عندما أطلقت شركة آبل، في العام الماضي جهازها اللوحي الشهير آي باد بنسخته 4 «ريتينا» التي جاءت بوضوح (2048×1536 بكسل) غيرت الشركة الأميركية مفهوم الوضوح في عالم شاشات الأجهزة اللوحية، وباتت أغلب الشركات العالمية المنتجة والمصنعة للكمبيوترات اللوحية تنتقل بجودة وضوح شاشاتها من الوضوح التقليدي 540p إلى الوضوح العالي 720p لتصل الكثير من هذه الشركات اليوم إلى الوضوح الفائق 1080p والذي يصل إلى (1920×1080 بكسل)، والذي مازال يعد أقل من وضوح شاشات أجهزة آبل اللوحية.
كما للشركات الأميركية الطليعة والسبق في مثل وضوح الشاشات الألترا فائق في أجهزة الكمبيوتر اللوحية، يبدو أن للشركات الصينية الطليعة أيضاً والسبق في مثل هذا الوضوح «الألترا فائق» والذي يتجاوز 1080p، إنما هذه المرة في الهواتف الذكية وشاشاتها. حيث تفتخر الصين ومن خلال شركاتها التقنية المنتجة للهواتف الذكية، بأنها من أوائل الشركات على المستوى العالمي التي استخدمت الوضوح الفائق والألترا فائق في شاشات هواتفها الذكية.
وفي الوقت الذي تمكنت شركة أوببو الصينية في العام الماضي من إنتاج أول هاتف في العالم تحت الاسم التجاري «فايند 5»، بشاشة ذات وضوح فائق (1920×1080 بكسل)، والتي تبعها فيما بعد أغلب الشركات العالمية المنتجة للهواتف الذكية في مثل هذا الوضوح.
ها هي اليوم الشركة الصينية الأخرى «فيفو» تقود العالم من جديد من خلال شاشة هاتفها «إكس بلاي 3 إس»، ذات الوضوح الألترا فائق والذي يتجاوز 1080p ويتجاوز وضوح شاشة كمبيوتر آبل اللوحي ريتينا ليصل إلى وضوح (2560×1440 بكسل) لم تعهده الهواتف الذكية من قبل، وليفتح المجال لوضوح جديد في عالم الهواتف الذكية.
إكس بلاي 3 إس
تفتخر شـركة فيفو اليوم بأنـها أول شركة في العالـم تأتي بهاتـف ذكي يمتـاز مع مواصفاته والتقنيات العالية الأداء المستخدمة به، بأنه يمتلك شاشة ذات وضوح لم يسبقها إليه أي من شاشات الهواتف الذكية المتوافرة حالياً، حيث ستأتي شاشة الهاتف الصيني الجديد إكس بلاي 3 إس بوضوح من نوع 2K والذي سيتعارف عليه في المستقبل بوضوح 1440p، وهو الوضوح الأعلى مرتين من الوضوح العالي 720p الذي تأتي به أغلب شاشات الهواتف الذكية المتوافرة حالياً في الأسواق.
هذا الوضوح في الشاشة التي قد تأتي بحجم لا يقل عن 5,5 إنش ومن إنتاج الشركة الكورية إل جي، سيدعمه كثافة صورة غير مسبوقة وغير معهودة في عوالم الهواتف والأجهزة الذكية تصل إلى 538 بكسل لكل إنش، مما يعني تجربة مشاهدة غير مسبوقة على شاشة الهاتف هذه، ووضح وجودة عالية جداً في الصور المعروضة عليها.
قوة هائلة
الهاتف الصيني الجديد لم يتغلب على باقي الهواتف الذكية ويتفوق عليها بأسرها من حيث وضوح شاشته فحسب، بل تمكن وبحسب اختبارات الكثير من المواقع الإلكترونية المتخصصة من التغلب على الكثير من الأسماء والعلامات القوية الأداء في عالم الهواتف الذكية، بما فيها الهاتف الهجين الأخير من شركة سامسونج الكورية جالاكسي نوت 3، والذي يتوقع أن يأتي الهاتف الصيني إكس بلاي 3 إس بذات المعالج المركزي الذي يستخدمه الهاتف الكوري وأغلب الهواتف الذكية عالية الأداء اليوم، من نوع سناب دراجون 800 من شركة كوالاكوم الأميركية، رباعي الأنوية وبسرعة قد تتجاوز 2,3 جيجاهيرتز.
ورغم أن الهاتف الصيني يأتي بشاشة ذات وضوح ألترا فائق، مما يتطلب قوة معالج إضافية للتعامل مع الصور عليها، الأمر الذي قد يؤكد أن طاقة المعالج المركزي حتى وإن كانت فائقة وقوية جداً كالتي يقدمها المعالج سناب دراجون 800، قد تتبدد بشكل أو بآخر لما سيحتاجه المعالج في التعامل مع مثل هذا الوضوح، وهو الأمر المختلف في الشاشات ذات الوضوح الأقل.
إلا أن هاتف إكس بلاي 3 إس، تمكن من إثبات عكس ذلك، عندما كانت نتيجة اختبارات القوة والأداء بتطبيق «Ant t » لصالحه، حيث تمكن الهاتف من حصد ما مجموعة (36,258) نقطة، ليتغلب على الكثير من الهواتف ذات الأسماء اللامعة في عالم الهواتف الذكية.
الجدير بالذكر أن الشركة الصينية المنتجة للهاتف الذكية الجديد، والذي يتوقع له أن يحصد الكثير من الألقاب عند طرحه رسمياً في الأسواق، سواء الصينية أو العالمية، أن تقوم بتصميم هيكل الهاتف من الألمونيوم وبشكل كامل، كما أنه يتوقع أن يأتي بسماكة قليلة جداً تتفوق على الكثير من الهواتف الذكية الحالية، تأتي ما بين 6-7 ملم. كما سيتم تزويد الهاتف بكافة الميزات والتقنيات المستخدمة في الهواتف الذكية فائقة الأداء مثل تقنيات الجيل الرابع للإنترنت وتقنيات NFC، عدا عن الكاميرا الخلفية التي لن يقل وضوحها عن 13 ميجابكسل، والبطارية ذات الحجم الكبير، وسيعمل الهاتف بنظام التشغيل أندرويد بنسخته الأخيرة جيلي بين 4,3، مع إمكانية تحديثه للنسخة كيت كات الجديدة 4,4.
أنحف هاتف في العالم
الهاتف إكس بلاي 3 إس، الذي يعتبر الأول على مستوى العالم والذي تصنعه شركة بي بي كيه، ليس هو الوحيد الذي تفتخر الصينية المنتجة له بأنه الأول على مستوى العالم من حيث وضوح الشاشة، حيث تفتخر شركة بي بي كيه أيضاً بهاتفها الذكي الآخر «فيفو إكس 3»، الذي يعتبر أنحف هاتف في العالم، حيث يتوقع أن يتم تصنيعه بشكل كامل من المعدن وبسماكة لا تتجاوز 5,6 ملم، أي أنه تمكن من التغلب على الهاتف الأميركي الأخير من شركة آبل، آي فون 5، والذي جاء بسماكة وصلت إلى 7,6 ملم، كما أنه تمكن من سحب البساط من أسفل الهاتف أسيند بي 6 الذي يعتبر بأنه أنحف هاتف في العالم، والذي جاء بسماكة وصلت إلى 6,2 ملم، والذي تنتجه الشركة الصينية العملاقة هواوي.
الصين من جديد
لم يعد الكثير من المستخدمين ينظرون إلى الهاتف الصينة على أنها أقل من حيث التصنيع والمتانة من الهواتف الأميركية أو الكندية أو الكورية والتايوانية وغيرها، فالشركات الصينية تمكنت وخلال السنوات الخمس الماضية من إثبات أن منتجاتها من الهواتف الذكية، قادرة على المنافسة وبقوة في سوق الهواتف الذكي العالمي، ويرى الكثير من الخبراء والمختصين، أنه وكما سنحت الفرصة للهواتف والأجهزة الكورية الذكية أن تنطلق للعالمية من الأبواب الضيقة إلى الواسعة، فستتمكن الشركات الصينية قريباً من الانطلاق إلى العالمية مباشرة من أوسع الأبواب.
الاتحاد