علي العمودي

لئن أبحرت بسفن الحروف في بحور الكلم و لجج القوافي، لعجزت الكلمات عن التعبير بما يجيش به الفؤاد، ويختلج بين المهج ويهتز له الخافق بين الأضلع. ومهما سجل اليراع وسطر ونطق اللسان وعبر فإنها لن تفي قائد مسيرة الخير والإنجاز والطموح والتميز حقه.
وعلى امتداد الأيام القليلة الماضية فاضت مواقع التواصل الاجتماعي بمشاعر نبل ووفاء صادقة للرجل الذي تربع على قلوب أبناء الإمارات والمقيمين على ترابها الطاهر. وخلال ساعات معدودة كان فيض المشاعر الوفية يغمر تلك الوسائل، لتعبر عن امتنانها وحبها واعتزازها وولائها لقائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في تفاعل سريع لدعوة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وللتعبير عن الوفاء والتقدير والحب لخليفة الخير وما قدم ويقدم لتعزيز وترسيخ صرح الإمارات الشامخ من خلال الوسم الذي اطلقه باسم «شكراً خليفة»، وهي دعوة تعد أمتداداً لمبادرات سموه بتحويل يوم الرابع من يناير من كل عام، ذكرى تسلمه مقاليد الحكم في دبي مناسبة لإطلاق مبادرة وطنية تعزز مسيرة الخير في وطن الخير.
إن فيض المشاعر التي تدفقت للتعبير عن حب وامتنان أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها لخليفة الخير، جاءت لتعبر عن مقدار ما يكنه الجميع نحو قائد متفرد، تسلّم الراية بحنكة ومهارة وحكمة وريادة من القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ليواصل إعلاء الصرح ورفع البنيان الشامخ الذي تجلى للعالم دولة حققت لشعبها أرفع مستويات التنمية البشرية، ووضعته في صدارة أسعد شعوب الأرض قاطبة. وفي ذلك الوسم الذي سجل أرقاماً قياسية غير مسبوقة في التفاعل عبر المتفاعلون رجالاً ونساء شيباً وشباباً وأطفالاً عن بالغ الامتنان وعظيم الوفاء والتقدير لخليفة الأب والقائد والإنسان، وهم يلمسون بصماته المشهودة في مسيرة الوطن منذ مراحل تسلمه المسؤولية في فترة مبكرة من العمر. ويشهدون على أياديه البيضاء تمتد في كل بقعة من بقاع إمارات المحبة والوفاء، تجسيداً لرؤيته الثاقبة بأن الإنسان أغلى ثروات الوطن الذي يجب أن يكون مبتدأ ومنتهى كل عمل ومشروع، وتأكيداً لقناعاته بأن تمتد التنمية باتجاه كل بقعة على أرض الإمارات من الفجيرة شرقاً وحتى السلع غرباً.
لقد كان هذا التسابق والتفاعل منقطع النظير صورة من صور اصطفاف أبناء الإمارات خلف قيادتهم والالتفاف حولها للتعبير عن الامتنان والتقدير والاعتزاز لما تحقق لهم من منجزات ومكتسبات في غضون أربعة عقود، شهد لها القاصي والداني، وأصبحت أنموذجاً متفرداً في تقارير ومؤشرات التنمية البشرية العالمية. وكان كذلك صورة من صور متانة اللحمة الوطنية، ومظهراً من مظاهر «البيت المتوحد». البيت الذي بات مضرباً للأمثال في الوحدة والاتحاد والبناء والعطاء. وأصبح صرحاً شامخاً سنداً للشقيق وعوناً للصديق.
مشاعر الحب والامتنان تترى على كل المواقع، وبمختلف الصور والمظاهر، تفتدي قائداً تربع في القلوب والمهج، فشكراً سيدي بوسلطان، وليت العرب منك يتعلمون معنى العمل لأجل الإنسان بصمت وإيثار، وكيف يكون العطاء لأجل إعلاء راية وشأن الأوطان، وليحفظك الرحمن.

[email protected]