تطور مطارات أبوظبي مدينة متكاملة في محيط مطار أبوظبي الدولي، تضم مرافق سكنية وتجارية وفندقية ولوجستية، في إطار دعم التنويع الاقتصادي للعاصمة، عبر إيجاد منطقة أعمال حيوية جديدة، تؤسس لجعل أبوظبي مركزاً لوجستياً عالمياً.
وتوقع محمد عبد الله البلوكي، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في مطارات أبوظبي, أن يتم الإعلان عن المخطط الشمولي لـ”المدينة التجارية لمطار أبوظبي”، بنهاية العام المقبل، إذ ما تزال قيد الدراسة والتخطيط.
وقال البلوكي لـ”الاتحاد” إن حكومة أبوظبي منحت مطارات أبوظبي الأراضي المحيطة بالمطار لاستثمارها وتخطيطها تجارياً، لإنشاء مدينة متكاملة.
وحصلت مطارات أبوظبي على ثلاث مناطق من الحكومة، هي منطقة الفلاح بمساحة 8,3 مليون متر مربع، والتي ستضم مرافق سكنية وترفيهية وفنادق وخدمات مختلفة، ومنطقة أخرى ستضم المشاريع التجارية، تبلغ مساحتها 986 ألف متر مربع، والمنطقة اللوجستية التي تبلغ مساحتها الإجمالية 915,5 ألف متر مربع.
وداخل المنطقة اللوجستية، أنجزت مطارات أبوظبي “منطقة الخدمات اللوجستية” على مساحة 144,4 ألف متر مربع، وبدأت بتشغيل 85٪ منها، إضافة إلى تشغيل 79% من مركز الأعمال.
كما قامت مطارات أبوظبي أمس بوضع حجر الأساس للمبنى التجاري الجديد.
وقال توني دوغلاس الرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي خلال حفل التدشين، إنه سيتم إنجاز المبنى التجاري، الذي يعد أهم مكونات المرحلة الأولى من المدينة التجارية والواقع قبالة المبنى رقم 3، في الربع الأول من عام 2015.
وسيحصل جميع المستأجرين في منطقة الخدمات اللوجستية ومركز الأعمال والمبنى التجاري الجديد على مجموعة واسعة من الخدمات من ضمنها تسجيل الشركات والترخيص والتأجير وتسريع إجراءات التأشيرات للموظفين، وكل ذلك في بيئة واحدة ومتكاملة.
وستحصل الشركات كذلك على إعفاءات من الضرائب والرسوم إضافة إلى حق الأجانب بالتملك وتحويل رأس المال والأرباح إلى البلد الأم.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود مطارات أبوظبي الدؤوبة لدعم الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي التي ترتكز على تنويع الموارد الاقتصادية، وتأكيداً على التزام الشركة بالمضي قدماً في مشروعاتها والتأسيس لمنطقة أعمال حيوية متمحورة حول مطار أبوظبي الدولي.
وتضم “المدينة التجارية لمطار أبوظبي” ثلاث منشآت وخدمات رئيسية حالياً هي منطقة الخدمات اللوجستية ومركز الأعمال والمبنى التجاري الجديد، حيث سيكون المبنى الجديد المكّون الرئيسي فيها.
وستسهم هذه المبادرات المبتكرة في تطوير مستقبل منطقة الأعمال المحيطة بمطار أبوظبي الدولي، حيث يمكن للشركات تأسيس مقار لها ضمن بيئة متكاملة وعصرية تضم مرافق تشغيلية وسكنية وترفيهية وأخرى للتسوق.
وستكون الشركات قادرة على إطلاق أعمالها بمتطلبات محدودة، والعمل بصورة مباشرة عبر المنشأة المزودة بجميع الخدمات اللازمة.
وتشتمل هذه المنشآت على مكاتب مخدّمة بالكامل، ومخازن عالية الجودة، ومركز خدمة عملاء متكامل.
وقال دوغلاس “تهدف استراتيجية مطارات أبوظبي إلى المساهمة بفاعلية في جعل أبوظبي مركزاً دولياً للخدمات اللوجستية من خلال الاستفادة من قوتها الاقتصادية وموقعها الاستراتيجي، إضافة إلى تقديم منتج وخدمات فريدة تمتاز بالكفاءة والتنافسية من حيث الكلفة وتلبية احتياجات العملاء”.
وأضاف أن “المبنى التجاري التابع للمدينة التجارية لمطار أبوظبي سيمكن الشركات الدولية من الاستفادة من الإمكانيات الهائلة لسوق أبوظبي واجتذابها لتأسيس مقار لها في بوابة العاصمة، وخلق فرص شراكات جديدة ومجزية، إلى جانب توفير اتصال لا مثيل له مع جميع أنحاء العالم”.
وأعرب عن تقدير مطارات أبوظبي وشكرها للإدارات العاملة في مطار أبوظبي ومنها الجمارك على دعمهم المتواصل في أثناء تصميم وإنشاء هذه المدينة التجارية.
وتبلغ للمساحة الإجمالية للمبنى التجاري 28 ألف متر مربع والمساحة المبنية 11 ألف متر مربع.
وأبدت العديد من الشركات العالمية اهتماماً كبيراً بالمدينة التجارية لمطار أبوظبي، حيث تم تسلم خطابات نوايا لشغل ما مساحته 23% من المبنى التجاري الجديد، فضلاً عن إصدار 58 رخصة تجارية من قبل “المدينة التجارية”.
ومع مضي هذه المبادرة قدماً في خططها الطموحة، فإن “المدينة التجارية لمطار أبوظبي” نجحت في استقطاب العديد من الأسماء اللامعة في قطاع الشحن والتصنيع.
قال ثيسلثويت مارك، الرئيس التنفيذي لشركة “أجوستا ويستلاند”، أحد المستأجرين الجدد في منطقة الخدمات اللوجستية “لا شك أن وجودنا في المدينة التجارية لمطار أبوظبي سيمكّن “أجوستا ويستلاند أفييشن سيرفيسيز” من الوصول بصورة سلسة أكثر إلى عملائها في كل من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن “سرعة الاستجابة تعد عاملاً مهماً بالنسبة لعملائنا، ومن المهم لشركة “أجوستا ويستلاند أفييشن سيرفيسيز” القيام بإعادة تموين مركزها اللوجيستي بسرعة من أوروبا، ولا بد لنا من الإشارة هنا إلى أن فريق عمل المدينة التجارية لمطار أبوظبي ملتزم بتقديم أعلى مستويات خدمة العملاء”.
وقال البلوكي إن منطقة الخدمات اللوجيستية للمدينة التجارية لمطار أبوظبي التي تمتد على مساحة تزيد على 114 ألف متر مربع، تشهد نسبة استئجار تقدر بنحو 85%، مشيراً إلى أنها تقدم خدمات ذات قيمة مضافة ومخصصة لقطاعات الخدمات اللوجيستية والتخزين والشحن والصناعات الخفيفة.
ويبلغ إجمالي المساحة المبنية للمنطقة 36 ألف متر مربع، وتضم 100 مخزن.
من جهته، قال علي الأنصاري، المدير العام لشركة “سيفا”، أحد المستأجرين أيضاً في منطقة الخدمات اللوجيستية “لدى إمارة أبوظبي قيمة كبيرة تقدمها إلى جميع الشركات العالمية الضخمة، وليس فقط إلى سيفا”.
وأضاف “لقد تمكنت عبر رؤيتها 2030 من خلق الكثير من الفرص لنا وستواصل قيامها بذلك، وإنني على يقين بأن أبوظبي ستصبح واحدة من أفضل المدن التجارية والصناعية في العالم”.
وأشار الأنصاري إلى أن المشروع الجديد لمطارات أبوظبي الذي سيكون جاهزاً بحلول عام 2017 ومع قدرات الحمولات الهائلة التي تصل إلى 25 مليون طن من الشحن الوارد والصادر، فإن مطار أبوظبي الدولي سيؤدي دون شك دوراً مهماً جداً في السوق الدولية، وسيكون بالتأكيد مركزاً يربط بين جميع أنحاء العالم”.
أما تيسير عواضة، المدير العام في “فيديكس” فقال “في بيئة الأعمال الديناميكية التي يشهدها الوقت الراهن، فإن سرعة الوصول إلى الأسواق وموثوقية الخدمات هما عاملان مهمان يساعدان عملاءنا في الحفاظ على ميزاتهم التنافسية، ولذلك فإن توسعنا في العاصمة الإماراتية أبوظبي سيدعم موقعنا في تلبية حاجتنا هذه”.
وقال “ستساعد المنشأة الجديدة في المدينة التجارية لمطار أبوظبي في دعم رؤية الحكومة الإماراتية بتطوير البنى التحتية لاقتصاد متنوع ومستدام”.
ويضم مركز الأعمال، الذي تبلغ مساحته 775 متراً مربعاً، وجرى افتتاحه العام الحالي، مكاتب مفروشة ومخدّمة بالكامل في منشأة تم تصميمها بخصائص مرنة تناسب العملاء من الأفراد والمؤسسات.
وتتألف المنشأة من 10 مكاتب تنفيذية مخصصة، و42 طاولة استقبال مخصصة، إلى جانب غرف للاجتماعات التنفيذية، وصالون لكبار الشخصيات، كما يقدم دعماً سكرتارياً كاملاً وغير ذلك من خدمات الأعمال من ضمنها الطباعة وإرسال الفاكسات وخدمات الرد على الهاتف، وكل ذلك في بيئة شبكات تقنية معلومات كاملة.
وتبلغ المساحة المشغولة من هذه المنشأة في الوقت الحالي نحو 79% وذلك مع قيام شركات من أوروبا والولايات المتحدة الأميركية واليابان والهند، باتخاذ مركز الأعمال هذا كقاعدة لعملياتها في دولة الإمارات.
من جانبه، قال دايفيد بيكرتون، مدير منطقة الشرق الأوسط في “ايركليمز”، والمستأجر في مركز الأعمال “تشهد إمارة أبوظبي من وجهة نظر “ايركليمز” توسعاً مستداماً لدرجة كبيرة، وإن مثل هذا الأمر يعتبر عامل جذب للتطور وتعزيز الأعمال على المدى الطويل”.
وأكد “نحن على يقين بأن هناك حيزاً واسعاً لتحقيق النمو، حيث تتم إدارة البنى التحتية بالسرعة المناسبة واللازمة لاستقطاب الاستثمارات والفرص طويلة الأمد، أضف إلى ذلك أن إمارة أبوظبي هي من بين أفضل أماكن الإقامة في العالم نظراً لتمتعها بمعدلات أمن وسلامة عالية وبقنوات ربط ممتازة إلى جميع أنحاء العالم”.
وأضاف بيكرتون “تواصل مطارات أبوظبي كونها شركة مثيرة للاهتمام تعمل على تحقيق هدف طموح جداً يتمثل في جذب نسبة ضخمة من شركات النقل الجوي والشحن في المنطقة”.
وقال “تجسد المطارات نقاط الدخول الرئيسية من وإلى الدول، ولذلك إذا كانت هذه المطارات مُقامة بصورة جيدة، فإن الناس سيأتون إليها ليس فقط كمحطة للعبور، ولكن أيضاً لزيارتها والإقامة فيها كذلك”.
وأضاف “يتميز توجه مطارات أبوظبي بكونه تقدمياً وجاذباً جداً لنموذج أعمال شركتنا”.
الاتحاد