فضيلة المعيني

بفارغ الصبر والامتنان ينتظر الشباب الإماراتي ومن خلفهم أسرهم استدعاء الدفعة الأولى لتأدية الخدمة الوطنية المقرر خلال نهاية أغسطس وبداية سبتمبر وكل يمني نفسه أن يكون ضمن هذه الدفعة التي ستضع اللبنة الأولى في خدمة الوطن بالانضمام طوعاً وعن حب ومسؤولية إلى كوكبة الفخر في أكثر الميادين شرفاً وعزة خدمة للوطن.
القانون قد صدر واللائحة التنفيذية لقانون الخدمة الاحتياطية ستصدر قريبا، لتفسر تفاصيل القانون الذي لاقى صدى واسعاً وطيباً من الشباب المستعد بكل جوارحه لأن يلبي النداء، سمع وأطاع وردد لبيك يا وطن..لبيك يا خليفة، ولا أكاد أصدق مما عبر عنه الشباب من الجنسين عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وما يتناقلونه في مجالسهم وبين أسرهم من استعدادهم الكبير للمشاركة في عرس الوطن ونيل شرف الالتحاق بالمؤسسة العسكرية وأداء الخدمة الوطنية التي فيها عزهم.
ليس الشباب وحدهم مستعدين لأداء نداء الوطن والواجب بل تقف خلف هؤلاء أسر وقد ملأ قلب من فيها حبا وشوقا لأن يكون أبناؤها ضمن قوائم الاستدعاء اليوم قبل الغد، بل تتمنى هذه الأسر لو تتمكن السلطات المعنية من استيعاب أعداد كبيرة تفوق الـ7000 شاب وفق ما قررته.
الخدمة الوطنية فرصة ذهبية للشباب لأن تتضح أمامهم الرؤى حول قضايا عسكرية وسياسية واجتماعية وتساهم بدورها في تكوين الشخصية الاماراتية القوية والصحيحة بعيدا عما تهب علينا من تيارات بعضها شديد السخونة وآخر شديد البرودة كلها لا تنسجم مع ما نريده لأبنائنا ولا تتسق مع متطلبات المرحلة ولا تتفق مع تطلعات الوطن وما يطمح إليه شبابه.
الوطن في حاجة ماسة إلى فكر وجهد كل شاب وبقدر ما كان هذا الفكر نقياً والجهد والعطاء صادقاً والانتماء خالصاً للوطن والقائد كان السؤدد نصيبه والنجاح حليفه والسعادة هواء يتنفسه المواطن والرخاء عنواناً لحياته، يصنع بيديه مستقبله ويرسم خارطة طريقه كما ينبغي وكما يشتهي دون أن يملي عليه الآخرون رغباتهم ومن غير أن يكون تابعاً لأفكار تهدم ولا تبني، تدمر ولا تعمر، ولا يجني في النهاية سوى الخسران.
والحقيقة أن موقف الشباب اليوم يذكرنا بموقف سبقهم إليه آباؤهم وإخوانهم حينما هب الشباب عام 1990، ملبين نداء القائد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وجزاه عنا جميعاً كل خير، حين دعا أبناءه للتطوع ضمن صفوف القوات المسلحة وذلك لمجابهة تحديات فرضتها ظروف سياسية آنذاك، ونتذكر تلك الزيارة التي قام بها، رحمه الله، للمتطوعين وكيف كانت المشاعر، وكم انهمرت الأدمع من العيون، نعيش بعد تلك السنوات المشاعر ذاتها كلما مر الموقف بخواطرنا. فلا غرو في موقفهم اليوم فهؤلاء الأسود من تلك الأسود.
-البيان