تتداول كل من ألمانيا والبرازيل، اللتين كانتا في صلب فضيحة التجسس الأميركي على هواتف الزعماء، ملامح مشروع قرار، سيطالب بوضع نهاية لعمليات التجسس المكثفة، وانتهاك الحياة الشخصية للزعماء.
وفي وقت كشف عن إيعاز الرئيس الأميركي باراك أوباما بمراجعة قدرات المراقبة الأميركية، و«احترام» شركاء بلاده. أصيب الموقع الإلكتروني لوكالة الأمن القومي بعطل جعل الدخول إليه متعذراً لساعات.
وبات الموقع الموقع الإلكتروني وعنوانه «إن.أس.أيه.دوت.غوف»، خارج الخدمة اعتباراً من بعد ظهر الجمعة، وقد اطلق توقفه موجة تكهنات على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي. وقالت الناطقة باسم وكالة الأمن القومي (ان.اس.ايه) فاني فاينز: «نحن نتحرى الأمر»، من دون توضيح سبب تعطل الموقع.
ومن ابرز الفرضيات التي تداولها المغردون على تويتر فرضية هجوم لمجموعة انونيموس لقراصنة الإنترنت، وهي مجموعة سبق أن نفذت العديد من الهجمات الإلكترونية المماثلة، إلا أنها لم تتبن حتى مساء الجمعة الهجوم.
تحرّك ألماني- برازيلي
في هذه الأثناء، برزت بوادر تحرّك في أروقة الأمم المتحدة لمواجهة التجسس الأميركي على الحلفاء وقادة هذه الدول، وصرّح دبلوماسيون في الأمم المتحدة بأنّ ألمانيا والبرازيل اقتربتا من إنجاز الملاح النهائية لمشروع القرار، الذي سيقدم مطلع الأسبوع المقبل إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، موحين أنّه سيطالب بوضع نهاية لعمليات التجسس المكثفة وانتهاك الحياة الشخصية، بعد أن كشف متعاقد سابق مع المخابرات الأميركية عن برامج تجسس دولية ضخمة.
ودانت كل من رئيسة البرازيل ديلما روسيف، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عملية التجسس الواسعة النطاق التي قامت بها وكالة الأمن القومي الأميركية.
في الأثناء، من المقرر أن يصل خلال الساعات القليلة المقبلة مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات الألمانية إلى واشنطن، بهدف تسريع المباحثات مع الإدارة الأميركية ووكالة الفضاء الأميركية بشأن المزاعم التي ثارت في الآونة الأخيرة عن مراقبة الاستخبارات الأميركية الهاتف الجوال للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وتتمثل مهمة الوفد، الذي اعلن عن تشكيله إثر اجتماع وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، بالسفير الأميركي في برلين الذي تم استدعاؤه إلى الخارجية الألمانية بعد الاشتباه بالتجسس على هاتف ميركل، في «الحصول على أجوبة» من السلطات الأميركية على أسئلة وجهتها الحكومة الالمانية.
وخصوصاً وزارتي العدل والداخلية منذ الصيف الماضي، اثر ما راج بعد ما كشفه المتعاون السابق مع المخابرات الاميركية ادوارد سنودن من عمليات مراقبة واسعة النطاق، تقوم بها المخابرات الاميركية، وتشمل حتى الحلفاء.
التسريبات الأخطر
واعتبر نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.إيه) مايكل موريل أن التسريبات التي قام بها سنودن هي «الأخطر» على الإطلاق في تاريخ الاستخبارات الأميركية.
وقال موريل في مقابلة مع شبكة «سي.بي.اس نيوز»: «أعتقد أنها عملية التسريب الأكثر خطورة.. هذا الشخص ليس بطلًا، لقد خان وطنه».
وأضاف أن «ما قام به ادوارد سنودن وضع الاميركيين في خطر اكبر لأن الإرهابيين يتعلمون الكثير من هذه التسريبات، وسيكونون اكثر يقظة، أما نحن فلن تكون لدينا المعلومات الاستخبارية التي كنا لنحصل عليها لو لم تحصل هذه» التسريبات.
توتر مع الحلفاء.. ومراجعة
وفي السياق ذاته، ذكرت نائبة الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أن تسريب معلومات سرية خلال الشهور الماضية، خلق بالتأكيد توتراً مع بعض الحلفاء وتحديات مع بعض الشركاء.
وقالت بساكي: «ليس سراً أنه خلال الشهور القليلة الماضية، تسبب تسريب معلومات سرية بانتقاد بعض الأصدقاء والشركاء لنشاطنا الاستخباراتي، وخلق تحديات كبيرة في علاقاتنا مع بعض الشركاء».
وأضافت: «لا شك في أنه لا بد من أن يكون جمع المعلومات الاستخباراتية حذراً ودقيقاً، وليس سراً، إننا نجمع معلومات عما يحصل في العالم للمساعدة على حماية مواطنينا وحلفائنا وأرضنا، وهذا ما تفعله كل أجهزة الاستخبارات في العالم». وتابعت أنّ «ثمة محادثات مستمرة مع مجموعة من الشركاء في العالم حول هذه النشاطات، وبعضها في الأسبوع الماضي».
ولفتت بساكي إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أوعز بمراجعة قدرات المراقبة الأميركية، بما في ذلك احترام شركائنا الأجانب، وفي هذا الصدد قالت: «نريد أن نضمن أن نجمع معلومات نحتاجها، وليس معلومات نستطيع الوصول إليها»، مضيفة أن ثمة مجموعة مراجعة تعطي توصيات في هذا الصدد.
إضاءة
الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن هو من كشف عن الوثائق السرية التي تؤكد تجسس الولايات المتحدة على الزعماء في بلادهم أو في المؤتمرات الدولية. وبعد أزمة دبلوماسية مع واشنطن، منحته الحكومة الروسية حق اللجوء المؤقت لمدة سنة واحدة. وتسعى الحكومة الأميركية لاسترجاعه وتتهمه بالتجسس، وسرقة معلومات سرية عن برامج الأمن القومي.
البيان