تابع للقوات النظامية بالقرب من ثكنه كمال مشارقة بحي جوبر الدمشقي الذي شهد أيضاً اشتباكات شرسة من جهة منطقة العباسيين. وهاجم مقاتلون معارضون حاجز النور ناحية المليحة موقعاً قتلى من قوات النظام، تزامناً مع قصف مدفعي عنيف من قبل قوات متمركزة على جبل قاسيون، مستهدفاً حي برزة بدمشق. كما دارت اشتباكات متقطعة بين الجيشين الحر والنظامي على المتحلق الجنوبي قرب زملكا، ترافق أيضاً مع قصف بالهاون والمدفعية.
في الأثناء، هز انفجار عنيف أحياء دمشق الشرقية من جهة سوق الهال بمنطقة الزبلطاني، وسط قصف مدفعي على داريا والنبك، تزامناً مع اشتباكات في حي العباسيين والقابون.
واستهدف الجيش الحر سيارة لنقل الجنود بالقرب من تقاطع طريق قصر المؤتمرات بمنطقة الحسينية بريف دمشق متسبباً بمقتل ضابط. وتجددت الاشتباكات الشرسة بين الجيش الحر وقوات النظام على طريق معامل الدفاع – خناصر ناحية السفيرة في حلب، إثر محاولة عناصر أمنية السيطرة على طريق الإمداد، تزامنت مع غارات جوية عنيفة على عدة مناطق. كما شن الطيران الحربي غارة جوية على تل حديا، وأخرى على معارة الارتيق وحي المعصرانية الحلبي موقعاً العديد من الجرحى.
وسقط قتيلان بينهما طفلة جراء غارة جوية على بلدة الزرية بالريف الحلبي. وفي حماة، اشتبك الجيش الحر وقوات النظام على حاجز الكفر بين مدينة حلفايا وطيبة الإمام بريف الشمالي للمدينة مما أسفر عن تدمير دبابة تي 72 وعربة بي ام بي ومقتل عدد من قوات النظام.
وقصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة بلدتي عقرب وكفرزيتا بريف حماة تزامناً مع قصف بالمدفعية الثقيلة. من ناحيتها، اقتحمت القوات النظامية مدعومة بالشبيحة بلدة جريجس بريف حماة وشنت حملة دهم وتفتيش واعتقالات وسرقة وحرق العديد من المنازل.
على صعيد جبهة حمص، هز صاروخ أرض-أرض حي القصور الذي شهد اشتباكات عنيفة وقصف براجمات الصواريخ، تزامناً مع قصف واشتباكات في أحياء المدينة المحاصرة. وسقط صاروخ ثان طراز أرض-أرض عشرات الجرحى وتسبب باحتراق مباني وسيارات في حي الوعر بحمص ، محدثاً انفجاراً ضخما هز مدينة حمص. وأكدت هيئة الثورة وفاة 3 سوريين من عائلة واحدة من أهالي حي وادي العرب بحمص تحت التعذيب في أقبية سجون النظام بالمنطقة ذاتها. كما سقط العديد من الجرحى جراء قصف استهدف مدينة الرستن بريف حمص، تزامناً مع غارة شنها الطيران الحربي على مدينة الحولة مستخدماً البراميل المتفجرة مما أدى إلى وقوع جرحى بعضهم بإصابات خطرة.
وفي درعا، لقيت 3 سيدات حتفهن بدرعا البلد بقصف عنيف براجمات الصواريخ شنته قوات النظام على أحياء درعا البلد، تزامناً مع مقتل طفلة وسقوط العديد من الجرحى بقصف مدفعي على مدينة أنخل المضطربة بضواحي درعا.
وشنت مقاتلات ميج غارة على المنطقة في وقت شهدت فيه طفس والنعيمة قصف واشتباكات.
2627 شخصاً لقوا حتفهم بأعمال العنف في سوريا خلال سبتمبر
دمشق (د ب ا) – أفاد مركز حقوقي سوري أمس، أن 2627 شخصاً لقوا حتفهم في سوريا بأعمال العنف المتفاقمة خلال سبتمبر الماضي، بمعدل 88 قتيلاً يومياً، دون أن يشمل هذا الرقم قتلى القوات النظامية. وأوضح مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في تقرير شهري أصدره أمس، أن 2363 من القتلى تم توثيقهم بالاسم، و264 آخرين مجهولي الهوية. وأضاف التقرير أن 1420 من بين هؤلاء القتلى مدنيون، مقابل 1176 من غير المدنيين، مشيراً إلى أن عدد الضحايا من الإناث بلغ 292 ضحية.
ولفت التقرير إلى أن هذه الأرقام ليست نهائية وتخضع «للتدقيق الدوري المستمر»، موضحاً أنها لا تتضمن قتلى النظام والجيش النظامي السوري.
– الاتحاد