أعلنت الأمم المتحدة أمس أن أكثر من ألف شخص قتلوا، معظمهم من المدنيين، وأصيب عدد مماثل تقريباً في معارك وأعمال عنف أخرى في العراق مع اجتياح المسلّحين شمال البلاد خلال 17 يوماً منذ اجتياح المسلّحين مناطق شمال البلاد، فيما استمرت المعارك في غير منطقة أمس، وتضاربت الأنباء بشأن السيطرة على مصفاة فيجي.
وأكد تقرير الأمم المتحدة أن حصيلة القتلى خلال 17 يوماً تشمل من أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وسجناء قتلتهم القوات العراقية أثناء تقهقرها.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل في مؤتمر صحافي إن ما لا يقل عن 757 مدنياً قتلوا وأصيب 599 في محافظات نينوى وديالى وصلاح الدين في الشمال في الفترة من الخامس إلى الثاني والعشرين من الشهر الجاري. وأضاف «يشمل هذا الرقم عمليات إعدام دون محاكمة جرى التحقق منها استهدفت مدنيين ورجال شرطة وجنود من دون قتال». كما سقط قتلى جراء عمليات قصف وتبادل إطلاق النار.
سيارات ملغومة
وقال كولفيل إن 318 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 590 خلال نفس الفترة في بغداد ومناطق في الجنوب ومعظمهم في ستة تفجيرات على الأقل لسيارات ملغومة.
وأضاف ان البلاغات مستمرة عن حوادث الخطف مستمرة في المحافظات الشمالية في بغداد. وشملت هذه الحوادث خطف 48 مواطناً تركياً من القنصلية التركية عند اجتياح المسلّحين الموصل و40 مواطناً هندياً يعملون في شركة بناء عراقية.
وقال كولفيل إن «داعش» بثت عشرات من تسجيلات الفيديو أظهرت المعاملة القاسية وعمليات ذبح وإطلاق نار على جنود عاجزين عن القتال وضباط شرطة وأناس استهدفوا فيما يبدو بسبب الدين أو العرق منهم شيعة وأقليات أخرى مثل: التركمان والشبك ومسيحيون.
يوم المحاكمة
وقال كولفيل «ستجمع الأدلة مثلما ظلت تجمع على مدى سنوات الآن في سوريا ضد من يرتكب الجرائم على أمل ان يأتي اليوم ليحدث نوع من المحاسبة لكن مع جماعات مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام من الواضح أن ذلك سيكون صعباً».
وذكر أن «داعش» احتجز ثلاثة من أفراد أقلية الشبك في الموصل في 18 يونيو، وتم العثور على جثتي اثنين منهم في اليوم التالي. وأضاف انه تم اختطاف 15 مدنياً شيعياً خلال هجوم على قرية بروجلي في محافظة صلاح الدين وعثرت القوات العراقية على جثثهم في وقت لاحق. وقال إن هناك مزاعم عن العثور على 45 جثة أخرى غير معروفة الهوية على ضفتي نهر دجلة.
وذكر كولفيل أن هناك تقارير أيضاً عن قيام القوات العراقية بإعدام سجناء دون محاكمة ومن بينها تقارير غير مؤكدة بشكل كامل تزعم قتل 31 محتجزاً في مركز شرطة القلعة بتلعفر يوم 15 يونيو وطالب السلطات العراقية بالتحقيق في الأمر ومحاكمة الجناة.
وقال إن مسؤولي الأمم المتحدة لحقوق الانسان أكدوا وقوع عمليات إعدام سجناء دون محاكمة على ايدي القوات العراقية وهي تنسحب من مقر قيادة نينوى في الموصل.
قصف القائم وبيجي
ميدانياً، تضاربت الأنباء حول قصف طائرات أهدافاً في منطقة القائم على الحدود العراقية السورية.
وذكرت قناة «العراقية» الفضائية الحكومية أنّ طائرات من دون طيار أميركية قصفت مواقع للمسلّحين في منطقة القائم.
لكن هذا الخبر، الذي ينبئ بدخول الأميركيين على خط المواجهة، لم يتأكّد من أي مصادر أميركية أو مستقلة.. في حين أكدت مصادر عشائرية أنّ الغارات نفذّتها طائرات قاذفة سورية.
وأوضح ناطق باسم المجلس العسكري لثوار العشائر أنّ الغارات السورية أسفرت عن مقتل 23 شخصاً.
وفيما تحدثت تقارير عن مقتل 43 شخصاً وإصابة العشرات في قصف على قضائي القائم وبيجي، نجحت القوات العراقية في وقف تقدم المسلًحين في غرب البلاد بعدما منعتهم من دخول مدينة حديثة في محافظة الأنبار، وتصدت كذلك لهجمات جديدة شنّها المسلحون على مصفاة بيجي شمالاً.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن الأسبوع الماضي أن واشنطن ستوجه «ضربات محددة» للمسلّحين إذا «تطلب الأمر ذلك».
وتضاربت التقارير بشأن انتهاء معركة السيطرة على كبرى مصافي النفط في بيجي.
ونقلت محطة «بي بي سي» عن مسؤول في شمال العراق قوله إن 160 جندياً يدافعون عن مصفاة بيجي وافقوا على وضع أسلحتهم ومغادرة مواقعهم بعد وساطة زعماء القبائل في المنطقة. لكن ضابطاً في الجيش العراقي موجود داخل المصفاة نفى ذلك، وقال إن المسلّحين لم يسيطروا إلا على الأبراج القريبة من السور.
قتلى وجرحى
وكان تقرير عراقي أفاد في وقت سابق أمس بمقتل 43 عراقياً وإصابة العشرات في قصف جوي على قضائي القائم وبيجي. وذكرت قناة «التغيير» العراقية أن 20 شخصاً قتلوا وأصيب 30 أخرون في قصف للطيران الحكومي على سوق شعبية وعمارة سكنية في قضاء القائم (480 كم شمال غرب بغداد).
وذكرت مصادر مطلعة وطبية عراقية أن 34 شخصاً غالبيتهم من الأطفال والنساء سقطوا بين قتيل وجريح بقصف يبدو أنه من طائرات الجيش العراقي استهدف منازل في قضاء بيجي شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
وقال ضابط في الشرطة برتبة رائد إن «الجيش في حديثة (210 كلم شمال غرب بغداد) تسانده قوات العشائر صدوا هجوما لقوات «داعش» وأجبروها على التراجع». وأضاف ان «الجيش والعشائر شيّدوا سواتر ترابية حول المدينة لمنع تقدم عناصر داعش».
ويحاول مسلحو «داعش» وتنظيمات متطرفة أخرى الزحف غرباً في الأنبار حيث تمكنوا من السيطرة على مدن القائم وعنه وراوة قبل ان توقف القوات الحكومية زحفهم هذا في حديثة.
55 قتيلاً
وذكرت مصادر أمنية عراقية أن القوات العراقية تمكنت من قتل 55 من عناصر «داعش» في عملية عسكرية في مدينة سامراء (150 كم شمالي بغداد). وأوضحت المصادر «ان قوات عراقية تمكنت من قتل هؤلاء في منطقتي العلم والدور بمحافظة صلاح الدين في عمليتين منفصلتين بمساندة المروحيات العسكرية وتدمير عجلات عسكرية».
قصف جسرين
وقصفت الطائرات العراقية جسرين حيويين على نهر الفرات قرب مدينة القائم (340 كلم شمال غرب بغداد) كان يستخدمهما المسلحون للانتقال من محافظة نينوى التي يسيطرون عليها الى محافظة الأنبار.
وأكد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد أمس أن «المصفاة تحت سيطرة وحماية القوات الأمنية بشكل كامل».
استعادة العظيم
وقالت مصادر عسكرية إن قوات الأمن استعادت السيطرة على منطقة العظيم من «داعش». وقال المتحدث العسكري اللواء قاسم عطا الموسوي إن 21 متشدداً قتلوا في هجوم للجيش.
وأضاف «كان هناك تعرض من قبل القوات الأمنية على محور العظيم وتم تكبيد العدو خسائر كبيرة شرق العظيم وشمالها وجنوبها.. خسائر بالأفراد وبالمعدات. والنتائج مُثبتة أيضاً.. قتل 21 إرهابياً».
– البيان