فوض المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أمس، وزير الدفاع الذي تمت ترقيته إلى رتبة مشير، عبدالفتاح السيسي، الترشح لانتخابات الرئاسة المتوقع عقدها منتصف ابريل المقبل، ودعاه الى الاستجابة الى رغبة الشعب في وقت ذكرت تقارير أن السيسي بدأ بالفعل إعداد برنامج انتخابي.

وأعلن التلفزيون المصري أمس، تفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي، بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية ان المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقد «اجتماعاً برئاسة القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير عبدالفتاح السيسي، لمناقشة تطورات الأوضاع الأمنية، خاصة في شمال سيناء، بجانب البحث في قضايا أخرى، ومنها موضوع مطالبة جموع الشعب لوزير الدفاع الترشح في الانتخابات الرئاسية».

وفي بيان صوتي وقال المجلس مساء امس «لم يكن في وسع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلا أن يتطلع بإحترام وإجلال لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر العظيم في ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية وهى تعتبره تكليفا وإلتزاما». واعتبر المجلس ان «ثقة الجماهير في السيسي نداء يفرض الاستجابة له في اطار الاختيار الحر لجماهير الشعب».

ترقية السيسي

في السياق، أعلنت الرئاسة المصرية ترقية الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى «مشير»، وهي أعلى رتبة في الجيش المصري. وفي حال وافق السيسي على الترشح للرئاسة، فمن شبه المؤكد أن يفوز بها، حيث انه يحظى بشعبية جارفة. وقالت الرئاسة إن الرئيس الموقت عدلي منصور “أصدر قراراً جمهورياً بترقية السيد الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحرب، لرتبة المشير”.

وقال مسؤولون حكوميون لوكالة «فرانس برس» إن الترقية لرتبة مشير، التي نادراً ما تمنح لكبار قادة الجيش، هي «تكريم للسيسي قبل استقالته».

ويتوقع المصريون أن يعلن السيسي ترشحه للرئاسة رسمياً خلال الأيام المقبلة، بعد أن أعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أول من امس إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، خلافاً لخريطة الطريق التي أعلنت عقب عزل مرسي وتقضي بإجراء الانتخابات التشريعية أولًا.

ولكي يتمكن السيسي من خوض انتخابات الرئاسة، يجب أن يستقيل من منصب وزير الدفاع ويترك الجيش.

وقال الناطق باسم القوات المسلحة في صفحته على فيسبوك: «حال حدوث أية تعيينات أو تغييرات وظيفية لأي من قادة القوات المسلحة، سوف يتم إعلام جموع الشعب المصري بها بواسطة المصادر الرسمية بالقوات المسلحة».

برنامج انتخابي

إلى ذلك، ذكرت مصادر من حملة «كمل جميلك» المؤيدة لترشح السيسي للرئاسة، أن المشير بدأ بالفعل في إعداد برنامج انتخابي، منوهة أنه سيحتوي 90 في المئة منه على خبرته في إدارة الأزمات بالقوات المسلحة، ويحتوي البرنامج على مشاريع تنموية وبنية تحتية للنهوض بالبلاد خلال مدة قليلة.

وسادت حالة من الفرح العارم في الشارع المصري بكافة فئاته وطوائفه، بعد إعلان تفويض المشير الترشح للرئاسة، وأكدوا أن ترشح السيسي كان مطلبهم الوحيد، وأن خروجهم في 25 يناير كان أشبه بتظاهرات لتأييده.

وقال الخبير الاستراتيجي اللواء عاصم جنيدي، إن قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتفويض السيسي للترشح، جاء انتصارًا لإرادة الشعب المصري الذي طالما طالب السيسي بالترشح لإنقاذ مصر من خطر الإخوان، مشيرًا إلى أن المشير هو الأنسب باعتباره القائد الذي استطاع أن يواجه الإرهاب ويحاربه، غير مهتم بأي ضغوطات.

وتابع جنيدي في تصريح لـ«البيان» أن الفريق السيسي، خاض حربًا ضخمة على الإرهاب، وبالتالي فإن تفويضه للترشح للرئاسة يعد ضربة قاصمة للإرهاب وتنظيم الإخوان الإرهابي في الداخل والخارج.

ترجمة واقعية

بدوره، أكد نقيب الصحافيين السابق الكاتب الصحافي مكرم محمد أحمد، أن ترقية السيسي إلى رتبة المشير، ومن بعده تفويض الترشح للرئاسة، يعدان الترجمة الواقعية للإرادة الشعبية التي نصبت السيسي بطلًا قوميًا يعتبره المصريون الرئيس المقبل.

وأشار مكرم إلى أن السيسي استطاع منذ ثورة 30 يونيو، أن يضع نفسه في مكانة خاصة عند المصريين.

وأضاف أن السيسي استطاع أن يصل إلى البسطاء من المصريين الذين اعتبروه رئيسهم المقبل، والذين خرجوا في مظاهرات ضخمة تطالبه بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، خاصةً أنهم وجدوا فيه المخلِّص من الإرهاب ومن الهيمنة الأميركية، موضحاً أن انتخاب السيسي رئيسًا، لا يعني أن المؤسسة العسكرية ستحكم الشأن السياسي.

استفتاء

أما الناشط السياسي والبرلماني السابق المهندس حمدي الفخراني، فأكد أنه كان من أكثر المؤيدين لترشح السيسي للرئاسة باعتباره الأقدر على التصدي لإرهاب الإخوان، موضحًا أن ترشحه سيُزيل كثيرًا من الخلاف والحيرة اللذين سيقع فيهما الشعب المصري؛ لاختيار رئيسه، خاصةً وأنه يتمتع بشعبية كبيرة، ومصدر ثقة للمواطنين، وصمام الأمان للدولة المصرية.. لافتًا إلى أنه ضحى بجنوده وبإغراءات جماعة الإخوان له، مُقابل مساندته لرغبة المصريين ضد استبدادهم.

استقالة

قال نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي المصري زياد بهاء الدين إنه قدم استقالته من المنصب أمس.

وقال في صفحته على «فيسبوك» إنه تقدم بالاستقالة «كي يعود إلى استئناف نشاطه الحزبي والسياسي والقانوني خارج الحكومة». وشغل بهاء الدين المنصب في الحكومة التي عينت بعد عزل الرئيس محمد مرسي. وبهاء الدين عضو قيادي في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء المؤقت حازم الببلاوي. القاهرة

– البيان