راشد الزعابي
تشهد النسخة الحالية من كأس العالم والمقامة في البرازيل الكثير من النتائج الغريبة والمفاجئة، التي تؤكد أن كرة القدم تعيش حالة جديدة، ضاقت فيها الفوارق بشكل كبير، ولم تكتف بالمفاجآت، ولكنها كانت شاهداً على تذبذب المستويات، ولم يعد الرهان على فريق معين أمراً مجدياً، فقد يكون اليوم في القمة، ولا يجب أن نفاجأ عندما يخيب الآمال غداً.
من كان يصدق أن كوستاريكا تصيب الأورجواي ومن ثم إيطاليا في مقتل، ومن كان يتوقع أن إسبانيا حاملة اللقب تخسر بالخمسة أمام هولندا حتى لو دار الحديث عن نهاية جيل ذهبي، ومن ثم تقع في فخ تشيلي، وتكون أول المودعين، وهل يعقل أن تعيش روسيا كابوساً، وتتعرض للحصار من الكوريين، ويتنفس كابيللو الصعداء بهدف التعادل من غلطة دفاعية ساذجة، أما الأرجنتين فقد حققت ست نقاط، ولكن بعدما عانت الأمرين.
ليس هذا وحسب ولم تكن المفاجآت وحدها السمة الحاضرة في البطولة، ولكن أيضاً تذبذب المستويات، والبرازيل التي تبحث عن اللقب السادس تتغلب على كرواتيا، ثم تعجز عن فك شيفرة المكسيك،أما هولندا التي اجتاحت إسبانيا فقد وجدت نفسها في الموقف الصعب أمام أستراليا، وإيطاليا التي هزمت الإنجليز سقطت في الجولة الثانية أمام كوستاريكا، أما سويسرا فقد تمكنت من الإكوادور وعادت لتسقط بالخمسة أمام فرنسا، وألمانيا التي أبهرت العالم وقضت على رفاق كريستيانو رونالدو برباعية كادت أن تخسر أمام غانا.
كل هذه النتائج تجعلنا نقترب من الواقع بشكل كبير، فكرة القدم ليس لها كبير وما يصنع الأبطال ليس الاسم أو السمعة أو النجوم في كل فريق، ولكنه شيء أهم من هذا كله، الروح القتالية فهي التي كانت اللاعب الحاسم في معظم المباريات التي أقيمت حتى الآن، ومنذ الآن فصاعداً لا يجب أن نعتبر أي نتيجة لم نضعها في حسباننا مفاجأة، ولكن المفاجأة هي أن تقدم إيران مباراة العمر وتحرج نجوم «التانجو»، ثم تفوز الأرجنتين بهدف تجلت فيه مهارة ميسي.
النسخة الحالية من كأس العالم مختلفة، الكثير من الأهداف والعديد من النتائج غير المنطقية، لم تعد آسيا وأفريقيا هما القارتان الأضعف، وبدأت فرق القارة العجوز تتعرض لخسائر بالخمسة، ومن يعلم ما الذي يمكن أن يحدث في البطولة خلال الأيام المقبلة، فكل شيء جائز، ولكن ليس من الممكن أن نتكهن بهوية الفريق الفائز، والفترة القادمة حافلة بكل ما هو مدهش ومثير.. ألم أقل لكم كرة القدم لم يعد فيها كبير.
الاتحاد