يفتتح مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته السادسة، اليوم الإثنين، بحفل غنائي وموسيفي وعروض متميز ، وسيتم غدا الثلاثاء عرض مسرحية “البحث عن عزيزة سليمان”، عن نص للأديب الأردني الراحل عاطف الفراية (1964 – 2013)، ومن إخراج الفنان السوري القدير أسعد فضة، ويجسد شخصية العمل على خشبة المسرح الفنانة أمل عرفة، وهو من إنتاج هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.
ويسجل هذا العمل المسرحي، عودة أسعد فضة مخرجًا وأمل عرفة ممثلةً بعد غياب سنوات طويلة، عن خشبات المسارح التي سجلا عليها عدة أعمال مسرحية ناجحة، الأمر الذي يُرجّح أن تكون عودتهما غير عادية، ومكسبًا للمسرح السوري والعربي.
وكان نص “البحث عن عزيزة سليمان” قد فاز في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بالجائزة الأولى في المسابقة الدولية لنصوص المونودراما، النسخة العربية، التي تشرف عليها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.
نص الفراية، من وجهة نظر نقدية، هو من النصوص السهلة والمباشرة والبعيدة كل البعد عن الرمزية، حيث يتناول إشكاليات عالم الشهرة عندما تصاب بانتكاسة، لا سيما في عالم الفن الذي تضيع فيه وتتلاشى وتتوارى دائمًا الشخصيات الحقيقة للممثلين، وقد ذابت شخصية عزيزة سليمان الحقيقة في شخصيتها الفنية الجديدة “نجمة” هذا الاسم الفني الذي عاش في وجدان جمهورها، والتي ركضت خلف الشهرة وحققت منها الكثير ليصبح اسم نجمة مدويًا في الآفاق، ثم تستيقظ من حلمها الجميل على اسمها الحقيقي بعد أن عزف عنها الجمهور ونسيها وأهملها الجميع حتى زوجها، بعد إصابتها بعاهات مستديمة إثر حادث ألم بها، ويبقى شخص واحد هو الوحيد الذي يدوام على إرسال الورود لها صباح كل جمعة في دار المسنين التي آلت إليها، إنه ذلك الشاب الذي كان يعمل خبازًا في حيها القديم، وقد تقدم لخطبتها فرفضته لا لسبب إلا أنه خباز، مع ذلك، ظل يعشقها حتى مات وانقطع الورد عنها.
يُشار إلى أن الفراية توفي بعد أيام من تلقيه خبر فوز نصه هذا، حيث لقي وجه ربه يوم 7/9/2013، وهو من مواليد العام 1964 في الكرك، وصدرت له مجموعة شعرية بعنوان “حنجرة غير مستعارة” عن وزارة الثقافة، وفاز بجائزة الشارقة للإبداع العربي العام 2000 عن مسرحيته “كوكب الوهم” التي أصدرتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في كتاب، وفاز بجائزة جمعية المسرحيين بالإمارات للتأليف المسرحي العام 2002 عن مسرحيته “أشباه وطاولة”.
وفي عام 2007 أصدرت له وزارة الثقافة الأردنية كتابًا يضم مسرحيات ثلاث عنوانه “السقف”. كما صدر له عن “دار الانتشار العربي” عام 2008 مسرحية “عندما بكت الجمال”.