عوض بن حاسوم الدرمكي

ساعات معدودة وتُطلق صافرة تدشين كأس العالم بين البرازيل وكرواتيا، لتبدأ أكبر تظاهرة بشرية، تشهدها الكرة الأرضية كل أربعة أعوام، وبين شعب تتجاذبه العواطف يُمنةً ويسرة بين واقعٍ معيشي مرير وتبذير بيّن على الملاعب، تُعبّر عنه مئات الآلاف بالتظاهرات اليومية.
يبقى «السيليساو» وحده من بيده أن ينزع فتيل براكين الغضب الشعبية هذه، ووحدهم رفاق نيمار من يستطيعون حفظ «برستيج» رئيستهم روسيف من أن يُهان بصافرات الاستهجان، كما حدث في افتتاحية كأس القارات العام الماضي!
هل تستطيع البرازيل أن تتفوق على أرجنتين ميسي، وتيكي تاكا إسبانيا، ومانشافت الألمان، وحنكة كاتناشيو الطليان في المونديالات؟ عن نفسي أقول نعم، ليس لأني محبٌ أزلي للقميص الذهبي الشهير، ولكن المعطيات كثيرة، وجميعها تؤدي لنتيجة واحدة، أن البرازيل هي من ستتوّج بنجمةٍ سادسة في عقر الماراكانا العظيم ليكفّر نيمار، وويليان عن خطايا جايير، وزيزينيو في نهائي الأحزان عام 1950 ضد الأورغواي.
البرازيل تملك أفضلية الأرض وبين كل الكبار الذين استضافوا المونديال لم يبقَ إلا البرازيل لتفوز به ولا يمكن أن تغفر الجماهير مأساة جديدة تضاف للمرة الأولى، وفي صيف حار ورطب لا يبدو أنّ الألمان والطليان والإسبان سيذهبون بعيداً معه، بينما تأتي الأرجنتين بكتيبة هجومية نارية.
لكنها تماماً شبيهة ببرازيل زيكو عام 1982، هجوم كاسح ووسط رائع ودفاع «شوارع» وحارس من طراز «صنع في تايوان»، وهو ما سيكون أشبه بكعب أخيل، والضعف الذي سيحرج ميسي، وأغويرو، ودي ماريا كثيراً.
سكولاري إضافة كبيرة أيضاً مع كارلوس ألبيرتو، فهما آخر من حقق الكأس مع السيليساو عامي 1994و2002، ولديهما من الخبرة الطويلة بالبطولات والقدرة التكتيكية العالية، ما سيجعل البرازيل خياراً راجحاً للفوز حتى بفريق متوسط، فكيف والمنتخب يعج بالنجوم.
فمن حارس متألق هو خوليو سيزار إلى أفضل قلبي دفاع في العالم: تياغو سيلفا وديفيد لويز، وأفضل أظهرة في العالم: ألفيش يميناً، ومارسيلو يساراً، وثنائي ارتكاز من طراز عال: باولينيو، ولويس جوستافو، ووسط هجومي خلاّق يتنافس به أوسكار، وويليان، وهالك، وهيرنانيس، ومهاجم ذو خبرة طويلة هو فريد، بينما ياقوتة الفريق هو الساحر نيمار، ويكفي أنه حامل الرقم 10!
نعيد الحسابات من جديد بين إسبانيا وقد بدت تشيخ نجومها، وفرنسا التي أثخنتها الإصابات، وإيطاليا التي لا تملك نجوماً لضعف دوريها وانحدار أنديتها، تبقى الأرجنتين رقماً صعباً.
لكنها تضع يدها على قلبها خوفاً من كوارث الدفاع، بينما سيتصبب الألمان عرقاً منذ الدقائق الأولى في مناخٍ لم يألفه أوزيل ورفاقه، وهكذا تبدو الطريق للكأس ليست ممهدة، ولكنها تنتظر عصافير الكناري لتحلق من جديد، ولتقدّم الكرة ملكها القادم نيمار.. وإنّا لمنتظرون!
– البيان