لقي 70 مدنياً حتفهم بنيران القوات النظامية في سوريا أمس، في وقت هزت فيه قذيفتا هاون حي أبو رمانة الراقي وسط دمشق، حيث أصابت الأولى سطح بناية قرب وزارة الصناعة وساحة النجمة، بينما سقطت الأخرى أمام مدرسة السلام في منطقة الشعلان، مودية بحياة طفلة إضافة إلى 11 جريحاً وتسببتا بوقوع أضرار مادية. كما سقط 3 قتلى وأصيب 4 آخرون بسقوط قذيفتي هاون على منطقة جرمانا بدمشق أيضاً. في الأثناء، أكدت التنسيقيات المحلية أن الجيش الحر قتل 37 مسلحاً من عناصر «لواء أبو الفضل العباس» بينهم مقاتلان إيرانيان من الحرس الثوري ولبناني واحد، وذلك باشتباكات في مخيم الحسينية والذيابية اللتين استعادهما الجيش النظامي والميليشيات المتحالفة معه أمس الأول. بينما تواصلت الاشتباكات الشرسة من عدة جبهات في حجيرة البلد والسيدة زينب والبويضة ضمن معركة ريف دمشق الجنوبي التي يحاول جيش النظام و«حزب الله» و«لواء أبو الفضل العباس» اقتحامها بعد سقوط الذيابية والحسينية.
واقتحم مقاتلو المعارضة عدداً من مقرات النظام بمنطقة بورسعيد في حي القدم بدمشق، ضمن معركة أطلقها باسم «إن تنصروا الله ينصركم» وترمي إلى فك الحصار عن مناطق جنوب العاصمة دمشق. وأفادت التنسيقيات المحلية، باندلاع حريق في إحدى الطائرات في مطار دمشق الدولي جراء استهداف الجيش الحر لها، فيما تحدثت أنباء عن أنها كانت تقل أسلحة وعناصر مسلحة لمساندة القوات النظامية في القتال على جبهات منطقة المرج بالغوطة الشرقية. من جانب آخر، أفادت مصادر إعلامية، مقربة من نظام دمشق، عن استعادة الجيش النظامي بلدة تلفيتا في الريف الشمالي الغربي لدمشق التي تعد من أهم المنافذ لمسلحي المعارضة باتجاه عرسال في الأراضي اللبنانية.
بالتوازي، شنت مقاتلات سلاح الطيران هجوماً شرساً على السفيرة التي يسيطر عليها مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» المرتبطتان بـ«القاعدة»، والبلدات المحيطة بها بريف حلب، مستخدمة البراميل المتفجرة، في محاولة لاستعادة المدينة الواقعة قرب مجمع عسكري مترامي الأطراف يعتقد أن يضم منشآت خاصة بترسانة الكيماوية. كما تصدى الجيش الحر لمحاولة شنها شبيحة من نبل والزهراء التسلل إلى بلدة ماير بريف حلب و ذلك من الجهة الجنوبية للبلدة بعد اشتباكات عنيفة أجبرت الشبيحة على الانسحاب. وأكدت الهيئة العامة للثورة مقتل سيدة وأبنائها الثلاثة ذبحاً على يد شبيحة النظام في قرية تل رفعت ذات الأغلبية العلوية، بريف حلب أثناء عودتهم من اللاذقية، مبينة أن العملية البشعة تمت أمام والد العائلة الذي ما زال مخطوفاً لدى الشبيحة.
وفي إدلب، لقيت عائلة تتألف من 7 أشخاص بأكملها، حتفها وسقط العديد من الجرحى بقصف شنه الجيش النظامي من مطار أبو الظهور العسكري مستهدفاً قرية الدبشية بريف إدلب الذي شهد أيضاً سقوط قتيلين على الأقل والعديد من الجرحى جراء استهداف الطيران المروحي حفل زفاف بالبراميل المتفجرة في قرية وريدة المجاورة لمطار أبو الظهور نفسه. كما لقي 4 أشقاء أكبرهم في الرابعة والعشرين من العمر، حتفهم بعملية إعدام ميدانية على يد القوات النظامية في بلدة معرزاف بضواحي حماة
‫حيث عثر أيضاً في السلمية على جثث رجل وزوجته وابنتيه في قبو بعد اختطافهم من قبل عناصر من ميليشيا الشبيحة. وتعرضت قرى الجنينة والأندرين بريف حماه الشرقي لقصف شنه الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قبل أن يتصدى لها الجيش الحر بمضادات جوية. وسجلت درعا المحطة مقتل 3 أطفال وسقوط عشرات الجرحى معظمهم أطفال ونساء، جراء قصف عشوائي عنيف على حي شمال الخط بالمدينة، حيث انهارت منازل على رؤوس ساكنيها وما يزال عدد من المدنيين تحت الأنقاض لا يستطيع الأهالي الوصول إليهم بسبب القصف الهمجي من قبل قوات النظام.‬
وفي وقت مبكر أمس، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بمقتل طفلة في الثامنة من العمر وإصابة 11 شخصاً بينهم نساء جراء سقوط قذيفة هاون أطلقها «إرهابيون» بحسب وصف النظام لمقاتلي المعارضة، قرب مدرسة دار السلام بحي رمانة الراقي وسط دمشق. ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة دمشق قوله إن القذيفة تسببت أيضاً بوقوع أضرار مادية في المحال التجارية وعدد من السيارات. كما لفت المصدر إلى سقوط قذيفة أخرى على سطح بناء في ساحة النجمة بالمنطقة ذاتها، مشيراً إلى أن الأضرار اقتصرت على الماديات. من جهتها، أكدت لجان التنسيق المحلية سقوط عدد من الجرحى جراء قذيفة هاون بالمنطقة. وقال المرصد الحقوقي «سقطت عدة قذائف هاون قرب وزارة الصناعة وفي ساحة النجمة وقرب مدرسة دار السلام في منطقة الشعلان، مشيراً إلى سقوط جرحى. ويتكرر سقوط قذائف الهاون على أحياء من دمشق بشكل شبه يومي كان آخرها الأربعاء الماضي، حين سقطت قذيفتا هاون على المصرف المركزي السوري وسط العاصمة دمشق.
إلى ذلك، أفاد المرصد باندلاع معارك طاحنة بين الجيش الحر و«الدولة الإسلامية» في العراق والشام والمرتبطة بـ «القاعدة» في حلب منذ الخميس الماضي موقعة نحو 50 قتيلاً من الطرفين.

الإتحاد