علي أبو الريش
تاريخ النشر: الخميس 10 أبريل 2014
«عناقيد الضياء» رسالة إماراتية بحتة، مزخرفة بالحب، وما جاشت به خواطر الإنسان في هذا البلد الأمين، من قيم وشيم، وهمم، ونعم، ونغم، وشمم، هي رسالة مطرزة بحرير المعاني، ونزاهة الصورة، ونقاء المشهد.
عناقيد الضياء، تحملها طيور النورس، عابرة قارات ومحيطات لتثري دروب العالم، وتملأ وعاء الكون الفسيح، بباقة التسامح، والتصالح، والسير معاً، نحو غايات الإنسان، المكلف من رب السماوات والأرض، بأن يعمر الأرض، ويفتح الآفاق بمزيد من الإبداع، ومزيد من العطاء والتفاني من أجل إنسان يعيش بلا غبن ولا ضغينة، ولا قهر ولا استبداد، من أجل إنسان يفتح عينيه على حقول مزروعة، بالورد، معشوشبة بالمعاني النبيلة، من أجل إنسان لا يعيش حزن الماضي ولا قلق المستقبل، آمناً مستقراً، مطمئناً على مستقبل أجياله وحاضرهم، لا يخاف من غادر ولا يخشى من ماكر، ولا يستريب من فاجر.. عناقيد الضياء، من وحي ذاكرة حيّة، نمت وترعرعت في الثقافة الإماراتية، وتفرعت أغصانها لتصبح شجرة وارفة الظلال غنية بالأثمار.. ولأن الرعاية من صاحب قرار، من مفكر فلسف الحياة، على أسس الانتماء أولاً إلى الإنسان كونه أساس البنيان والبيان، ولأن الرعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المثقف الذي بسط نفوذ الثقافة، كسجادة تحفظ أركان البيت من العثرات والزلات، جاءت العناقيد حيّة نابضة، قابضة جمرة الوعي، محلقة محدقة، متشوقة لأن تكون الجوهر والمحور، والحوار والسوار، والطريق الذي يدرأ عن العالم أخطار العزلة والوحشة، ويفضي إلى باحة منقوشة بمنمنمات الفكر الإنساني النير، والخيِّر، المكتسي بسندس البهجة وإستبرق السعادة الإنسانية.. عناقيد الضياء، قناديل حياة مواويل بحر خليجي عربي، ترفع نشيدها نوارس ما ملَّت من التغريد، ما كفّت يوماً عن الغناء بصوت عالٍ لأجل أن تتراقص النجوم، وتعزف الأقمار لحن الخلود.. عناقيد الضياء، قلائد الفرح الإنساني وبعثها الجديد من أجل كون نقي من شوائب التاريخ وما فعلته الأيدي الخبيثة.
الاتحاد