عندما تلج المكان تستشعر أنك خارج الزمان، لا تصبح هناك قيمة للوقت خاصة بالنسبة للأطفال، الذين يسحبون أولياء أمورهم يمنة ويسرة لتجريب جميع الألعاب المتاحة عبر الساحة الكبيرة المتاخمة للأجنحة، التي تعرض بها منتجات متنوعة من دول عدة عبر “القارات الست”، في المهرجان الذي يحتضنه منتزه خليفة في أبوظبي، ويجمع المهرجان كل وسائل الترفيه وخيارات التسوق. وتستقبل “القارات الست” زوارها يومياً من الرابعة عصراً وحتى الحادية عشرة ليلاً طوال أيام الأسبوع، ومن الثالثة وحتى الثانية عشرة من منتصف الليل أيام الخميس والجمعة والسبت، وتتواصل فعالياتها حتى نهاية شهر مارس المقبل، وقد وفرت بلدية مدينة أبوظبي نحو 2400 موقف لاستقبال الزوار وخصصت لهم 3 مداخل رئيسة إلى المنتزه ليتمكنوا من الوصول إلى الفعاليات بكل يسر وسهولة.
لكبيرة التونسي ( أبوظبي) – استقطب المهرجان آلاف الزوار، الذين أمضوا أوقاتاً ممتعة ومفيدة في بيئة عائلية آمنة، حيث قدم عروضاً وفعاليات ترفيهية متنوعة لزوار “القارات الست”، واستقطب منتزه خليفة بأبوظبي من خلال احتضانه هذه الفعالية الضخمة، والتي أطلقتها بلدية مدينة أبوظبي آلاف الزوار منذ انطلاقها، حيث لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور الذين توافدوا على المنتزه لقضاء أوقات مفيدة ومسلية لجميع أفراد العائلة كباراً وصغاراً.
عروض متنوعة
تنوعت العروض الترفيهية، التي قدمت خلال عطلة نهاية الأسبوع في مجموعتين ما بين عروض الليزر وعروض الألعاب النارية التي استخدمت فيها أحدث التقنيات والأجهزة وقدمت في 3 مجموعات ولمدة 4 دقائق، إلى جانب الرقصات الفلكلورية التي قدمت في عرضين مختلفين، خاصة رقصة التنورة، وفقرات الساحر التي استغرقت نحو 45 دقيقة من المتعة والتشويق، والألعاب والمسابقات التي استغرقت كذلك نحو 45 دقيقة، ووزعت خلالها الهدايا على الزوار، بالإضافة إلى الفعاليات الأخرى التي تقدمها “القارات الست” والألعاب المتنوعة التي تلبي رغبات جميع الزوار.
وحرصت بلدية مدينة أبوظبي على تقديم مجموعة كبيرة من الخيارات الترفيهية وإتاحة المجال للاطلاع على مختلف المنتوجات لعدد من الدول العربية والإقليمية والعالمية، إذ توفر “القارات الست” أجنحة للعديد من دول العالم إلى جانب الجناح الإماراتي، منها مصر، وسوريا، والصين، ولبنان، وباكستان، وتركيا، وكلها تزخر بالمنتجات المتنوعة لهذه الدول من الألبسة والأحذية، والمأكولات والإكسسوارات، وغيرها من المنتجات التراثية، والصناعات اليدوية، من المطرزات والجلديات، والعطور.
ووفق البلدية؛ فإن “القارات الست” يوفر 25 كشكاً منتشرا في مختلف أرجاء الموقع تقدم وجبات خفيفة. وحرصت بلدية مدينة أبوظبي على توفير جميع الخدمات والمرافق الأساسية التي يحتاجها الزوار، خاصة سلسلة المطاعم التي وصل عددها إلى نحو 13 مطعماً وركناً لتقديم الأطعمة بمختلف أنواعها، إذ يجد الزائر المطاعم العربية التي تقدم أشهى المأكولات العربية، ومطاعم المأكولات السريعة، والمطاعم العالمية، التي تقدم المأكولات الهندية، والصينية، والباكستانية، والأفريقية، إلى جانب مختلف أنواع القهوة العربية والتركية والعالمية.
وجهة سياحية
إذا كانت القارات الست تتيح خيارات تسويقية للباحثين عبر أجنحتها عن بضاعة دول مختلفة من دون السفر لها بعيدا، فإن البعض ممن يبحث عن الاستجمام بعيدا عن المراكز التجارية وفي الهواء الطلق يجد ضالته في الساحة المفتوحة للألعاب الإلكترونية التي يعشقها الصغار، بالإضافة إلى ذلك فإنها تشكل فرصة لعشاق المشي نظرا لأطرافها المترامية ف ي ممارسة الرياضة خاصة أن منتزه خليفة يعد وجهة سياحية وترفيهية تشهد إقبالا متزايدا من العائلات والرواد نظرا لاحتوائه على العديد من الخدمات الترفيهية والترويحية والمعالم البارزة؛ فإلى جانب الألعاب وأماكن اللهو والترفيه هناك المعالم التراثية ، ومكتبة الأطفال، والمتحف البحري الذي يضم حوض الأسماك، وهناك القطار الذي يوفر لرواد المنتزه فرصة فريدة للتجوال في أرجائه والتعرف على معالمه، وهناك الأماكن المخصصة لممارسة رياضة المشي، والمسطحات الخضراء الفسيحة التي توفر أماكن للجلسات العائلية في مختلف أرجاء المنتزه. كما يمتاز منتزه خليفة الذي يضم فعاليات المشروع الترفيهي (القارات الست)، بموقعه الاستراتيجي عند مدخل مدينة أبوظبي إذ يسهل الوصول إليه من جميع مداخل أبوظبي سواء من جسر الشيخ زايد أو من جسر المقطع أو جسر مصفح، ويمتاز كذلك بقربه من مطار أبوظبي الدولي، وقربه من وسط مدينة أبوظبي ومن مركز أبوظبي للمعارض، وإحاطته بسلسلة من أرقى وأفخم الفنادق، إلى جانب قربه من جزيرة ياس التي تضم معالم سياحية وترفيهية أخرى ما يسهل على الزائر التنقل بين معالم أبوظبي السياحية الفريدة.
روح المكان
أصبح المهرجان يشكل وجهة سياحية وترفيهية للعديد من الأهالي الوافدين لها من أبوظبي وباقي مناطق الإمارة إلى جانب العديد من الأجانب، الذين يبحثون عن روح المكان والمتميز في البضاعة المعروضة، في هذا الإطار، رصدت “الاتحاد” رأي العديد من الناس الذين أقبلوا بكثافة خلال نهاية عطلة الأسبوع وكانت هذه حصيلة انطباعاتهم؛ قالت سوسن أحمد، التي كانت ترافق أولادها في جولة للمنتزه، إنها تعرفت على المكان من خلال ما ينشر عنه في وسائل الإعلام، مؤكدة أنها تزور المهرجان للمرة الثانية على التوالي، لافتة إلى أنها تسكن بالمنطقة نفسها، وتعودت على القيام برياضة المشي حول المنتزه، لكن عندما علمت بقيام المهرجان، أصبحت مواظبة على زيارته. وأوضحت أنه يجمع كل وسائل الترفيه. أما بالنسبة للبضاعة المعروضة فتلفت إلى أنها لا تبحث عن البضائع حاليا، بقدر ما ترغب في الترفيه وممارسة رياضة المشي، وإتاحة الفرصة لأطفالها بالاستمتاع بمختلف الألعاب في الهواء الطلق خاصة أن الجو مناسب جدا خلال هذه الفترة.
من جهتها، أشارت حليمة رياض، والتي كانت ترافق صديقاتها وأولادهن، إلى أن المهرجان يشكل حراكا وتفاعلا ترفيهيا في أبوظبي، لافتة إلى أنها تعودت على الذهاب خارج المدينة للبحث عن الترفيه والتسوق، لكن مع تواجد مهرجان “القارات الست” أصبحت تفضل زيارته نهاية كل أسبوع. وأوضحت أن المنطقة قريبة وستساعدها على العودة للبيت وقتما شاءت من دون عناء، لافتة إلى أنها علمت بالفعالية من خلال صديقاتها اللواتي يقمن بزيارات جماعية للمهرجان.
خيارات الترفيه
يستقبل زائر منتزه خليفة محتضن المهرجان مسرحا كبيرا تتناوبت عليه فرق الدول المشاركة إلى جانب الشخصيات الكرتونية المحببة للصغار، تتوسط مسرحا مفتوحا ومدرجات تتيح للزائر فرصة الاستمتاع بالعروض، ويفضي المسرح لمكان أكثر رحابة يشمل الألعاب، ثم يجد الزائر نفسه وسط خيارات التسوق، بينما تتيح المناطق العشبية الفرصة للزوار للجلوس في الأماكن الجانبية والاستمتاع بالجو الجميل.
في هذا الإطار، قالت شيخة أحمد إنها تعتبر منتزه خليفة مكانا مميزا، موضحة أن تنظيم هذا المهرجان يسمح لها بالجمع بين الترفيه والتسوق، لافتة إلى أنها تحب الجلوس في الأماكن الهادئة في بيئة آمنة، وتوفر خيارات ترفيهية في الهواء الطلق، وهذا ما أكده زوجها الذي كان يرافقها، موضحا أن المنتزه يوفر أماكن عشبية هادئة تتيح الفرصة للأسر بالاستمتاع بعيدا عن أعين الناس، إلى جانب توفير فرص التسوق، موضحا أن هناك مطاعم تقدم المأكولات الشعبية إلى جانب الشاي والقهوة العربية.
التسوق الشعبي
تفضي ساحة الألعاب المتمركزة في قلب المهرجان إلى أجنحة البلدان المشاركة في مهرجان القارات الست، الذي يستمر 3 أشهر، مشكلا فرصة لعرض بضائع من مختلف الدول. في هذا الصدد، قالت سامية محمد إنها زارت القارات الست مرتين، وتجولت في أغلب الأجنحة. وأشارت إلى أنها تتطلع لرؤية بضائع متفردة غير متواجدة في الأسواق العادية في المهرجان، وتبحث عن المواد التجميلية والاستهلاكية. كما أوضحت أنها تطمح للزيادة في تنويع البضائع كبيع الأكسسوارات والحلي الفضية وغيرها من الأنواع التي ترتبط ببعض الدول وأصبحت علامة من علاماتها، إلى جانب ذلك أشارت إلى أنها تبحث عن بعض الأعشاب والمواد الخاصة بالدول العارضة بوفرة، وبعض المعجنات والمأكولات الخاصة بها، موضحة “أنا سعيدة بهذه الخطوة الأولى التي قد تليها خطوات أخرى فيما يخص تنويع البضاعة والزيادة في الأجنحة والبلدان المشاركة لتصبح منارة من منارات التسوق الشعبي في العاصمة”.
سوق مفتوح ودائم
قالت سيدة أحمد إنها علمت بالمهرجان وزارته أكثر من مرة، لكنها لاحظت عدم تواجد أجنحة خاصة ببعض البلدان، لافتة إلى أن المهرجان يحقق متعة التسوق والترفيه، وطالبت بأن يشكل المهرجان سوقا مفتوحا ودائما. وأضافت “نتمنى أن يكون هناك سوق مفتوح دائم في مثل هذه الأماكن يشمل العديد من الدول، ويقدم خيارات كبيرة في البضائع المتميزة والخاصة بالدول المشاركة سواء في صناعتها اليدوية، أو المشغولات والحلي، إلى جانب صناعتها التقليدية”.
متنفس كبير
يوفر المهرجان خيارات كثيرة للباحثين عن الترفيه والتسوق والمعلومة أيضا، في هذا الإطار تتواجد مكتبة بالمكان للراغب في الاطلاع على مجموعة من الكتب، بينما يوفر متحف الأحياء المائية فرصة للتعرف على مجموعة من أنواع كثيرة من الأسماك مختلفة الألوان والأصناف. إلى ذلك، قال محمد رفيق إنه تفاجأ خلال زيارته الأولى للمنتزه بهذا التنوع الكبير، لافتا إلى أنه يشكل متنفسا كبيرا للسكان في أبوظبي ونواحيها. وأوضح أنه جاء من المنطقة الغربية في زيارة خاصة للمهرجان، مبديا إعجابه بمحتوياته.
– الاتحاد