الفجيرة نيوز- (ناهد عبدالله)
في عمل مونودرامي مبهر نجحت مسرحية “تنهد” للمؤلف يو رونغجون والمخرجة والممثلة تيان مانشا وفرقة أكاديمية شنغهاي للمسرح من تقديم عرض مسرحي شيق لمسرحيتهم المشاركة في مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته السادسة حيث تؤدي مانشا دور ثلاث شخصيات فنية في الأوبرا الصينية (التشوانجو) والشخصية الأولى هي بطلة تراجيدية تدعى حياو غيويين من نجمات مسرحيات أواخر عهد أسرة مينغ الحاكمة، وارتدت البطلة الزي الخاص بأوبرا التشوانجو وقامت بأداء حركات راقصة بطيئة ومفاجئة أحيانا وخاطفة أغلب الوقت مع أداء بعض الأغنيات من التراث الصيني ثم ما تلبث أن ترحل الراقصة عن عالمها الذي ارتبط بعناصر خارجية أخرى كانت جزءا من العمل.
والشخصية الثانية هي فنانة كبيرة في السن ترتدي الرداء الأزرق غير المحدد الجنس والئزر الذي يمنعها من أداء فنها، ولكنها تسمو فوق الطقوس الدنيوية لحياتها كعاملة تنظيف وتستمر في أداء التشوانجو مستعينة بذكرياتها الماضية فترقص من جديد وبسرعة فائقة حتى يخال للمشاهد أنها مجرد حالة هستيرية، ولكنها فعلا لا تلبث أن تعود لواقعها فتقوم بأعمال التنظيف وبكل هدوء، أما الشخصية الثالثة فهي تيان مانشا نفسها وهي الفنانة المسرحية الحديثة التي تكافح من أجل تعلم خطوات الرقص الأنيقة والحركات الانسيابية في فن التشوانجو والتي جمعت بسلاسة حياة الثلاثة أشخاص في عمل شعري سام وعميق.
وبعدها انتقل الجمهور إلى مسرح بيت المونودراما حيث كانوا على موعد مع مسرحية “احتراق” والتي تضيف مشاركة مميزة تحسب للمسرح السوداني الذي تعاون في هذه المسرحية مع الكاتب السوري فرحان الخليل وقامت الممثلة السودانية هدى المأمون بقراءة النص وتجسيده على خشبة المسرح بإخراجها الأنثوي بمشاعر عميقة وصرخة امرأة تحاول أن تبحث عن ذاتها بعيدا عن آدم الذي حملها مسؤولية خروجه من الجنة لكن الأخيرة لا تفلح في تضميد آلامها فتظل أسيرة بوتقة القهر والاضطهاد والألم فتبحث عن لغة أخرى وتحاول تكرارا ومرارا أن تمحو لغة الخطيئة التي ألصقها بها آدم فاستحضرت بعض النساء اللائي عانين مثلها في اعتقادها مثل هند بنت عقبة ورابعة العدوية.
وفي تعليقه على عرض مسرحية “احتراق” قال الممثل والمخرج المسرحي الرشيد أحمد عيسى “أعتقد أن هدى مأمون استطاعت أن تعبر عن قضايا وهموم المرأة العربية بالتنوع والأداء الثري، وهي تمضي في طريقها الفني بخطوات ثابتة تحتاج إلى استمرارية والمزيد من الانتاج الفني”.
وبعد العرض نظم المهرجان الندوتين النقديتين للعرض الأول والثاني، حيث أبدى الحضور اعجابهم بالعرض، وقالت الممثلة تيان مانشا في كلمتها للحضور “لم أتوقع أننا سوف ننال فرصة زيارة الفجيرة وتقديم عرضنا بالمهرجان وتضيف “إن الأوبرا الصينية تتمتع بالكثير من الإيحاءات والفرقة أيضا مهمة بالعمل الذي قدمناه وأشكر مهرجان الفجيرة على أنه سمح لها بالمشاركة”.
بينما وجه النقاد بعض الملاحظات لعرض مسرحية “احتراق” في الندوة التي أدارها أ.مأمون حجاجي، حيث قال الصحفي المصري حسام عبد الهادي “إن الممثلة لم تتمكن من أداء معظم الحركات التي تحتاج إلى رشاقة كما يجب ،وأنها اساءت استخدام الإضاءة لدرجة أنها كانت تخفي الجزء الأكبر من وجهها، واتفق مجموعة من المتحدثين على أنه طيلة العرض كانت هناك مسافة كبيرة بين الممثلة والشخصية وأن المخرجة تغلبت على الممثلة واعتبروها نوعا من الأنانية في الإشارة إلى أن هدى مأمون قامت بالأخراج والتمثيل، وقالت احدى الحضور “أنها لم تشعر بأن الشخصية كانت عميقة في مشاعرها وأنها اعتمدت على الجسد؟، بينما جاء رأي احدى المشاركات من المكسيك مخالفا تماما حيث قالت “أرى أن الممثلة أنها قد عبرت بشكل جيد جدا وبالنسبة لي فإنها نحجت في ايصال الرسالة بشكل قوي ومشاعر جياشة وبالنسبة لي كان هذا كافيا ولا يهمني إن كانت الإضاءة جيدة أو كانت المواد متوفرة”.
وفي ردها على الانتقادات قالت هدى مأمون “بعض المببررات التي انتقدت العرض مثل الصوت والاضاءة هي غير مقنعة، ولكني سأقوم بقراءة الملاحظات بشكل تخصصي أكثر”.
ويستضيف مسرح جمعية دبا اليوم الجمعة 24 يناير الجاري مسرحية “عشيات حلم” للمؤلف مفلح العدوان والمخرج فراس المصري وهي من أداء أريج الجبور، ويستضيف مسرح بيت المونودراما في نفس اليوم مسرحية “نساء مدانات – منفى مدى الحياة” للمؤلف جولانتا جوزكيويتش والمخرجين أناتولي فروزين وجولانتا جوزكيويتش.