علي أبو الريش
لا أحد يشك الآن أبداً أن حزب أردوغان يرقد الآن في العناية المركزة، وذلك بعد الفضائح وقضايا الفساد التي طالت وزراء وأبناء وزراء.. وبعد هذا الفشل الذريع لم يستطع أردوغان أن يواجه معارضيه وبخاصة المعارض الشرس فتح الله كولن إلا بالرجوع إلى سوريا «العنزة المربوطة» وهذه المرة من فتح القبور، حيث يعد الساسة الأتراك الآن خطة للتدخل في سوريا بذريعة البحث عن قبر سليمان شاه، الجد المؤسس للأمبراطورية العثمانية، وحمايته من التدمير كما تدعي تركيا.. ويبدو أننا أمام حرب جديدة وفريدة من نوعها أي حرب القبور ولِمَ لا، فالسياسة البراجماتية تتيح كل المحظورات ولا حرام لدى أصحاب الأجندات العدوانية وبخاصة بالنسبة لتركيا، فاليوم تجد ضالتها في التوسع أولاً ، وفي ذر الرماد في عيون المعارضة، عندما تجيش الدولة التركية ضد دولة فَقَدَت صلاحيتها وفشلت في إقامة الحكم الحكيم.. تركيا تريد أن تهرب إلى الخلف من مشاكل داخلية بالغة الصعوبة وأردوغان فشل في إقناع العالم بنظريته الغوغائية والتي غلفها بكثير من الأوراق البلاستيكية المهترئة، والتي لم تستطع أن تخفي عورته القضائية والمخالفات المؤلمة لكل ما هو إنساني وقيمي.
لم يستطع أردوغان الذي أراد في يوم من الأيام أن يخدع العالم بادعائه حماية حقوق الشعب الفلسطيني عندما أطلق سفينته القرطاسية باتجاه غزة معتبراً ذلك بطولة من بطولات الدولة العثمانية الغاربة، وبعد مضي زمن قصير اتضح الأمر، وتبين أن تلك السفينة ليست إلا خشبة مسرحية هزلية، وأن ما يبطنه أردوغان للعالم العربي ليس إلا تطبيعاً لكتاب أعده وزير خارجيته داوود أوغلو، ويقضي الكتاب إلى أن حدود تركيا تبدأ من إندونيسيا حتى مراكش.
إذاً نحن أمام سيناريو جديد وقد ينفذ لو سنحت الظروف لأردوغان لأنه «غرقان» و«الغرقان» يتعلق بحبال الهواء، ولو نفذ خطته الجهنمية ستكتمل العدة، فقطر من جهة تمضغ قات اليمن وتدعم الحوثيين، وتصب النار على زيت الخليج العربي، وتركيا من جهة تريد أن تستزيد على لواء الأسكندرونة أراض أوسع ليؤكد أردوغان أكذوبة أوغلو واستعادة حلم السلطان عبدالحميد.. وما علينا إلا أن نستعد لافتراءات أخرى، طالما أصبح العالم العربي «حارة كل من ايده إله».
الاتحاد