نحن ومصر

أكتوبر 12, 2013

علي أبو الريش

لأن مصر الشعلة، فلا يمكن القبول بإطفائها، بدخان الإرهاب .. ولأن مصر القُبلة فلا يمكن القبول بجرحها بسكاكين الإرهاب، ولأن مصر السنبلة فلا يمكن القبول بحرقها بنيران الإرهاب، ولأن مصر البوصلة فلا يمكن القبول بحرفها بنزوات الإرهاب، ولأن مصر الأنشودة المجلجلة فلا يمكن القبول بإغشائها بنزعات الإرهاب، ولأن مصر العبارة المسترسلة، فلا يمكن القبول بتفكيكها بهرطقات الإرهاب، ولأن مصر القصيدة المفضلة فلا يمكن القبول بقذفها بتخرصات الإرهاب، ولأن مصر الحضارة المفصلة فلا يمكن القبول بجلدها بعصا الإرهاب، ولأن مصر النخوة المبجلة، فلا يمكن القبول نعتها بافتراءات الإرهاب.

لأن مصر، الصبوة والمعادلة لا يمكن القبول بتركيعها عند مضارب الإرهاب، ولأن مصر، بنت النيل وجدوله فلا يمكن القبول بتلويثها، ببراثن الإرهاب، ولأن مصر الجوهر والمحور والآخر وأوله، فلا يمكن إيداعها في عهدة الإرهاب، ولأن مصر الوجود والنجود والحدود والسدود، والصدور واليوم الموعود وكل المسألة، فلا يمكن القبول أن تترك ضحية الإرهاب، ولأن مصر النحر والصدر، والجذر والكِبرَ، والفجر والسَّحر، والماء العذب، والنهر، والنظر والسفر، فلا يمكن القبول أن تكون منطقة لحثالة الإرهاب .. ولأن مصر الحياة السالفة والمقبلة فلا يمكن أن تبقى رواء لإرهاب أسود.

لأن مصر المسافة ما بين الوريد والوريد، وروحنا المجللة فلا يمكن القبول أن تكون سيفاً للإرهاب .. ولأن مصر الفصل والأصل، والنصل، والأمل، فلا يمكن القبول أن تكون كراسة لأجندة الإرهاب، ولأن مصر، الحُلُم، والحِلْم، والعلم، والنون والقلم، فلا يمكن القبول أن تكون مجازاً لعواهن الإرهاب.

ولأن مصر المبتدأ والخبر والناس والوتر ونشوة النيل، وأحلام البشر، وخضرة الإكفار وازدهار الدهر، فلا يمكن القبول أن تكون جزيرة نائية لطيور الإرهاب، ولأن مصر المصير والمسار والتضحية والإيثار، والرمز والأطوار، والأسور والأسوار، والضوء والأنوار، والنجمة والأقمار فلا يمكن القبول أن تكون في قضية الإرهاب، ولأن مصر الشمعة والصومعة، والسمعة المترفعة، فلا يمكن القبول أن تكون يداً للإرهاب، ولأن مصر السجل والكتب، والصخب والخصب، والكوكب والسحب، ونفرة الحجيج، وحشر الصحب، وقارعة الطريق وناصية الأدب، وحدب القارئين، وأزهر القلب، وروح المنشدين وتلاوة الدرب فلا يمكن القبول أن تكون ليلاً إرهابياً باللون الأحمر.

ولأن مصر، فضيلة العشاق، وسليلة الأشواق، وبؤرة الأحداق، وشيمة الأعناق، شجرة جذرها في الأرض، وفرعها ملء الآفاق، فلا يمكن القبول أن تكون كهفاً يعشعش فيه الإرهاب.

– الاتحاد