مرقة اللحم والأرز الأبيض وإعداد العصيدة وعرسية الدجاج، كانت أولى الوجبات الشعبية التي أهلت «ظبية مطر»، للفوز بالمركز الأول على مستوى إمارة دبي، والمركز الثاني على مستوى الدولة في فئة المحترفين، ضمن بطولة «دبي العالمية للضيافة» التي أقيمت مؤخرا في مركز دبي التجاري العالمي، خلال الفترة من 16 وحتى 18 نوفمبر الجاري، وتضمنت برامج وأنشطة ومسابقات تسلط الضوء على الطهي والتراث والثقافة الإماراتية الأصيلة.
استهدف هذا الحدث التعريف بتقاليد الطهي الإماراتية وحفظها للأجيال المقبلة، وأيضاً إلى الارتقاء باسم الإمارات وجعلها مركزاً عالمياً للإبداع والتميز في خدمات الضيافة حول العالم، والعمل على تشجيع الزائرين والمقيمين بالدولة على الاهتمام والمعرفة بالمطبخ الإماراتي على نطاق جميع أطياف المجتمع والعالم وتعزيز المأكولات الإماراتية عالمياً والحفاظ عليها، ودعم مكانة الدولة كأهم محور في المنطقة لتطوير معايير خدمات الضيافة.
رائحة التراث القديم،
تقول «ظبية مطر»، إنها تعلمت أبجديات طبخ الأكلات الشعبية من والديها، لكن بدايتها الفعلية كانت منذ 9 سنوات من خلال مشروعها المنزلي بإعداد أكلات شعبية تفوح منها رائحة التراث القديم، مع إضافة لمساتها الجمالية إلى الطبق الشعبي الذي تعده، مع النفس الطيب الذي جعل أطباقها تنتقل من فريج لفريج، يحمل بصامتها ومذاقها. كل هذه العوامل أهلت هاوية الطبخ ظبية للفوز، فمن خلال وجبة الغداء التي أعدتها ضمن البطولة، والتي استغرق إعدادها قرابة الساعة، استطاعت بامتياز الفوز والتأهل للمركز الأول بحسب لجنة التحكيم التي أكدت تمكن وقدرة ظبية على إتقانها فنون وإعداد الأكلات الشعبية التقليدية من دون إضافات مقادير أخرى.
تحدٍ وإصرار
تقول ظبية مطر، الملقبة بـ»أم زايد»، دخولي بطولة دبي العالمية للضيافة كان من باب التحدي والإصرار، فنحن نساء الإمارات خلال مشاركتنا في أي مهرجان أو فعالية لا نقبل إلا بالمركز الأول وهذا ما تعلمناه، من قيادتنا الرشيدة، فالتميز والحصول على المراكز الأولى هو الهدف الذي نسعى له مهما واجهتنا من صعوبات أو عراقيل.
وتلفت ظبية إلى نوعية المشاركة في بطولة الضيافة قائلة: «عرسية الدجاج والعصيدة ومرقة اللحم مع الأرز الأبيض هي الأطباق التي شاركت بها بالبطولة.
ومنذ بداية انطلاقة الفعاليات في البطولة، كان الجميع في تنافس محموم في إعداد أطباقه التي تنوعت بمذاقات مختلفة، لكن في النهاية تحمل أطباقاً شهية تتسم بالإبداع والتفرد في الشكل والطعم.
وعلى كثره الأطباق التي تعدها ظبية إلا أن عرسية الدجاج والعصيدة ومرقة اللحم هي الأكثر تميزاً في إعدادها، حيث تصنعها من دون إضافات عليها مجرد تمتعها بـ» نفس الطبخ» أثناء إعداد تلك الأكلات الشعبية التي ورثتها من طريقة إعداد والديها المشهورين بالنفس الحلو في طبخ تلك المأكولات المحلية الشعبية، والتي مازال الكثير من العائلات الإماراتية يأكلونها باستمتاع وشهية ويقبلون عليها من دون غيرها عندما تقدم على الموائد سواء في الأيام العادية أو في المناسبات المختلفة.
تشجيع الكوادر الوطنية
ظبية تعتمد في تحضيرها للأكلات الشعبية على الطلبات فقط، وقالت إن البطولة بحد ذاتها فرصة فتحت لها المجال للمشـاركة فيها.
وحدث بهذا الحجم مع وجود الكثير من أمهر الطهاة والمتسابقات التي كانت تهدف إلى الارتقاء بمستوى المنتجات وتشجيع الكوادر الوطنية والوصول بها إلى العالمية، بالإضافة إلى تحفيز الأعمال المنزلية للخروج إلى السوق المحلي وتسليط الضوء على المأكولات والتراث في الدولة، وتوعية الناس بأهمية المأكولات الشعبية التي يجب الحفاظ عليها لأجيالنا القادمة.
وتؤكد أن البطولة فرصة رائعة لزيادة الوعي الدولي بجانب مهم من تراثنا وحمايته من الاندثار.
أطباق شهية متنوعة
تقول ظبية مطر: «النظافة والسلامة والاستخدام الفعال للمواد الداخلة في عمل الوجبة، كانت من أهم المعايير المهمة التي اعتمدت عليها لجنة التحكيم، إلى جانب الالتزام بالوقت المحدد والحرص على اتباع المقومات الأساسية في الاستهلاك، وهذا ما حاولت تنفيذه بكل دقة وإتقان أثناء إعدادي الأطباق الشعبية التي تنافست مع بقية المشاركين في البطولة في فئة المحترفين». مؤكدة أن وجودي في فعاليات البطولة ساهم في الاستفادة من تجارب الآخرين ومن المطابخ العالمية التي شاركت بأطباقها الشهية المتنوعة في التزيين والمذاق، كما أن المشاركات التي شهدتها خلال البطولة، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام، أبهرت الجميع، وفاقت التوقعات، وهذا يؤكد أن الفوز بهذه البطولة يعد فوزاً حقيقياً لجميع المشاركين والمشاركات بها
– الاتحاد – هناء الحمادي