فضيلة المعيني
قرأنا على مدى يومين السجال بين مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية ووزارة التربية والتعليم، حول رفض الوزارة للتوسعة في مدارس جديدة تستفيد من مشروع الوجبات الصحية المدعمة، التي كانت المؤسسة قد نفذتها خلال العام الدراسي الماضي واستفاد منها أكثر من 30 ألف طالب في 40 مدرسة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية التي لم تقدم للمؤسسة أسباب الرفض، لكن بعد نشر حوار مع مدير المؤسسة في »الإمارات اليوم«، نفت الوزارة رفضها لطلب المؤسسة، ثم ذكرت أنها رصدت مجموعة مخالفات ارتكبها بعض القائمين من المؤسسة على مشـــروع المقاصـــف فــي المــدارس الحكوميــة.
وبغض النظر عن هذا السجال، نرى أن هذا المشروع يؤمن الغذاء الصحي المدعوم لآلاف الطلبة في مختلف المدارس، وأنه ساعد الأطفال المحتاجين كثيراً وأمن لهم غذاء صحياً بأسعار في متناولهم، ووفر دخلاً لأسر متعففة، والمتتبع بكل صدق، لا يملك سوى أن يشيد بهذه المبادرة الإنسانية التي بذل القائمون عليها جهوداً مضنية لتأمين هذه الوجبة المدعومة لطلبة يقضون ساعات طويلة في يومهم الدراسي، وخففت عن أسرهم عبء الأسعار المرتفعة.
ولا نعتقد أن المبررات التي ساقتها وزارة التربية في ردها حول عدم تنوع الوجبة صحيحة، فسبعة أنواع كافية جداً، كما أن انخفاض السعر ليس دليلاً على رداءتها لأنها ببساطة تلقى الدعم وفق اتفاقيات أبرمت بين المؤسسة والجهات الممونة لها، وندرك جميعاً أن ارتفاع سعر الوجبة ليس بالضرورة دليلاً على جودتها. وكان منتظراً من الوزارة وقد ظهرت جهة تعمل وتبذل قصارى جهدها لتقدم الدعم لطلبة محتاجين، أن تدعمها بدورهــا وتسهل لها عملها.
وقد كانت الدعوات تخـــرج صباح مساء تلتمس الاعتناء بما يقدم في المقاصف المدرسيـــة، وتطالب بالعودة مــن جديد إلى مشروع الوجبة المدرسية، وقد أصاب الطلبـــة الهــزال من ناحيــة والبدانــة والسمنــة المفرطــة من ناحيــة أخــــرى، علاوة على أمـراض وإصابـات عـدة.
وقد أخذت مؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية على عاتقها هذه المسؤولية، على أمل أن تتوسع لتعم الفائدة، ولا تطلب على هذا جزاء أو شكوراً. والمرجو من التربية والتعليم أن تقدر هذا الجهد والإيجابيات الكثيرة لهذا المشروع، ونتمنى أن تكون نظرتها أكثر شمولية وتستفيد من هذا المشروع وترى فيه دعماً وسنداً لا منافساً.
– البيان