فضيلة المعيني
بالنظر إلى تعدد الفعاليات الرمضانية الدينية والثقافية والاجتماعية والرياضية والاقتصادية والترفيهية وغيرها، نلاحظ كثافة الفعاليات بشكل لا يتمكن المرء من متابعتها، رغم أهميتها ورغبته في أن يكون موجوداً في كل منها ويستفيد مما يقدم.
لا ننكر أن هذه الجهات وهي تعد برنامجها الرمضاني، تبذل الكثير وتنفق أيضاً على تنظيمه مبالغ كبيرة وهي مشكورة على كل ذلك، لكن الهدف من هذه الفعاليات بالطبع ليس أنشطة تمارس خلال ليالي الشهر الكريم، بقدر ما هناك أهداف كثيرة تسعى هذه الجهات لتحقيقها وجمهور تحرص على أن تصل إليه وتقدم له ما عندها، لكن في زحمة المعروض يصعب على الإنسان متابعة كل شيء أو ربما نصف الشيء.
ولكن مع قليل من التنسيق وانطلاق جميع الفعاليات تحت مظلة واحدة، تنظم وترتب وتلملم كما هو الحال في بعض الفعاليات، لكان الأمر أفضل، ولسهل على الجمهور الحضور والمتابعة، بدلاً من التشتت بين هذا الكم الكبير من الأنشطة التي لا تكفي ليالي الشهر كله لاستيعابها.
أكثر من ذلك، لماذا الإصرار على أن تصب جميع الأنشطة في الشهر الكريم، فأشهر السنة طويلة وبإمكان الجهات أن توزع برامجها وأنشطتها على تلك الأشهر، أو تقلل ما لديها بحيث لا يزيد نشاطها على فعالية واحدة طوال الشهر وترجئ البقية إلى غيره. ومثل هذه الفعاليات تستوقفنا أيضاً البرامج التراثية التي تقدمها قنواتنا الفضائية، والتي رغم ضخامتها وما تحتويه من فقرات تراثية جميلة ومتنوعة ومفيدة تعنى بماضينا وتراثنا الجميل، إلا أن الملاحظ أنها تبث تقريباً في وقت واحد، وتتوقف حتى رمضان المقبل، وكأن التراث مرتبط بشهر معين وتوقيت محدد.
نتساءل؛ ما المانع من استمرار برامج التراث طوال العام، بحيث تخصص لها مدة زمنية قصيرة وفقرات أبسط من التي تقدم هذه الأيام، لأهميتها ولأنها برامج محببة يقبل عليها الكبار ويتعلم منها الصغار؟ هذا إن كان الهدف هو العناية بتراثنا وتقديمه للجمهور بشكل يليق به، وليس بهدف ملء ساعات البث التي بالإمكان أن تملأ بسواها.
– البيان