كنَّا قد نسينا الأعلام الإمارية، وصار الوجدان مزخرفاً بألوان علم الاتحاد، الذي منه وإليه وفيه تسكن الهوية وتترعرع أزهارها، وتنمو أثمارها، وتتفرَّع أشجارها، فهذا العلم هو، هو العِلم والقيم والشيم والنعم، وأصل ما سطره القلم، فنشعر بالسقم عندما نرى علماً إمارياً، يخوض غمار الفضاء مجنحاً كأنه الطائر الهارب من السرب. نشعر بالألم، لرؤية علم غير علم الاتحاد، لأن ما نراه لا يفضي إلا إلى علامة استفهام مزرية لا نريدها أن تعكف على جدران بعض البيوت ولا نريد لها وجود لأنها خارجة عن السياق مناقضة للنسق الوطني وما تربت عليه مشاعرنا، منذ أن نشأ اتحادنا وشب معه علم الاتحاد مرفرفاً كأنه النسر المحلق على جباه الرؤوس رافعاً مجدنا ومخضباً وجدنا بحناء الفرح الوجودي، مؤكداً شموخنا ورسوخنا وهاماتنا وأعناقنا التي هي من سارية هذا العلم، ومن ألوانه البهيجة. لا نريد علماً غير علم الاتحاد يهفهف على رؤوسنا ويمنح بيوتنا الهيبة والمقام العالي، فعندما نتحدث عن الهوية، فالعلم عنوانها، وعندما نتحدث عن الانتماء فالعلم عنفوانه، وعندما نتحدث عن الولاء فلا ولاية، ولا وصاية، ولا كناية إلا لعلم اتحادتنا الذي فيه يعلو اسم الإمارات وترتفع هامات رجاله.
علم الاتحاد الذي رفعه الرجال الأفذاذ وأعلوا شأنه ورسخوا فنه، يجب أن يحلق منفرداً عازفاً على وتر الوحدة، وصمود شعب، ورقي دولة، ونهوض وطن، يجب أن يصفق خفاقاً ولا يدانيه ولا يساويه ولا يوازيه صرح لأنه علمنا وحلمنا، وقوتنا ووحدتنا، وانتماؤنا إلى قيادة واحدة ووطن واحد، مداه هذه التضاريس النبيلة من السلع حتى شعم، ونريد لأجيالنا وأطفالنا وتلاميذ مدارسنا أن ينشأوا على هذا الحلم دون حلم سواه، وأن لا يبقى في الذاكرة ألوان غير ألوان علم الاتحاد، فهو الحب وهو الدرب وهو الخصب والصخب والرحب، والنخب والنجب وهو الطريق إلى جباه رفعتنا ونهضتنا وانسجام حضارتنا الإنسانية التي شيد حصونها زايد الخير طيب الله ثراه، وخليفته الأمين، قائد المسيرة المظفرة، كما والرعاية مشمولة بأيدي من آمنوا بالحب كوسيلة لصناعة الغد، وبناء المجد والوفاء بالعهد، وتحقيق الوعد، بقلوب مؤمنة صابرة صامدة، واثقة ثابتة ثبات النخلة على أرض الإمارات