راشد الزعابي
دوى الانفجار في استاد آل مكتوم، معقل نادي النصر، ولم يكن الانفجار ناجماً عن قنبلة موقوتة، ولكنها الفرحة المكبوتة، والصرخة الكبيرة التي أطلقتها جماهير «الأزرق» بعد سنوات من الظمأ عاشتها، وهي تنتظر هذه اللحظة السعيدة، ودموع سالت على وجنات قدامى «العميد»، أولئك الذين أفنوا سنوات حياتهم في خدمة هذا الصرح الشامخ، وها هم يعيشون لحظات الفرحة، التي انتظروها طويلاً، وفي مساء أمس الأول البهيج، كانت لحظات التتويج، وكان الخبر الذي أسعدنا جميعاً، النصر بطل الخليج.
هو ليس مجرد انتماء ولكنه عشق النصر، بل هو الصبر، ومن يستطيع أن ينتظر كل هذه السنوات، ولا يفارقه الأمل أن «العميد» سيعود يوماً من حقه أن يظفر، ومن حقه أن يردد أنشودة النصر، «العميد» الذي كان أحد رواد المنصات وأحد الكبار، الذين غابوا ولكنهم لم يبرحوا من الذاكرة، نعم هي حالة فريدة ونادرة، تتحدث عن سنوات من الغربة والجفاء، وفي مقابلها كانت الجماهير تقدم دروساً في الإخلاص والانتماء، ولا يكاد موسم يمر، إلا وكان الرهان على النصر، كل هذه السنوات وكلما ظنت الجماهير أنه دنا واقترب، يعاقبها فريقها بالهجران وتكافئه بالحب.
يستحق سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وزير المالية والصناعة ورئيس نادي النصر هذه الفرحة، وهو صاحب الأيادي البيضاء والدوري التاريخي، فلن ينسى عشاق «العميد» عطاءه السخي، فلم يتأخر يوماً في دعم الكيان النصراوي، ورغم مشاغله العديدة فإن للنصر مكانة راسخة في قلبه لا يزاحمه فيها أحد، لذا سارع النصراوية في إهداء الفوز الغالي للنصراوي الأول، كانوا يقولون له ليست هذه سوى البداية والبقية قادمة في المستقبل.
تستحق إدارة النصر برئاسة مروان بن غليطة هذه الفرحة العارمة، وهو الذي بمعية أعضاء مجلس إدارته بدأوا قبل موسمين في كتابة تفاصيل القصة، ومن هنا بدأ «مشروع المنصة»، وكانت المهمة شاقة ولكنها لم تكن مستحيلة، فالتاريخ المجيد كان يضيء لهم شموع الأمل، والرهان على المستقبل، ويستحق الفرحة من بعودته ساد التفاؤل وهلت البشائر، وأخص بالذكر مهندس الفريق ومشرفه حميد الطاير.
كلنا نستحق الفرحة، فالإنجاز هو إنجاز إماراتي خالص، شكراً للجماهير وللإدارة، شكراً للجهازين الفني والإداري، شكراً للاعبين، وبعدما طالت المدة ها هي اليوم انفكت العقدة، وعاد الأزرق بطلاً، فعلى إدارة ولاعبي النصر أن يعدوا العدة، فهذه ليست سوى البداية، والجماهير تنتظر منهم الجديد، فما أجمل المنصات عندما تكتسي باللون الأزرق بالتحديد، فقد جعلتنا لا شعورياً نردد «والله زمان يا عميد».
الاتحاد