د.موزة أحمد راشد العبار
يعرف الإرهاب بأنه “أي عمل يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة، بغية تحقيق أهداف لا تجيزها القوانين المحلية أو الدولية”، ويأتي في أشكاله وأنواعه التالية: -1 الإرهاب الفرد، -2 الإرهاب الجماعي غير المنظم، -3 الإرهاب الجماعي المنظم، -4 الإرهاب الدولي.
و”الإخوان المسلمون”، كما عرفهم المؤرخون والأدباء والكتاب، هم تنظيم راديكالي انتهازي فاشي، بُني على الأسس النازية، ومن قبلها تنظيم الماسونية السري الذي بدأه عمال البناء في إنجلترا (masons)، ولكن بسرعة فائقة تسلط عليه كبار رجالات الأعمال والتجار والقضاة.
وما زال حتى وقتنا الحالي تنظيماً ذكورياً تحيط به السرية التامة، ويُمنع النساء من الاشتراك فيه. ويقول بعض العالمين ببداية نشأة جماعة الإخوان إن حسن البنا الذي أنشأ الجماعة، كان اسم عائلته “الساعاتي”، ولأنه كان مغرماً بتنظيم الماسونية الذي أنشأه الإنجليز في مصر، وانضم إليه بعض رجالات الدين من أمثال جمال الدين الأفغاني، فقد غيّر حسن البنا اسمه من “الساعاتي” إلى “البنا”، ولعاً بالماسونية التي أنشأها عما ل البناء.
وقد دفعت مصر على مدار ما يقرب من 85 عاماً، فاتورة باهظة الثمن من دماء أبناء وطنها، نتيجة إرهاب جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية المتحالفة معها، أمثال “أنصار بيت المقدس” التي نفدت العملية الإرهابية أخيراً في مدينة المنصورة، وغيرها من الجماعات الجهادية والتكفيرية.
ولعل القرار الصادر قبل أيام من الحكومة المصرية باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، دليل إدانة يُضاف إلى عشرات الأدلة، على أن الإرهاب سمة أساسية في عقيدة وفكر الإخوان.
ويؤكد مؤرخون أن البداية الحقيقية للتاريخ الإرهابي لجماعة الإخوان، كانت يوم 6 يوليو (تموز) من عام 1942، عندما وقع الصدام في مدينة بورسعيد بين أعضاء الجماعة ومعارضين لأفكار مؤسسها حسن البنا، أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، بعد أن استخدم أعضاء الجماعة القنابل والعديد من الأسلحة.
وقد استيقظ الشعب المصري فجر الثلاثاء قبل الماضي، على وقع انفجار عنيف هز مديرية الأمن في مدينة المنصورة بسيارة مفخخة، راح ضحيته 17 شخصاً، وأصيب أكثر من 130 آخرين، وفي أعقاب ذلك، أعلن رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي “تنظيم الإخوان المسلمين جماعة إرهابية”.
وقد بدأت مصر تحركاً عربياً نحو تطويق جماعة الإخوان، بعد يوم من إعلانها تنظيماً إرهابياً، فقد أبلغ وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قرار حكومة بلاده، ليخطر به الدول العربية المنضمة إلى اتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998، واتفاقية تجفيف مصادر تمويل الإرهاب الموقعة في 2013، كما أخطرت وزارة الخارجية المصرية بذلك أيضاً مندوبيات الدول العربية في الجامعة، مشيرة إلى أن الاتفاقيتين “تلزمان الدول الموقعة عليهما بضرورة عدم تمويل أي تنظيمات إرهابية، أو دعم ارتكاب أي أعمال إرهابية، إضافة إلى تسليم المجرمين”.
وقد رحبت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية، برئاسة الدكتور عبد العزيز عبد الله، بقرار الحكومة المصرية، اعتبار “الإخوان” جماعة إرهابية، وقال الدكتور عبد العزيز في تصريح صحافي “إن هذا القرار رغم تأخره بعض الشيء.
فإنه سوف ييسر الإجراءات الأمنية في المرحلة المقبلة، ويمنع حالة الفوضى التي تتم حالياً في الشارع المصري من قبل أنصار هذه الجماعة الإرهابية”، وأضاف أن “تأخر إصدار هذا القرار أفضل مرات عديدة من عدم صدوره، وترك الساحة خالية لهذه العناصر الإرهابية تعيث في الأرض فساداً.
وكفانا ما حدث خلال الأيام الماضية من قتل وترويع للآمنين من جماعة تدّعي زوراً وبهتاناً أنها تدعو إلى الله”، متسائلاً: أي دعوة هذه التي تعتمد القتل والإرهاب وترويع الناس منهاجاً، ومؤكداً أن من يقومون بمثل هذه الأعمال عُمي البصر والبصيرة، وسوف يقتص منهم الشعب المصري كله.
وطالب عبد العزيز باتخاذ خطوات عملية وسريعة مع الدول التي تموّل هؤلاء الإرهابيين، منوهاً بمواقف المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، إذ وقفت إلى جانب مصر ضد هؤلاء الإرهابيين الخونة، مشدداً على أن هذه المواقف ساعدت مصر كثيراً على اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، والقضاء عليها إلى الأبد.
إن ما تواجهه مصر الآن من إرهاب، هو الإرهاب الجماعي الذي تمارسه جماعات منظمة، تمولها وتشرف عليها مؤسسات أو هيئات أو دول معلنة أو غير معلنة، سعياً لتحقيق أهداف سياسية أو فئوية أو مذهبية، مثل الأعمال الإرهابية التي قامت وتقوم بها جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة المسلحة الأخرى على امتداد الوطن العربي، وأبرز أشكال الإرهاب الذي تمارسه هذه الجماعات هو: الإرهاب الفكري، الضغط النفسي، العنف الجسدي، التهجير، التخريب، التفجير، التصفية الجسدية أو المذهبية أو العرقية.
إن هدف كل ما حدث وما يحدث من إرهاب في مصر، هو رغبة الجماعة في السيطرة على كراسي الحكم، تحت وهم إرجاع الخلافة، كما يصورونها التي أبطلها كمال أتاتورك عام 1924.
لقد كان حسن البنا وسيد قطب وغيرهما، يعلمون أن “الخلافة” كما يفهمونها ويريدونها، لا يمكن أن تتحقق في عصر مختلف وظروف مغايرة للعهد العثماني وسياساته، ولكنهم خدعوا العامة بشعار إرجاع الخلافة، كواجهة لطموحاتهم السياسية التي أحاطوها بالسرية الماسونية، وللوصول إلى تلك الأهداف نام تنظيم الإخوان على السرير نفسه مع الشيطان، ورقصوا مع المخابرات الغربية والأنظمة الشمولية العربية والآسيوية.
إن الشعب المصري الذي خرج إلى الشوارع والميادين في “30 يونيو”، رافضاً حكم الإخوان، في أكبر الحشود البشرية التي تخرج لتنادي بالتغيير، رافضاً سلوك جماعة الإخوان ولجوءها إلى العنف والإرهاب، وسعيها للانفراد بالحكم لفصيل معين، قادر أيضاً على أن ينتصر ويهزم الإرهاب.
البيان