تواصلت دورة العنف في سوريا أمس، حيث ارتكبت قوات النظام مجزرة طالت مدنيين عزل في حي كرم الزيتون بمدينة حمص معظمهم من الأطفال والنساء، في ظل احتدام المعارك في مدينة حلب، في وقت انشق 30 عنصرا من ما يسمى «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام في محافظة السويداء بعد اعتقال أحد وجهاء الطائفة الدرزية.
وذكر ناشطون سوريون وشهود عيان أمس أن ما يسمى «قوات الدفاع الوطني» وميليشيات «الشبيحة» الموالية للنظام اقتحموا منازل المدنيين في حي كرك الزيتون بمدينة حمص وأطلقوا النار عليهم، ما أدى إلى مقتل 15 سورياً معظمهم من الأطفال النساء.
وأتت المجزرة بعد يوم واحد من انفجار سيارتين مفخختين في حيَّيْ: النزهة، وعكرمة، المواليَيْن للنظام، الأمر الذي فسر بعض الناشطين أن المجزرة جاءت رداً على عملية التفجير.
توتر السويداء
من جانب آخر، ذكرت مصادر ميدانية معارضة أن ثلاثين عنصراً من قوات الدفاع الوطني في السويداء، قاموا بالانشقاق أول من أمس بعد اضطراب كبير شهدته المدينة على خلفية التوترات التي رافقت اعتقال فرع الأمن العسكري لأحد وجهاء المدينة.
و كان رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء العميد وفيق ناصر أمر باعتقال أحد رجال الدين الدروز ويدعى لورانس سلام لأسباب مجهولة.
وإثر الاعتقال، قام مئات من الشبان و المشايخ بالاعتصام بسلاحهم أمام ما يعرف بـ«مقام عين الزمان» مطالبين بإطلاق سراحه، ما أجبر العميد وفيق على الرضوخ لمطالبهم.
و قال ناشطون معارضون إن المعتصمين قطعوا الطرقات وأطلقوا النار في الهواء، و طالبوا برأس وفيق ناصر، واصفين إياه بـ«رئيس عصابة الأمن العسكري»، بعد أن هدد بقصف السويداء إن لم يتم فض الاعتصام.
وبحسب تنسيقية السويداء، فإن المعتصمين «هددوا بجعل السويداء مدينة مشتعلة مثل درعا، إذا لم يتم طرد العميد ناصر خارج المدينة».
تقدم في حلب
ميدانياً، سيطرت كتائب الثوار على نقاط استراتيجية على مشارف فرع الاستخبارات الجوية في حلب.
و أعلن إعلاميون ميدانيون سيطرة المقاتلين المعارضين على مبنى الخدمات الفنية و مبنى الهلال الأحمر، اللذان يقعان بالقرب من الفرع المذكور.
وبث ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر تحطيم الثوار لصور بشار الأسد، و إعلان السيطرة على المباني.
معارك البوكمال
في الأثناء، اقتحم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» مدينة البوكمال في شرق سوريا، وتقدم فيها وسط اشتباكات عنيفة مع مقاتلين إسلاميين أبرزهم عناصر جبهة النصرة، في سعي للسيطرة على المدينة ومعبرها الحدودي مع العراق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تقدموا في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور، وخاضوا اشتباكات عنيفة مع عناصر جبهة النصرة والكتائب الإسلامية» التي تسيطر على المدينة، موضحاً أن عناصر التنظيم «يتقدمون في المدينة، وسيطروا على أحيائها»، كما اشار إلى ان الاشتباكات «أدت إلى مقتل 24 عنصرا على الأقل من الطرفين».
ولفت المرصد إلى أن «تنظيم الدولة الإسلامية يسعى إلى السيطرة على المعبر الحدودي مع العراق»، الذي يربط البوكمال بمحافظة الأنبار التي تعد معقلا أساسياً لتنظيم «داعش».
البيان