ميساء راشد غدير

ستة عشر يوما فقط تفصل دولة الإمارات وثلاث دول أخرى عن نتائج التصويت على استضافة معرض اكسبو 2020، وعندما نقول دولة الإمارات فإننا نعني ذلك، فإمارة دبي وإن كانت هي المرشحة لاستضافة هذا الحدث إلا أن الامارات كلها، قيادة وشعباً مشغولة بالفوز، حتى بتنا نشعر أن الدولة كلها لجنة تنظم معرض اكسبو بدعم سبع إمارات.

المنافسة محتدمة بين دبي وباقي الدول الأخرى لكننا نثق بالإمكانات المتوفرة في دولة الإمارات، التي تحققت بجهود جبارة في سنين تقل عن الخمسين عاما استطاعت فيها الامارات إعداد طاقاتها البشرية وبنيتها التحتية واللوجستية، وسخرت إمكاناتها المادية لتحقيق برامجها التنموية بالاستثمار في الإنسان محققة أعلى معدلات التنمية.

في مؤشر التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة الأخير، حصلت دولة الإمارات على المرتبة الـ41 عالمياً في حين جاءت روسيا والبرازيل وتركيا في المراتب الـ56 والـ85 والـ90 عالميا على التوالي. ودولة الامارات لم تحرز قصب السبق على الدول المنافسة في مؤشر التنمية البشرية فحسب بل في مؤشرات التنمية الاقتصادية ومؤشرات أخرى ترفع سقف التوقعات بفوز دبي بالاستضافة لأنها في دولة تفوقت على دول قد تكون أعرق منها ولديها إمكانات أكبر، إلا أن تلك الاسباب التي لم تكن كافية للكثير منها لتتفوق على دولة الامارات التي لم تنتظر المستقبل بل ذهبت اليه.

“تواصل العقول وصنع المستقبل” شعار دبي لاستضافة اكسبو 2020 يترجم سياسة وتوجهات دولة الإمارات. فالإمارات حرصت على تواصل العقول على أرضها وخارج حدودها، ومدت جسور التواصل الديني والثقافي والإنساني والتجاري بينها وبين دول وشعوب العالم، وأصبحت مضرب الأمثال في الانفتاح الثقافي والإنساني والسياحي والتجاري، وتبادر دائما بأي مشروع أو برنامج يسهم في توطيد دعائم الانسانية والسلام والتعايش بين كافة الأعراق والثقافات في العالم، ولولا كل المقومات السابقة لما حققت نجاحات على ارضها فيما تقيمه من معارض ومؤتمرات ومنتديات، ولما أصبحت الوجهة المفضلة للإقامة والعمل والزيارة ايضا.

صناعة المستقبل أداة عبرت عنها دولة الامارات من خلال استثمار طاقات شبابها الذين يعدون الغالبية على أرضها، يوم منحتهم وغيرهم الثقة، وزودتهم بالأدوات والبرامج، فانطلقوا نحو المستقبل من حاضرهم بثقة، لقيادة وإدارة مؤسسات الدولة في مختلف القطاعات، صانعة مستقبلاً تراهن عليه.

إذا كانت التقارير الدولية تؤكد تقدم دولة الامارات على الدول المنافسة على استضافة اكسبو 2020، وإذا كان الشعار الذي اختارته إمارة دبي يجسد واقع دولة وينبثق من متطلبات عصر وشعوب ودول، ويتطابق تماماً مع قيم أصيلة لمعرض اكسبو الدولي، فمن حقنا أن نكون مفعمين بالطموحات والتطلعات نحو فوز مستحق لدبي بالاستضافة.