تسببت العاصفة “اليكسا” بتساقط الثلوج الغزيرة والجليد الناتج عن انخفاض درجات الحرارة إلى حوالي الصفر مئوي ليل الجمعة السبت، وأدت إلى إغلاق معظم الطرق في الأردن ما شل الحركة عليها وتسبب في إلغاء وتأجيل رحلات طيران من المملكة.
وأعلنت مديرية الأمن العام الأردني في بيان امس أن “إقليم العاصمة يشهد تساقطا كثيفا للثلوج والطرق الرئيسية والفرعية مغلقة”.
وأغلقت الطرق في محافظات البلقاء وعجلون وإربد والطفيلة ومعان، فيما كانت شبه مغلقة في مناطق أخرى نتيجة الثلوج والجليد.
ودعت المديرية مجددا الأردنيين إلى “تقييد تحركاتهم وعدم الخروج من منازلهم حرصا على سلامتهم”.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية الناقل الجوي الرئيسي “إلغاء ست رحلات كانت مبرمجة للإقلاع ليل الجمعة السبت، إلى وجهات مختلفة وتأجيل مواعيد إقلاع خمس رحلات أخرى” بسبب إغلاق الطريق المؤدي إلى مطار الملكة علياء الدولي.
وقال الناطق الإعلامي باسم الشركة باسل الكيلاني إن “عدم تمكن المسافرين وطواقم الطائرات من الوصول إلى المطار، نتيجة إغلاق الطرق المؤدية إليه اضطرنا إلى إلغاء رحلات كانت ستغادر من عمان إلى كل من جدة وبيروت وأربيل والسليمانية والقاهرة وتل أبيب”، مشيرا إلى تأجيل مواعيد رحلات أخرى.
من جانبها، قالت مديرية الدفاع المدني في بيان إنها “تعاملت مع 2774 شخصا حاصرتهم الثلوج والأمطار الغزيرة داخل منازلهم ومركباتهم” منذ بداية المنخفض الجوي.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أن “آليات ومجنزرات القوات المسلحة دخلت على خط الإنقاذ والإسعاف وفتح الطرقات في مناطق العاصمة عمان التي ما زالت ترزح تحت حالة تراكم الثلوج”. وجاء ذلك بعد أن “عجزت آليات الأمانة والأمن العام والدفاع المدني عن التعامل مع حالات تراكم الثلوج”. وأعلنت الحكومة في بيان “تعطيل الوزارات والدوائر الحكومية اليوم الأحد بسبب الظروف الجوية”. وكانت المدارس الخاصة وعدد من الجامعات التي تعمل أيام السبت عادة، قررت تعطيل الدراسة امس بسبب الأحوال الجوية.
وقال أمين عمان عقل بلتاجي إن مالا يقل عن 150 ألف سيارة علقت في العاصمة. وعلق نحو 100 مسافر من القادمين إلى الأردن في مطار الملكة علياء بسبب الثلوج التي منعت خروجهم من هناك إلى الأماكن التي يقصدونها.
من جهة ثانية، تسببت الأمطار والثلوج التي داهمت مخيم الزعتري في اليومين الماضيين بإتلاف حاجيات اللاجئين السوريين نتيجة دخول المياه إلى خيامهم بحسب مصدر إغاثي يعمل داخل المخيم.
وأوضح المصدر أن مخيم الزعتري شهد تساقطا غزيرا للأمطار والثلوج بالإضافة إلى رياح عاتية تسببت في تحويل أرضية المخيم إلى برك يصعب السير عليها إضافة إلى انجراف الأتربة، بسبب طبيعة المنطقة الصحراوية وإتلاف العديد من حاجيات اللاجئين وخيامهم. وقال مصدر إغاثي بمخيم الزعتري إن تسعة أطفال توفوا إثر حريق بإحدى الخيام ناجم عن سوء استخدام وسائل التدفئة.
إلى ذلك، أعلنت حكومة حماس امس أن 5500 فلسطيني غمرت مياه الأمطار منازلهم في قطاع غزة قد تم إيواؤهم في مدارس حكومية بسبب العاصفة الثلجية التي تسببت في جرح نحو مئة فلسطيني.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي في بيان “أن عدد الذين تم إيواؤهم وصل إلى 5500 شخص أي نحو 1200 عائلة، بعد أن غرقت منازلهم بمياه الأمطار”. وفي بيان سابق كان المكتب الإعلامي أفاد بأن حوالي 4000 شخص تم إيواؤهم.
وأكد مسؤولون في الدفاع المدني في غزة انه يجري العمل لإخلاء عشرات العائلات الذين حجزوا في بيوتهم التي غمرتها مياه الأمطار، التي وصلت إلى مستوى يزيد على مترين في منطقة حي النفق شمال شرق غزة.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن “عشرات المنازل غرقت في قرية قرب دير البلح بفعل تدفق المياه، بعد أن فتحت إسرائيل السدود بالقرب من الحدود شرق القطاع في وادي السلقا”.
وتابع أنه “تم إجلاء أربعين عائلة بواقع مائتي فرد من سكان القرية”، مضيفا “أن أعداد اللاجئين للإيواء في تزايد بسبب السيول لاستمرار الأمطار الغزيرة والثلوج”.
وقالت مصلحة “مياه بلديات الساحل” في غزة إن “هناك أكثر من 15 منطقة في حالة غرق شديد في قطاع غزة”.
من جانبه، قال الطبيب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في بيان انه بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب الأراضي الفلسطينية منذ الأربعاء الماضي، “نقل 96 مواطنا إلى المستشفيات لتلقي العلاج إثر إصابتهم بجروح مختلفة، بسبب غرق منازلهم بعد طمرها بمياه الأمطار منهم 40 مصابا منذ الليلة الماضية”. وأشار إلى أن “أربعة من المصابين في حالة خطرة”. وتابع أن العاصفة أدت أيضا إلى إغراق عشرات السيارات واقتلاع عشرات الأشجار الكبيرة في الطرقات العامة. وما زالت الثلوج التي تتساقط منذ الخميس، تشل الحركة في القدس امس.
وقال ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية إن رضيعا فلسطينيا توفي في مدينة اللد في حريق اندلع بسبب جهاز للتدفئة.
وفي ريشون ليتسيون، توفي رجل في السادسة والثلاثين من العمر بسبب الأحوال الجوية السيئة، بينما كان يحاول إصلاح تسرب من سطح منزله.
وما زال طريقان سريعان يقودان إلى القدس مقطوعين.
وفي الضفة الغربية المحتلة قطعت الطرق أيضاً وحرم عدد من المنازل من التيار الكهربائي منذ 48 ساعة.
الاتحاد