أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، جولة مباحثات مع فخامة الرئيس انريكي بينيانييتو رئيس الولايات المتحدة المكسيكية، تناولت عددا من القضايا والمواضيع السياسية والاقتصادية الدولية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، من خلال بناء شراكة استراتيجية في شتي القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، القائمة على المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

جاء ذلك خلال لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وفخامة الرئيس المكسيكي في قصر لوسبينيوس الرئاسي في العاصمة مكسيكو سيتي مساء أمس، حيث جرت لسموه مراسم الاستقبال الرسمية في باحة القصر بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والوفد المرافق.

وقام صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بعد مصافحة الرئيس المكسيكي، باستعراض حرس الشرف الذي اصطف لتحية ضيف المكسيك في زيارته التاريخية لهذا البلد العريق في حضارته وتاريخه ومقدراته الثقافية والاقتصادية والجغرافية.

ثم عزفت الموسيقى السلامين الوطنيين لدولة الإمارات والمكسيك، بعدها صافح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عدداً من الوزراء والمسؤولين المكسيكيين وسفراء عدد من الدولة العربية الذين حضروا مراسم الاستقبال، في حين صافح فخامة الرئيس انريكي بينيانييتو أعضاء الوفد المرافق لسموه.

من جهة ثانية، شهد صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وفخامة الرئيس المكسيكي، حفل التوقيع على مذكرة تفاهم حول حماية وتشجيع الاستثمارات بين البلدين، وقعها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي إيليفونسو جواياردو فيللا ريل وزير الاقتصاد المكسيكي.

وقد أهدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ختام اللقاء الرئيس المكسيكي نسخة من كتاب سموه «ومضات من فكر» باللغة الإسبانية، وهي اللغة الرسمية المكسيكية، وقبله الرئيس شاكراً واعداً بقراءته والتعرف إلى أفكار ورؤى سموه ثم وقع سموه على صورة تذكارية جمعته وفخامة الرئيس بينيانييتو، وغادر سموه والوفد المرافق القصر الرئاسي بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

وعلى صعيد متصل، وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري للطلاب الأبطال الذين سقطوا ضحايا معركة «تشابول تيبيك» الشهيرة التي دارت رحاها في عام 1847 بين المكسيك والولايات المتحدة الأميركية، وذهب ضحيتها مئات الطلاب والأطفال المكسيكيين.

ولدى وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والوفد المرافق إلى موقع النصب التذكاري في العاصمة المكسيكية «مكسيكوسيتي»، جرت لسموه مراسم الاستقبال المعتادة، حيث استعرض ثلة من حرس الشرف ثم عزفت الموسيقى السلامين الوطنيين لدولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة المكسيكية، تخللها إطلاق الأعيرة النارية، بعدها قام سموه بوضع إكليل من الزهور على النصب وسط عزف الموسيقى الجنائزية، وقد ودع سموه بمثل ما استقبل به من حفاوة واهتمام.

حضر مراسم وضع الإكليل، سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة، ومعالي محمد إبراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، ومعالي الفريق مصبح بن راشد الفتان مدير مكتب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، وسعيد راشد الزعابي سفير الدولة لدى المكسيك، وفرانسيسكو جافيير إسكوبار سفير الولايات المكسيكية المتحدة.

من ناحية أخرى زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مدينة «تيوتيواكان» الأثرية التي يعود تاريخها لمائة عام قبل الميلاد وغير معروف من بناها أو حتى من أمر ببنائها.

وقد تجول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقوه في أجزاء كبيرة من المدينة التي تقع في ولاية المكسيك وتبعد عن العاصمة المكسيكية «مكسيكوسيتي» أكثر من خمسة وثلاثين كيلومترا.

واطلع سموه على مكونات المدينة التاريخية التي تصنف من عجائب الدنيا، وتعكس قدرة الإنسان على الابتكار وصنع المستحيل، لكون المدينة بنيت في غاية الدقة، وتضم مجمعات سكنية ذات نسق وتصميم رائع، واستخدم فيها البناؤون والمصممون حجرا كلسياً خاصاً، ما كلفهم قطع أشجار الغابات بكميات هائلة، وأدى ذلك إلى تقلص مساحات هذه الغابات، وإفساد الطبيعة الخضراء للمنطقة، وحل الجفاف، مما اضطر سكانها للهجرة في عام 750. وأبرز معالي المدينة التي تصل مساحتها إلى عشرين كيلومترا مربعا هرم الشمس وهرم القمر، وفيها أربع مناطق رئيسة، هي رواق الموتى وطريق عمودي، يتألف من شارعين يقطعان/ القلعة/، إلى جانب هرمي الشمس، وهو بمثابة «معبد آلهة الماء»، ثم القمر وهو”معبد إله القمر”، حسب معتقدات سكانها.

وحرص صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على التعرف إلى تاريخ وعظمة وسحر هذه المدينة التي أذهلت الحضارات التي تعاقبت عليها، وأهمها حضارة «الأزتيك» التي حكمت معظم ما يسمى بالمكسيك حالياً، وذلك بين عامي 1428 و1521 حتى جاء الإسبان واحتلوها وباتت مستعمرة إسبانية حتى استقلت في عام 1821.

وقد أبدى سموه إعجابه بعظمة هذه المدينة التي اعتقد الإمبراطور الإسباني «موكتيزوما» الذي احتلها في عام 1521 أن «الآلهة» هي التي بنتها وليس أهلها، والغنية بالقصور والمعابد وصور الآلهة المنحوتة على جدرانها الكلسية وتزين معظم الأروقة والغرف الداخلية.

وأشاد سموه خلال جولته التي شملت كذلك مطعماً سياحياً شهيراً على مقربة من المدينة الأثرية، ويطلق عليه «مطعم الكهف»، أشاد سموه بالحضارات القديمة التي تعاقبت على هذه المنطقة، وجعلت منها معلما تاريخيا يؤرخ لحقبة من الزمن غير معلومة لدى المؤرخين والباحثين، وتشكل نقطة جذب للسياح من أرجاء المعمورة، ومورداً من موارد الدخل.

وفي مطعم «لاتمروتا»، وتعني باللغة الأزتيكية الكهف، تناول سموه ومرافقوه بعض المشروبات الخفيفة، والتقطت له الصور التذكارية في المكان لتخليد الزيارة والمناسبة. رافق سموه في الزيارة، أعضاء الوفد المرافق. (مكسيكوسيتي –

الاتحاد